ووفق تقارير دولية، حلت الولايات المتحدة على رأس الدول المتقدمة إنتاجا للنفايات؛ إذ تنتج أكبر كمية من النفايات المنزلية نسبة إلى الفرد الواحد في العالم بين البلدان المتقدمة، رغم أنها لا تمثل سوى 4% من تعداد سكان العالم.

الولايات المتحدة الأقل تدويرا للنفايات

أظهر تقرير صدر عن مجموعة "فيريسك مايبلكروفت" أنه لا يُعاد تدوير سوى 16% من النفايات، وأن الولايات المتحدة هي أقل البلدان المتقدمة في إمكانيات إعادة التدوير بنسبة لا تتخطى 35%، بالمقارنة مع ألمانيا التي تدور 68% من مخلفاتها.

ويخلّف السكان والتجار الأمريكيون أكبر كمية من النفايات للفرد الواحد بين البلدان الثرية تعادل 773 كيلوجرامًا في السنة، أي أكثر بثلاث مرات من المتوسط العالمي، و7 مرات من الإثيوبيين، علمًا بأن إثيوبيا هي البلد الذي ينتج أصغر كمية من النفايات.

الصين والهند تولدان 27% من النفايات

فيما أوضحت دراسة جديدة حول اتجاهات القمامة العالمية أن الولايات المتحدة هي أكبر منتج للنفايات في العالم، إذ تنتج 3 أضعاف المتوسط العالمي من القمامة.

وأكدت الدراسة أنه رغم أن الصين والهند تشكلان أكثر من 36% من تعداد سكان العالم، فإنهما تولدان 27% فقط من النفايات المحلية العالمية.

نفايات العالم تزيد بنسبة 70% بحلول 2050

توقع البنك الدولي في تقرير له عام 2018، أنه في حالة عدم اتخاذ إجراءات عاجلة، ستزيد نفايات العالم 70% بحلول عام 2050 عما هي عليه الآن.

ويرى التقرير الصادر بعنوان "يا له من إهدار: نظرة على إدارة النفايات الصلبة في العالم حتى عام 2050"، أن توليد النفايات السنوية على مستوى العالم سيقفز من 2.01 مليار طن عام 2016 إلى 3.4 مليار طن خلال السنوات الثلاثين المقبلة، نتيجة لتوسع المدن السريع وتزايد عدد السكان.

وعلى الرغم من أن البلدان المرتفعة الدخل تمثل 16% من سكان العالم، فإنها مجتمعة تولد أكثر من ثلث "34%" من نفايات العالم، أما منطقة شرق آسيا والمحيط الهادي فإنها مسؤولة عن توليد ما يقرب من ربع "23%" من النفايات كلها.

وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يزيد توليد النفايات في إفريقيا جنوب الصحراء أكثر من 3 أضعاف المستويات الحالية، في حين أن جنوب آسيا سيزيد تدفق النفايات لديها أكثر من الضعف.

"البلاستيك" مشكلة ضخمة وخطيرة

يمثل البلاستيك مشكلة ضخمة بشكل خاص، فإذا لم تُجمع المواد البلاستيكية وتُدار بشكل صحيح، فإنها ستلوث وتؤثر على الممرات المائية والنظم البيئية لمئات، إن لم يكن آلاف السنين.

في عام 2016، أنتج العالم 242 مليون طن من النفايات البلاستيكية، أو 12% من جميع النفايات الصلبة.

وغالبًا تُسترد أكثر من ثلث النفايات في البلدان مرتفعة الدخل من خلال إعادة التدوير والتحويل إلى سماد، لكن في البلدان المنخفضة الدخل يعاد تدوير 4% فقط من النفايات.

النفايات الإلكترونية ترتفع بمقدار مليوني طن سنويًا

ارتفع حجم النفايات الإلكترونية على مستوى العالم بمقدار مليوني طن سنويًا، أي بنسبة تتراوح بين 3 و4%، نتيجة زيادة معدل استهلاك الأجهزة الإلكترونية بنسبة 3% سنويًا، وقصر عمر المنتج، وخيارات الإصلاح المحدودة.

