قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، اليوم في الجزائر، في بداية أعمال مجلس وزراء الخارجية العرب تحضيرًا لقمة القادة المنتظرة الثلاثاء المقبل، إن الأزمات «ما زالت تشكل في منطقتنا نزفاً يضعف الأمن الجماعي»، فيما شدد وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة على «عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلداننا، واحترام سيادتها ووحدتها الترابية».
وأكد أبو الغيط أن «انخراط المجموعة العربية لحل الأزمات ما زال أقل من المطلوب، والعالم قد ينسى أزماتنا كما يحصل حالياً مع القضية الفلسطينية»، مبرزاً أن المشاكل التي يعيشها اليمن وسوريا وليبيا والسودان، «وفرت ثغرات نفذت منها قوى غير عربية لتحقيق مصالحها»، مشيراً إلى أن «معالجة هذه الأزمات، والتوصل إلى تسويات سياسية، يظلان المفتاح الأهم لوقف التدخلات الأجنبية».
وأضاف أبو الغيط أن القضية الفلسطينية «تمر بمرحلة صعبة تنذر بما هو أسوأ وأشد خطراً... الاحتلال الإسرائيلي والقمع الذي يفرضه في الأراضي المحتلة يمحوان كل أثر لاتفاق أوسلو. كما أننا نرى أطرافاً دولية لا تبحث عن حل لصيانة حل الدولتين، والمجتمع الدولي لا يقدم إلا شعارات جوفاء. ودون مبالغة أقول إن الأوضاع في الأراضي المحتلة على شفا الانفجار... المرحلة تقتضي عملاً جاداً لتعزيز الصمود الفلسطيني، والمصالحة الأخيرة التي عقدت أخيراً، نريد التزاماً بها». وتابع: «شهدت على مدى عقد كامل، توقيع الاتفاقات، ولكن لا تنفذ... وتبقى الجامعة العربية تعبّر عن إرادات الدول الأعضاء، لذا نتطلع إلى أن تتيح قمة الجزائر تجديد الدماء في العمل العربي المشترك، وللجامعة من الإمكانات ما يمكّنها من تحقيق كل الأهداف».
وأوضح أبو الغيط أن «الاستعداد لمواجهة الأزمات وتحصين المجتمعات، إزاءها، يتطلبان جهداً. وواقع الأزمات والتعامل معها لا بد أن يحتلّا مكاناً مهماً في الأجندة العربية. إن أزمة الغذاء تمثل أولوية مهمة، ونأمل أن تستقر القمة على خطة للأمن الغذائي العربي».
من جهته، قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، بعد تسلمه الرئاسة الدورية للمجلس الوزاري من نظيره التونسي عثمان الجرندي، إن بلاده «تعول على مساهمة الجميع في قمة الجزائر، لتحقيق نهضة وفق نهج يتجاوز المقاربات التقليدية، ويمكننا جماعياً من رسم معالم مستقبل أفضل لشعوبنا». ولفت إلى أن «التطورات في العالم معقدة ومتشعبة، ولا ينبغي أن تنسينا همومنا وقضايانا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي تمر بأصعب مراحلها، بسبب جمود العملية السياسية وتمادي المحتل في فرض الأمر الواقع».
وعبّر لعمامرة عن «أمله في أن تكلل اجتماعاتنا بالنجاح والتوفيق، لذا علينا مضاعفة الجهود للدفع بمسارات السلم والمصالحة التي يجدر بها أن تنطلق فعلاً من البيت العربي».
ويتضمن جدول أعمال الاجتماع، الذي يستمر يومين، 19 بنداً، أهمها القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته، والتضامن مع لبنان ودعمه وتطورات الأزمة السورية، وتطورات الوضع في ليبيا، والوضع في اليمن ودعم السلام والتنمية في السودان، ودعم جمهورية الصومال، ودعم جمهورية القمر المتحدة.
كما يشمل احتلال إيران الجزر الإماراتية الثلاث والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، مع اتخاذ موقف عربي موحد إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية، وصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب وتطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب.
