حوار ..الشاعر الشاب أنور الوسيلة: لا أتصور شاعر ناضج يمكن أن يجرفه تيار الهبوط والإبتذال


مع بزوغ كل فجر جديد ترفد جبل أولياء مواعين الفن والشعر والثقافة بمبدع يشق طريقه في ثبات غير آبه للمتاريس التي قد تعترض طريقه الملئ بالعقبات الكؤود ، هذا المبدع يجعلنا نفتح حواجب الدهشة قوسا حائرا ولا نملك الا أن نسلم بأن بقعة جبل أولياء هي منجم للإبداع ، أهدتنا هذه المرة شاعراً مرهفاً نهلت مفرداته من نبع الجزالة والأناقة ، يضيف على النص الشعري قوس قزح من الألوان الموغلة في الروعة، تحس أن في شعره ثنائية عجيبة بين البساطة والرمزية يستحيل معها التنبؤ بكنه المدرسة التي ينتمي اليها الشاعر الشاب أنور الوسيلة .

حوار : عبدالله برير

*أنور من قرية أبودون بالمناقل والآن مستقر بجبل الاولياء ، كيف ترى تأثير كلتا البيئتين على المبدع ؟

من وجهة نظري الشخصية يبدو الفارق ضئيلا بين أبي دون وجبل أولياء من منطلق أن الأخيرة مشابهة في شكلها وانسانها لبيئة القرى ، تمتاز بطبيعة ساحرة سيما النيل الأبيض والخزان والجبال , ودائما ما أردد أن جبل أولياء هي قرية في ثياب مدينة ، أخذت من المدينة الزخم السكاني والبنايات بينما أخذت من القرية الترابط بين أفراد المجتمع والوشائج الحميمة ، لذا لم أجد أن هنالك أي فرق بين البيئتين . فالناس هنا وهنالك سيان يمنحونك ذات الإحساس التلقائي والعفوي .

– كيف عرف أنور أنه شاعر ؟

ربما لم أجد إجابة لهذا السؤال ، فالأمر في دواخلي قد يأخذ شكل فلسفة عميقة تكاد تنحو إلى فكرة الأزلية ، بمعنى أنني أحس أن الشعر من تفاصيل تكويناتي الداخلية وكانه جزء لا يتجزأ مني .

-هل تفرق بين القصيدة والحبيبة ؟

القصيدة تكون حبيبة فقط حينما تتوشح تفاصيل الحبيبة ، وبطبيعة الحال فإن الحبيبة عندي هي أجمل وأروع قصيدة حتى تلك التي لم أكتبها بعد ، وانا لا زلت أحلم بقصيدة تجيد توقيع سيمفونية العشق من أجل العشق

فقط .

من فكرة جغرافيا الإبداع  ما الذي يميز جبل أولياء كمنجم للمبدعين؟

ربما لجغرافيا المكان وتأثيرها على وجدانيات الإنسان لا سيما المبدع ، اذكر أنني الى عهد قريب كنت دائما ما أهرع عند الغروب إلى شاطئ النيل لرؤية الشمس وهي تعانق الضفاف , لا أستطيع حينها وصف ما يحدث بدواخلي هذا المنظر يشابه لقاء الورد مع الفراش  هكذا هي علاقة جبل أولياء بمبدعيها وهي تهبهم مناظرها الجميلة .

– الشعر الغنائي ماله وما عليه ؟

واقع الحال في الشعر الغنائي وما تشهده الساحة الفنية هذه الأيام يحمل الكثير من المتناقضات فهي مسألة أقرب للفوضى من النظام و إن كانت هنالك بعض الإشراقات هنا وهنالك، الكثيرون يتحدثون عن الغياب للرقابة الفنية ويعزون الأمر في التردي للرقابة .

– الشاعر هو المتهم الأول في هذه القضية ّ؟

لا أتصور شاعراً ناضجاً يمكن أن يجرفه تيار الهبوط والإبتذال، وبهذه الصورة  جزء كبير من المسؤولية يقع على عاتق المستمع أو المتلقي.

– هل تكتب لنفسك فقط أم أنك تحس أوجاع الآخرين وتكتب لهم؟

النفس هي الأكثر صدقاً ، اما الاحساس بتجارب الآخرين يأخذ أشكالا عدة ، أنا شخصيا باستطاعتي أن اذرف الدموع لشخص يحكي لي عن تراجيديا تخصه هو ، لكن ليس بوسعي أن أتقمص إحساسه شعرا عن سبق إصرار وترصد لاكتب له قصيدة احسها أنا بكامل الحزن والوجع .

– إلى أي مدرسة شعرية ينتمي أنور الوسيلة ؟

أنا لا أحسب أنني متأثر بشاعر معين ، وإن كنت أجد نفسي في جميع الشعراء الذين تغنى لهم الراحل مصطفى سيد احمد لا سيما شعراء الرمزية .

– ولماذا الرمزية ؟

لأنها تمنح المتلقي أحقية أن يستمع ويتصور ويشكل أشياءه وفق ما يتوافق وكيمياء دواخله  تماما كالناظر للوحة سريالية .

– كيف تحسب نفسك شاعراً غنائياً بينما تحتفي بالرمزية ؟

الشعر الغنائي يمكن أن يكون رمزيا فقد ولى زمان الكلمة المباشرة والناس الآن صاروا يبحثون عن الإدهاش اينما حل .

– لماذا يعزف بعض كبار الفنانين عن التعامل مع الشعراء الشباب ؟

هذه النظرة بها قصور فكري إلى حد كبير   أحيانا نجد شاعرا شابا يكتب أجمل من الشعراء الكبار ولا يجد من يسمعه في حين أن بعض الشعراء الكبار أصبحوا يكتبون كلاماً أقرب للخطرفة وأغنياتهم تملأ الشارع .

– أين أنت من الشعر الرسالي ؟

لا أرى أن هنالك رسالية للشعر أكثر من تلك التي تتضمنه في قالب ثالوث الخير والحق والجمال لتتفرع روافده الأخرى من غناء للوطن والانسان والحبيبة .

تاريخ الخبر: 2022-11-07 06:22:49
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 60%

آخر الأخبار حول العالم

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٢)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:21:50
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

تراجع جديد في أسعار الحديد اليوم الخميس 2-5-2024 - اقتصاد

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:21:03
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية