وجدت البرازيل نفسها شبه مشلولة فجأة ومقطعة الأوصال، بعد قيام آلاف من أنصار الرئيس المنتهية ولايته، جايير بولسونارو، بقطع 227 طريقا مهما فيها، بينها سريعة، تمتد بين المدن الرئيسية والولايات، احتجاجا منهم على هزيمته في الجولة الثانية من الانتخابات التي جرت الأحد الماضي، وخرج منها خصمه اليساري "لويس إيناسيو لولا دا سيلفا" فائزا بالمنصب الأول.
وكان بولسونارو لاذ بالصمت بعد اعلان النتيجة في وقت متأخر مساء الأحد، الى أن خرج من القصر الرئاسي في العاصمة برازيليا وألقى كلمة أمام اعلاميين احتشدوا بعد ظهر أمس الثلاثاء، شكر فيها 58 مليونا من البرازيليين أدلوا بأصواتهم لصالحه، وأعلن أنه "سيلتزم بكافة أعراف الدستور" من دون أن يعترف بالهزيمة مباشرة، لكنه قال بحسب ما نسمعه في الفيديو الذي تعرضه "العربية.نت" أدناه: إنه "شرف كبير لأكون زعيما لملايين من البرازيليين الذين يدافعون عن الحرية الدينية والاقتصادية" وفق تعبيره.
أضاف اليميني المتطرف بكلمته التي استغرقت أقل من دقيقتين: "إن تمثيلنا القوي في الكونغرس يمثل قيمنا، وهي الله والوطن والعائلة" وطلب من أنصاره أن يكون احتجاجهم سلميا، من دون أن يتطرق إلى هزيمته أو يطعن بالنتائج، ولا أتى في كلمته على فوز منافسه الذي حصد 50.9 % من الأصوات، أو 60 مليونا، مقابل 49.1 % لبولسونارو، الأصغر سنا بعشرة أعوام من خصمه البالغ 76 سنة.
أما أنصاره، القاطع بعضهم للطرق واقامة حواجز عليها، فهم سائقون لشاحنات أوقفوها، وفقا لما تم الإبلاغ عن حالات الانسداد المروري فيها، بعد فترة وجيزة من إعلان نتائج الانتخابات في طرق 24 من أصل 26 ولاية تتكون منها "بلاد الأمازون" البالغة مساحتها أكثر من 8 ملايين و500 ألف كيلومتر مربع، بسكان يزيدون عن 217 مليونا.
غرامة بآلاف الدولارات
وكانت شرطة الطرق السريعة الفيدرالية، أبلغت أمس عن 342 حادث قطع لطرق متنوعة، وفقا لما نرى في الفيديو المعروض، برغم تحذير من السلطات بأنها ستفرض على كل سائق غرامة مقدارها 100 ألف ريال برازيلي، تعادل 19.300 دولار لكل ساعة، الا أن قطع الطرق استمر، خصوصا في ولايات الجنوب البرازيلي، ما أحدث اضطرابا كبيرا، أثر على الإمداد الغذائي بشكل خاص.
كما بدأت تثور مخاوف من قيام بولسونارو بتعقيد الفترة الانتقالية التي تستغرق شهرين، قبل أن يؤدي الرئيس المنتخب اليمين الدستورية في أول يوم من ينايرالمقبل، مع عودة الذاكرة الى تصريحات عدائية الطراز سبق أن أطلقها، ومنها "الله وحده، هو القادر على ازاحتي من منصبي" اضافة الى تلميحات صدرت عنه قبل الانتخابات، وفيها شكك بنظام التصويت، اشارة الى أنه قد يرفض نقل السلطة الى خصمه، من باب عدم شرعية فوزه بالانتخابات لسبب ما.