وكشف منتدى النفايات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية (WEEE Forum)، وهو جمعية دولية غير هادفة للربح، أن "إجمالي النفايات لعام 2021، في جميع أنحاء العالم، يبلغ 57.4 مليون طن، بما يتجاوز وزن سور الصين العظيم، الذي يعد أكبر بناء بشري وزنًا على وجه الأرض".

ووفق تقديرات سابقة، سجل مرصد النفايات الإلكترونية لعام 2020، نحو 53.6 مليون طن متري من مخلفات الأجهزة الكهربائية والإلكترونية المولدة في عام 2019، بزيادة كبيرة بلغت نسبتها 21% خلال 5 سنوات بداية من عام 2014، مع توقعات باستمرار الارتفاع في حجم المخلفات الإلكترونية، لتسجل 74 مليون طن متري بحلول عام 2030.

نفايات إلكترونية شخصية

أصبحت الأجهزة الإلكترونية المهملة، أو النفايات الإلكترونية، فئة النفايات المنزلية الأسرع نموًا في العالم، وفق دراسة أعلنتها منظمة الصحة العالمية.

انتجت آسيا 24.9 مليون طن، والأمريكتان 13.1 مليون طن، وأوروبا 12 مليون طن، الغالبية العظمى من النفايات الإلكترونية عند قياسها بالوزن الإجمالي، أما عند قياس نصيب الفرد، فينتج الأوروبيون 16.2 كجم، معظم النفايات الإلكترونية لكل شخص، تليها أوقيانوسيا 16.1 كجم، والأمريكتان 13.3 كجم.

وبينما ينتج السكان الأفارقة أقل كمية من النفايات الإلكترونية للفرد الواحد، فيما تنتج الصين والولايات المتحدة والهند معظم النفايات الإلكترونية.

أجهزة إلكترونية في المنزل العادي أصبحت معطلة

في القارة الأوروبية، تشير التقديرات إلى أن 11 عنصرًا من بين 72 جهازًا إلكترونيًا في المنزل العادي، لم تعد قيد الاستخدام أو أصبحت معطلة.

وعلى مستوى الأشخاص، يجري تخزين كم من المنتجات الكهربائية والإلكترونية غير المستخدمة لكل مواطن سنويًا، يتراوح بين 4 إلى 5 كيلوجرامات، قبل التخلص منها.

وهناك ما بين 54 إلى 113 مليون جهاز هاتف نقال، يتراوح إجمالي وزنها من 10 أطنان إلى 20 طنًا، ترقد صامتة في الأدراج أو في أماكن التخزين الأخرى داخل منازل الفرنسيين.

أما في الولايات المتحدة، فإنه على الرغم من أن عددًا كبيرًا من الهواتف المحمولة يُعاد تدويرها، فإن ما يقدر بنحو 151 مليون هاتف أو أكثر، يُتخلص منها سنويًا، بواقع 416 ألف هاتف يوميًا، وينتهي بها المطاف إما بحرقها أو دفنها.

وتُعد النفايات الإلكترونية مسؤولة عن نحو 40% من حجم المعادن الثقيلة في مقالب القمامة.

أكبر مكوّن من النفايات الكهربائية والإلكترونية

قياسًا بالوزن، فإن الأجهزة المنزلية كبيرة الحجم المهملة، مثل الأفران والثلاجات، تمثل أكبر مكوّن من النفايات الكهربائية والإلكترونية، إذ تحتوي على كميات كبيرة من الحديد والنحاس والألومنيوم، ما يجعلها مطمعًا للصوص.

وما زالت مشكلة النفايات تؤرق العالم رغم جهود بعض الحكومات، سواء بصورة فردية أو جماعية، ففي الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال، توجد تشريعات شاملة لتنظيم المسؤولية الممتدة للمنتج، معمول بها منذ ما يقرب من عقدين، لكن معدل جمع النفايات الإلكترونية في دول الاتحاد يبلغ حوالي 55%، وفق تقديرات رسمية لعام 2018.