تدافع كوريا الجنوبية: احتجاجات في سول للمطالبة بالعدالة للضحايا

  • تيسا وونغ
  • بي بي سي

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

أقيمت الوقفات الاحتجاجية على ضوء الشموع في أنحاء سول حدادا على أرواح 156 شخصا قتلوا في تدافع بمنطقة إيتايون

تجمع معزون في شتى أنحاء سول، وهم يحملون شموعا بيضاء ولافتات سوداء، حدادا على أرواح ضحايا حادث التدافع بعاصمة كوريا الجنوبية ولتوجيه توبيخ لاذع لحكومة البلد.

ومع استمرار الغضب الشعبي في التزايد بسبب أكبر مأساة في كوريا الجنوبية منذ نحو عقد من الزمان، شارك الآلاف في العديد من الوقفات والاحتجاجات التي نظمت في شتى أنحاء العاصمة.

وفي 29 أكتوبر/تشرين الأول، أسفر تدافع حشود عن مقتل 156 شخصاً - معظمهم من الشباب - وإصابة 196 آخرين بجروح، خلال احتفالات الهالوين في منطقة إيتايون المعروفة بأنها مقصد للحياة الليلية.

  • شاهد عيان في تدافع سول: "كنت عالقا أشاهد الناس يموتون"
  • بالصور: صدمة في سول بعد مقتل أكثر من 150 شخصا في تدافع
  • أكثر من 150 قتيلا في حادث تدافع مروع في كوريا الجنوبية

وبعد مرور أسبوع، بدأت السلطات تحقيقاً وداهمت مكاتب البلدية والشرطة المحلية ومراكز الإطفاء.

وقدم قائد الشرطة الوطنية اعتذاراً، وكذلك الرئيس يون سوك يول الذي تعهد بتحسين إجراءات السيطرة على الحشود في المستقبل.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • تدافع كوريا الجنوبية: شاهد عيان يروي تفاصيل قاسية عن الحادث الذي خلف عشرات الضحايا
  • كوريا الشمالية: سول تتهم بيونغيانغ بإطلاق صاروخ عابر للقارات باتجاه أراضيها
  • حادث تدافع في كوريا الجنوبية يسفر عن مقتل أكثر من 150 شخصا أثناء احتفالات الهالوين
  • رئيس كوريا الجنوبية ينفي التلفظ بعبارة "مهينة" لأعضاء بالكونغرس الأمريكي بعد لقاء بايدن

قصص مقترحة نهاية

ولكن ذلك لم يكن كافياً لري عطش الجمهور إلى العدالة. ويشعر الكثيرون بشعور عميق بالعار من أن السلطات فشلت في حماية شبابها - وهي مفارقة بالنسبة لبلد معروف بصورته الشبابية التي تحركها موسيقى البوب الكورية على الساحة الدولية.

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

نزل الآلاف من الناس إلى الشوارع للاحتجاج بالقرب من مبنى بلدية سول

ويوم السبت، ركب النشطاء والجماعات السياسية موجة الغضب هذه مع ما لا يقل عن سبع وقفات احتجاجية في أنحاء العاصمة.

وجرى تنظيم أكبر وقفة من قبل "كندللايت أكشن"، وهو تحالف من المجموعات التقدمية التي كانت تنظم احتجاجات سياسية منتظمة ضد الرئيس يون حتى قبل مأساة إيتايون.

وأقيمت الوقفة بالقرب من مبنى البلدية الذي شهد إغلاق مسارين من طريق رئيسي لاستيعاب عشرات الآلاف من المحتجين. وحمل كثيرون لافتات احتجاج سوداء كتب عليها "التنحي هو تعبير عن العزاء" في رسالة موجهة للرئيس يون.

وعلى المنصة، تناوب المتحدثون انتقاد الحكومة في خطب تخللتها عروض غنائية حزينة وصلوات تلاها رهبان بوذيون.

