هجر عدد كبير من سكان العاصمة صنعاء المساجد وتركوا صلاة الجمعة والفرائض فيها، رافضين رفضًا قاطعًا خطباء الجمعة المفروضين من العصابات الحوثية الإرهابية، واعتبار خطبهم خطًا موازيًا لتوجهات قياداتهم وأفكارهم وتوجيهاتهم، والتي لا تحمل أي رسائل توعوية أو توصيات دينية سليمة.

يأتي ذلك في وقت بدأ فيه اليمنيون في صنعاء يتهكمون ببعض الأدلة التي يوردها خطباء الحوثي على المنابر، والتي تنسب إلى الخميني، وعبدالملك الحوثي، وحسن نصر الله، واعتبارها وكأنها أحاديث مقدسة، وزاد من غضب المواطنين أن يتم الاستدالال بآيات قرانية غير متوافقة مع استدالالات الحوثيين، وفرض إقناع المستمعين بها كذبًا وزورًا.

خطباء حوثيون

وقال مصدر لـ«الوطن» إن الحوثيين قاموا بتعيين مؤيدين لهم في مناصب بوزارة الأوقاف وإنشاء هيئة تسمى «هيئة الأوقاف» وتعمل كلا الجهتين على نشر الفكر الحوثي، وعلى ذلك الأساس تم الشروع مباشرة في إيقاف ومنع كافة الخطباء السابقين من خطبهم في عدد كبير من المساجد، وتعيين خطباء تم تدريبهم على الخطب وتجهيزها لهم، كما قام الخطباء الحوثيون بنشر تلك الخطب من على منابر المساجد، إما بقراءتها من الورق أو حفظًا كما هي، وتحمل رسائل تكفيرية تفجيرية إرهابية.

دروس طائفية

وأضاف المصدر أن هيئة أوقاف الحوثيين حرصت على إيقاف صلاة التراويح في المساجد واستبدالها بدروس طائفية لهولاء الخطباء، وتوسع الأمر إلى تحويل المساجد لمراكز جمع التبرعات والأموال لدعم الحوثيين، حتى أصبحت المساجد لاحقا عبارة عن مجالس لتناول القات واللقاءات، فيما يتم تجهيزها يوم الجمعة لاستقبال المصلين وتمرير رسائل وخطب الحوثي على مسامعهم.

تشجيع الإرهاب

وقال المصدر إن الخطب الحوثية في المساجد لا تخرج عن عدة محاور رئيسية، الأول منها تمجيد عبدالملك الحوثي وقياداته الإرهابية، وتشجيع كل الأعمال الإرهابية التي تمارسها الميليشيا ضد أبناء الشعب اليمني، فضلا عن تأييد أعمالها الإرهابية ضد الدول المجاورة لها وتهديد الممرات البحرية، وتبرير لعدم صرف المرتبات وتردي الأوضاع المعيشية، ودعوات متوالية ومتتالية لدعم الجبهات بالمقاتلين، وأيضا الدفاع عن إيران وحزب الله.

انتصارات وهمية

وأشار المصدر إلى أن الخطب الحوثية لا يمكن أن تقدم موعظة واحدة أو نصيحة مفيدة غير مديح الحوثيين على أعمالهم التخريبية، وتبرير مواقفهم الإجرامية والتغطية عليها، بل ذهبوا لأكثر من ذلك حينما يتحدثون خطباء الحوثي عن إنجازات لا مكان لها، وانتصارات لا حقيقة لها، ويصفون الأوضاع في الداخل عكس ما هي في الحقيقة.

وتابع: هولاء الخطباء حولوا منابر الجمعة إلى منصات إرهابية تدعو للفسق وتشجع على الرذيلة، وتنشر الأكاذيب، وتغطي على الحقايق وتطمسها، معتبرًا هروب المصلين من المساجد هو قناعة منهم بكذب تلك الخطب وتفاهتها وعهدم جدواها، واعتبارها مهازل تضاف إلى قاموس الحوثيين.

وقال المصدر: «بعد أن أحرق الحوثيون المصاحف وهدموا الكثير من المساجد وقاموا بتفجير دور الحديث، لم يبق لهم غير أكاذيب الخميني والحوثي وحسن نصر الله للعودة إليها، واعتبارها أحاديث مقدسة لإغواء وتضليل الناس بتلك الحماقات الماجنة».

أبرز رسائل الخطب الحوثية في المساجد

- الاستدلال بخطب للخميني والحوثي وحسن نصر الله.

- تمجيد عبدالملك الحوثي وقياداته الإرهابية.

- تشجيع الجرائم التي تقوم بها الميليشيا الإرهابية.

- تبرير عدم صرف المرتبات وتردي الأوضاع المعيشية.

- دعوات متوالية ومتتالية لدعم الجبهات بالمقاتلين.

- الدفاع عن إيران وحزب الله.