ألحقت موجة الجفاف التي تضرب ولاية جيجل أضرار معتبرة بمختلف المحاصيل الزراعية وتحديدا أشجار الزيتون التي تضررت بشكل كبير من جراء هذه الموجة التي لم يسبق وأن عاشتها الولاية في مثل هذا التوقيت من السنة منذ عدة عقود . واذا كان الفلاحون وتحديدا الناشطين منهم ضمن شعبة الزيتون بجيجل قد تفاءلوا بقطرات المطر التي تهاطلت على الولاية خلال شهر سبتمبر الماضي فان انقطاع المطر وعدم سقوطه على تراب الولاية منذ أسابيع موازاة مع موجة الحر غير المسبوقة التي تعرفها عاصمة الكورنيش منذ زهاء الشهر قلبت هذا التفاؤل الى تشاؤم مطلق سيما في ظل الأضرار التي لحقت ببعض المحاصيل والأشجار المثمرة وفي مقدمتها أشجار الزيتون التي تضررت أكثر من غيرها من هذا الإحتباس الى درجة جفاف حبات الزيتون العالقة بأغصان هذه الأشجار حتى قبل بلوغها مرحلة النضج وسقوط أعداد معتبرة منها على الأرض في ظاهرة محيّرة أصابت الكثير من الفلاحين بالدهشة و الإحباط على الرغم من كون أسبابها معروفة حسب هؤلاء حيث لايمكن فصلها كما يقولون عن موجة الجفاف التي تضرب الولاية والتي أثرت على كل كائن حي بعاصمة الكورنيش ولم تستثن حتى الحيوانات التي باتت تجد صعوبات في العثور على قطرة ماء تروي ضمأها بعد جفاف معظم الينابيع والوديان التي كانت توفر لهذه الكائنات حاجتها من الماء . ولم يخف الفلاحون بجيجل مخاوفهم الكبيرة من تأثير الأضرار التي لحقت بأشجار الزيتون عبر اقليم الولاية على منتوج الزيت لهذا العام على الرغم من التفاؤل الذي سبق وأن أبدته الجهات القائمة على الشأن الفلاحي بعاصمة الكورنيش بخصوص معدل الإنتاج بل وتوقعها بتحقيق نتائج أفضل من نتائج موسم الجني الماضي علما وأن موسم جني الزيتون قد انطلق بأغلب مناطق ولاية جيجل قبل أيام بما فيها تلك التي اعتادت أن تؤخر عملية الجني الى بداية شهر نوفمبر أو حتى الى نهاية هذا الشهر وهو التقديم الذي أملته الظروف الطبيعية الطارئة والتي جعلت حبات الزيتون تنضج بشكل مبكر نتيجة موجة الحر وعدم أخذ هذه الأخيرة لحصتها من الماء خلال التساقطات المحتشمة التي حملتها الأسابيع الأولى من فصل الخريف .
أ / أيمن