وقال أحد المتحدثين "على الرغم من أن الحكومة تتحمل المسؤولية بوضوح، إلا أنها تبحث عن مرتكبي جرائم من منظمات غير ذات صلة... وقع الحادث لأن الحكومة لم تلعب دورها الأساسي".

"تنحي يا حكومة يون سوك يول! تنحي يا حكومة يون سوك يول!"، هكذا هتف الحشد ملوحاً بشموعه ولافتاته.

التعليق على الصورة،

حمل المتظاهرون بالقرب من موقع التدافع في إيتايون لافتات كتب عليها: "في الساعة 6:34 لم تكن البلاد موجودة [للضحايا]"

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟

الحلقات

البودكاست نهاية

وفي وقت سابق من اليوم في إيتايون، تجمع حشد من 200 متظاهر من مختلف المجموعات السياسية الشبابية بالقرب من موقع الحادث.

وارتدوا ملابس سوداء وأقنعة، ورفعوا لافتات كتب عليها "في الساعة 6:34 لم تكن البلاد هناك [بجانب الضحايا]".

وكانت هذه إشارة إلى وقت أول مكالمة طوارئ أجريت مع الشرطة، قبل ساعات من حدوث التدافع بالفعل. وفي المجموع تم إجراء 11 مكالمة في تلك الليلة.

وبعد الوقوف دقيقة صمت في مواجهة الزقاق، انحنت رؤوسهم، وسارت المجموعة بصمت على الطريق الرئيسي المزدحم في إيتايون.

وكانوا يحملون زهور الأقحوان البيضاء - التي تعبر عن الحزن في الثقافة الكورية - ولافتات سوداء كتب عليها: "كان بإمكاننا إنقاذ الضحايا، ويجب على الحكومة أن تعترف بمسؤوليتها".

وقالت الطالبة الجامعية كانغ هي جو البالغة من العمر 22 عاماً "شعرت بالحزن في البداية. لكنني الآن غاضبة. أنا هنا لأنه كان من الممكن منع هذا الحادث. هؤلاء الناس كانوا قريبين من عمري".

وفي محطتهم الأخيرة، وهي نصب تذكاري للحرب، تناوب الناشطون الشباب إلقاء الخطابات.

وقال أحد المتحدثين "هذا المجتمع ليس طبيعياً، نحن لسنا آمنين. الحكومة لا تفي بمسؤوليتها، بل ألقتها على الشباب... ما نوع الدرس الذي تعلمناه من حادثة سول؟" في إشارة إلى كارثة العبّارة عام 2014 التي أودت بحياة أكثر من 300 شخص، معظمهم من طلاب المدارس الثانوية.

وأضاف "إنهم يعدون دائماً بالتغيير مع كل انتخابات. ولكن لماذا هناك دائماً كارثة اجتماعية؟ هذا ما يتساءل عنه الشباب".

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

قطع مساران من طريق رئيسي لاستيعاب عشرات الآلاف من المتظاهرين في سول

وبالعودة إلى مبنى البلدية، كان هناك بحر من الشموع يومض مع حلول الليل، غامراً الوجوه المقنعة للمتظاهرين بضوء دافئ. وكان العديد منهم أشخاصاً في منتصف العمر أو من كبار السن.

ولا يزال بإمكان يوم سونغ وون الذي لديه طفلان، أن يتذكر بوضوح حادثة سول.

وقال المهندس المعماري البالغ من العمر 59 عاماً بينما كانت عيناه تغمرهما الدموع "كان ذلك محزناً للغاية. وهذا أمر لا يصدق أن يحدث مرة أخرى. لهذا السبب جئت إلى هنا". وأضاف "أنا مفطور القلب، إنه أمر لا معنى له".

وأضاف "لقد تجاهلتهم الحكومة. يجب عليها أن تحمي مواطنيها وتؤمن سلامتهم مهما حدث".