ماذا بعد تصريحات سفير المغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال، بخصوص تسليح إيران لجبهة البوليساريو بطائرات بدون طيار ؟، وهل يمكن لهذا الوعيد والرد المغربي الصارم والقوي في حال استخدام تلك الطائرات أن تتحرك القوات المسلحة الملكية المغربية على طول المناطق العازلة وتشن بذلك عمليات تمشيطية وضرب مناطق تخندف أفراد الجبهة.
ويعتبر المغرب أن تسليح إيران للجبهة بتواطئ من الجزائر، بمثابة التطور الخطير جدا، فالطائرات المسيرة التي تسلح بها طهران جبهة البوليساريو تصل إلى 22 ألف دولار، ما يعني أن اقتناء طائرة واحدة من هذا النوع يكفي لتغذية 300 شخص وعلاج 500 فرد وتعليم 120 طفلاً لمدة عام كامل في مخيمات تندوف، ما يعد وفق مراقبين تحولا جيوسياسيا لافت ومنعطفاً جديداً على الصعيد العسكري”، مبرزاً أن طهران بعد أن عمدت إلى تقويض استقرار سوريا واليمن والعراق ولبنان، يأتي الدور على شمال أفريقيا لزعزعة استقرار هذه المنطقة.
وبمجرد حصول جبهة البوليساريو على طائرات مسيرة هو أمر يثير تساؤلات استراتيجية، إذ قال في هذا الإطار أستاذ العلوم السياسية محمد بالقاسم إن بهذا التسلح تنزع الجبهة عن نفسها ما تسميه بالجماعة التحررية إلى جماعة عسكرية تخدم أجندة إقليمية ودولية، بما أنها مرتبطة بالنظام العسكري الجزائري الذي يُيسر عمليات حصولها على السلاح من إيران وتدريب من أفراد حزب الله اللبناني.
وهذا التطور الخطير ينذر وفق المتحدث بتحول جيو سياسي على مستوى الصراع في شمال أفريقيا، وذلك بعد دخول إيران ما سييدفع بالمنطقة إلى تحولات كبيرة، إذ لم يعد الصراع قائماً فقط على المستوى الإقليمي بين المغرب والجزائر، بل أضحت هناك رهانات إقليمية ودولية على مستوى أوسع، معتبرا في حديثه لـ”الايام 24″ أن هناك خطراً بشأن تدويل الصراع بين المغرب والجزائر، تدخل فيه أطراف متعددة بما فيها إيران و”حزب الله” اللبناني.
التقارب الجزائري الإيراني الذي فسح المجال أمام طهران للتعامل العسكري مع الجبهة عبر مدها بـ “المسيرات الحربية”، يعتقد المحلل السياسي أن لها سيكون لها تأثيرات تخريبية على منشآت مدنية وطاقية واقتصادية، مردفاً أن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير سيدفع جبهة البوليساريو للهروب إلى الأمام، ما قد ينذر بنشوب مواجهات عسكرية.
وذهب محمد بالقاسم في رأيه بأن المغرب سيعتبر الهجوم بهذه الكيفية هجوماً إقليمياً ببعد دولي يشمل إيران بالخصوص، كما أنه سيضطر للتعامل بشكل قوي وفعال ومناسب مع تحول الحرب في هذا الاتجاه، مع سعيه الدائم نحو حل سلمي متوافق عليه وقابل للتنزيل بخصوص قضية الصحراء.
وأضاف أنه على الرغم أن البوليساريو لا تملك من الإمكانات والقدرات العسكرية ما تستطيع به مجابهة القوات المسلحة الملكية المغربية المؤهلة بعديد من العتاد والأسلحة المتطورة، التي اقتناها بموجب صفقات مع أميركا وإسرائيل لتعزيز قدراته الدفاعية والهجومية. لكن لن ينزع ما تدفع في اتجاهه الجزائر إلى إشعال فتيل حرب شاملة بالمنطقة.
رد قوي
وكان سفير المغرب في الأمم المتحدة عمر هلال قد تحدث عن موضوع تسليح إيران للبوليساريو، وما سماه بأنه “تحول جيوسياسي لافت يشكل منعطفاً جديداً على الصعيد العسكري”، مبرزاً أن طهران بعد أن عمدت إلى تقويض استقرار سوريا واليمن والعراق ولبنان، يأتي الدور على شمال أفريقيا لزعزعة استقرار هذه المنطقة.
وتوعد الدبلوماسي المغربي لدى الأمم المتحدة جبهة البوليساريو برد صارم وقوي في حال استخدمت تلك الطائرات لمهاجمة مصالح الرباط، وقال في هذا السياق “المغرب سيرد بقوة، لكن تحديد شكل الرد متروك للقيادة العسكرية في المملكة”.
