قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي نعمان قورطولموش إن بلاده تتحرك انطلاقاً من قناعتها بأنّ فتح ممر شحن الحبوب من المواني الأوكرانية لا يقتصر على كونه نشاطاً تجارياً بل هو أنبوب حيوي لتنفس البشرية أيضاً.

جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية لـ"منتدى السياسية والآفاق الجديدة في القرن الحادي والعشرين" الذي انطلق في مدينة إسطنبول الجمعة بمناسبة الذكرى الـ20 لوصول حزب "العدالة والتنمية" إلى سدة الحكم في تركيا.

وشدد قورطولموش على أنّ حلّ النزاعات من خلال المفاوضات المبدئية والدبلوماسية الإنسانية أحد أهم أولويات تركيا.

وأكد أن المباحثات المتعلقة بشحن الحبوب الأوكرانية تُظهر مدى أهمية وقيمة الموقف الذي تتبناه تركيا.

وأوضح أن تركيا هي الدولة الوحيدة ورئيسها رجب طيب أردوغان هو الزعيم السياسي الوحيد في العالم الذين يمكنهما التحدث إلى كلا الجانبين (الروسي والأوكراني) تقريباً.

والجمعة أيضاً قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة أن تذهب الحبوب الروسية التي تُرسَل بموجب اتفاق التصدير عبر البحر الأسود إلى الدول الإفريقية الفقيرة مجاناً.

​​​​​​​ولفت الرئيس أردوغان إلى عدم استخلاص المجتمع الدولي الدروس اللازمة من المآسي التي برزت خلال فترة جائحة كورونا.

والأربعاء أعلنت وزارة الدفاع الروسية استئناف مشاركة موسكو في اتفاقية الحبوب بعد تعليقها يومين، وكشفت عن حصولها على الضمانات المكتوبة اللازمة من أوكرانيا بفضل دعم تركيا ومشاركة الأمم المتحدة.

وقال بوتين هذا الأسبوع إنه حتى لو انسحبت روسيا من الاتفاق مرة أخرى فإنها ستعوض الكمية الكاملة من الحبوب المخصصة "للدول الأكثر فقراً" من مخزونها وبالمجان.

والخميس بحث الرئيس التركي خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الحرب الروسية-الأوكرانية ومستجدات ممر شحن الحبوب.

وأعرب أردوغان خلال الاتصال عن ارتياحه لعودة ممر الحبوب إلى العمل مرة أخرى نتيجة الحراك الدبلوماسي لتركيا على أعلى مستوى مع روسيا وأوكرانيا بعد تعليق موسكو العمل بالاتفاقية.

وأكد ضرورة توظيف الجهود خلال الفترة الحالية لتمديد عمل آلية مبادرة شحن الحبوب.

وفي 22 يوليو/تموز الماضي شهدت إسطنبول توقيع "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من المواني الأوكرانية" بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.​​​​​​​

وتضمّن الاتفاق تأمين صادرات الحبوب العالقة في المواني الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) إلى العالم، لمعالجة أزمة نقص الغذاء العالمي التي تهدد بكارثة إنسانية.

مساهمة في السلام العالمي

وأضاف قورطولموش أن إطلاق تركيا عملية تطبيع العلاقات مع دول في المنطقة للمساهمة في السلام العالمي وبدء الحصول على النتائج هي إحدى نتائج رؤية السياسية الخارجية السلمية والإنسانية لتركيا.

وأشار إلى أن مشكلة تزايد الفقر على نطاق عالمي هي واحدة من المجالات المهمة التي يجب على البشرية أن تكافحها وتجد طرقاً وأفكاراً إضافية حول كيفية حلها.

ونوه قورطولموش بمشكلة العنصرية المتزايدة مؤخراً، بخاصة في الدول الغربية.

وفي وقت سابق الجمعة انطلقت في إسطنبول فاعليات "منتدى السياسية والآفاق الجديدة في القرن الحادي والعشرين" في نسخته الأولى بهدف البحث عن أفكار تتعلق بالسياسات الجديدة وآفاقها.

والمنتدى الذي ينظمه حزب "العدالة والتنمية" يستمر يومين ويشارك فيه خبراء وأكاديميون ودبلوماسيون من مختلف دول العالم ويتضمن عدة جلسات بإشراف قيادات حزب العدالة والتنمية وبمشاركة وزراء.

ومن عناوين الجلسات في المنتدى "مشكلات القرن ومستقبل السياسية، والفلسفة والأدب والنزاهة في السياسة، والمؤسسات في السياسة الجديدة والمقاربات، والإعلام الجديد والسياسة في الوقت المعاصر، والزعامة السياسية المتغيرة: المشكلات المحلية والدولية".

كما تشمل الجلسات "حروب القوى الجديدة، والاقتصاد والطاقة والأزمات الإنسانية" و"صراع الثقافات والاستجابة السياسية لها"، وتتساءل إحدى الندوات عن "الحرب الباردة الجديدة والجيوبولتيك العالمي والمخاطر"، وجلسات أخرى.

ويشهد اليوم الثاني من المنتدى إلقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كلمة بعنوان "إعادة التفكير بالسياسة من أجل خير الإنسان".

TRT عربي - وكالات