أبدعت دولة الإمارات في تنظيم السوبر المصري، ما بين القطبين الكبيرين الأهلي والزمالك، في ختام احتفالات الدولتين الشقيقتين، بمرور 50 عاماً على العلاقات المتميزة التي تربط بينهما في كل المجالات.
وبات من الطبيعي أن يحط «سوبر الأهرامات» الرحال على أرض الإمارات، حيث البيئة المناسبة جداً لتحقيق كل ذلك النجاح، من ملاعب عالمية، إلى الحضور بالسعة الكاملة، إلى النقل التلفزيوني المبهر، إلى مجلس أبوظبي الرياضي، بخبراته المتراكمة في تنظيم الفعاليات الكبيرة، وفوق ذلك قنوات أبوظبي الرياضية التي قدمت درساً مجانياً في التغطية الشاملة التي تحترم عقلية المشاهد، وتنال احترامه وإشادته في آن واحد.
وفي النسخة الخامسة بالإمارات، نجح الأهلي في إنقاذ موسمه الكروي، بالفوز ببطولة السوبر، بعد أن خسر بطولتي الدوري والكأس، على يد منافسه التقليدي فريق الزمالك.
وللمرة الثانية يكسب الأهلي السوبر من استاد هزاع بن زايد، وفي الوقت الأصلي، بعد أن نال لقب 2015 بثلاثة أهداف لهدفين، ووقتئذٍ كان الزمالك بطل الدوري والكأس مع البرتغالي فيريرا، وعندما عاد فيريرا لقيادة الفريق الزملكاوي، فاز بلقبي دوري وكأس 2022، لكنه خسر السوبر في الملعب نفسه أمام الأهلي بهدفي سافيو وكريم فؤاد.
والغريب أن الزمالك، في المقابل كسب لقب السوبر مرتين في استاد محمد بن زايد، بركلات الترجيح.
ولا خلاف على أن الأهلي الفائز باللقب ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، استعاد ثقة جماهيره، وتعززت العلاقة مع كولر المدرب الجديد، ونالت الإدارة ثقة كانت في أمسّ الحاجة إليها.
وفي المقابل، تأثر الزمالك بغياب الونش وإبراهيما دياو وسامسون وعبد الشافي بسبب الإصابة، وكذلك بخروج فتوح مصاباً بعد نصف ساعة.
ورغم كل ذلك كان بالإمكان أفضل مما كان، لولا الخطأ الذي ارتكبه زكريا الوردي، واستثمره سافيو بتسجيل الهدف الأول، ولولا عدم نجاح فيريرا في معالجة الموقف، ورغم عدد الصفقات الصيفية التي أبرمها الزمالك، فإن الفريق وجد نفسه بلا ظهير أيسر بعد خروج فتوح، وبلا مهاجم رئيسي بعد استبدال الجزيري، وأشرك فيريرا القادم الجديد مصطفى شلبي الذي لم يلمس الكرة مع الزمالك سوى أمام الأهلي، ولعل المكسب الزملكاوي الأبرز رغم الخسارة، يتمثل في ذلك المستوى الذي قدمه حسام عبد المجيد الذي يذكرني ببدايات «الغزال» إبراهيم يوسف، رحمه الله.
وإلى اللقاء مع السوبر السادس على أرض الإمارات بعد شهرين من الآن.
*نقلاً عن الاتحاد الإماراتية
