لماذا يصر المغرب على مدّ يد الحوار رغم عداء النظام الجزائري ؟


حمزة فاوزي

 

في تأكيد جديد لسياسية اليد الممدودة التي تنتهجها المملكة تجاه الجزائر، ذكر وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن الملك محمد السادس وجه دعوة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لزيارة المغرب من أجل الحوار وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية “AFP”.

 

تأتي هاته الدعوة رغم الاستفزازات المتلاحقة التي بدأت أولى فصولها مع نزول طائرة وزير الخارجية ناصر بوريطة والذي وجد في مدخل المطار جيشا من الكاميرات تلاحقه، لكنه لم يلقى وفق البروتوكولات الرسمية المعمول بها دوليا أي استقبال من نظيره الجزائري رمطان العمامرة.

 

غير أن الاستفزازات الجزائرية لم تتوقف عند هذا الحد بل أعقب ذلك نشر لخريطة لا تتضمن الصحراء المغربية من قبل  قناة جزائرية رسمية كانت قد ادعت شراكتها مع الجامعة العربية، لتخرج الأخيرة عن صمتها وتفضح المؤامرة وتجبر القناة على تقديم الاعتذار، وتواصل الهجوم الجزائري ليصل حرية التعبير عبر منع وفد القناة الاولى من تقديم واجبه المهني في تغطية أحداث القمة ومنع الصحافيين الأجانب من محاورة وزير الخارجية المغربي.

 

كل هذا قد دفع العاهل المغربي بحسب مراقبين للاعتذار على حضور القمة رغم النوايا الحسنة التي تم إبداءها من قبل، والتي كان الهدف منها فتح الحوار مع جار جعل من عداءه للمملكة هوايته المفضلة، ورفض كل الفرص المتاحة لإعادة العلاقات لمجراها الطبيعي استجابة للتطلعات الشعبين الشقيقين.

 

وحول الدلالات التي تحملها الدعوة الملكية الاخيرة للرئيس الجزائري قال المحلل السياسي محمد شقير إنها لم تكون الأولى ولن الأخيرة لأن العاهل المغربي يعلم جيدا أنه أمام نظام عسكري معقد له طبيعة وثقافة سياسية خاصة يعتبر المغرب عدوه الأول، وأن اعتماد المملكة لسياسية اليد الممدودة تجاهه يشكل ضغطا كبيرا على النظام الجزائري ويشكل احراجا كبيرا له أمام المنتظم العربي والدولي.

 

وأضاف شقير في تصريح لـ” الأيام24″ أن المقاربة المغربية في التعامل مع النظام الجزائري تمتاز بقدر كبير من الحكمة التي يمتلكها العاهل المغربي في مجال العلاقات الخارجية، مؤكدا في الوقت ذاته على أن فهم الاستفزازات الجزائرية الاخيرة بالقمة العربية يرجع أساسا للمحاولات الجزائرية في احتواء المكاسب الدولية والإقليمية التي حققها المغرب في ملف الصحراء، ولم تكن القمة تسعى لما ادعاه الرئيس الجزائري في لم الشمل بل كانت لتحقيق مكاسب ومصالح معينة.

 

وتعليقا على ما إن كانت الاستفزازات الجزائرية تهدف لمنع زيارة العاهل المغربي للجزائر، شدد المحلل السياسي ذاته على أن النظام الجزائري يعلم جيدا أن حضور الملك محمد السادس للقمة سينسف ما تم التخطيط له من جعل الجزائر تظهر بثوب اللاعب الديبلوماسي بالمنطقة، فضلا على أن حضور العاهل المغربي سيزيد من إحراج الجزائر وموقفها المعادي للمملكة.

تاريخ الخبر: 2022-11-03 15:19:11
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 63%
الأهمية: 73%

آخر الأخبار حول العالم

بطولة اسبانيا: ليفاندوفسكي يقود برشلونة للفوز على فالنسيا 4-2

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 09:25:28
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 58%

الصين تتخذ تدابير لتعزيز تجارتها الرقمية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 09:25:33
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 57%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية