على أرض مدينة شرم الشيخ الخضراء، وقفت الأوغندية الشابة «ليا ناموجيرا»، ناشطة المناخ، تتحدث عن قضايا المناخ، خلال مؤتمر cop27، كونها من الشباب الذين ينتابهم فزع وقلق من المستقبل، بسبب التغيرات المناخية، التي تحاول منذ أن كانت في عامها الـ15، التصدي لمكافحته، إذ تُعرف بقياداتها حملات زراعة الأشجار ومجابهة استخدام الأكياس البلاستيكية والمطالبة بحظر استخدامها، كما دعمت الإضرابات المدرسية في فبراير 2019 مع زملائها منظمي أيام الجمعة من أجل مستقبل أوغندا.

الشابة الأوغندية« ليا ناموجيروا» وصفت المستقبل بـ«المظلم»، خلال كلمتها في جلسات مؤتمر قمة المناخcop27، على أرض مدينة شرم الشيخ الخضراء، بجانب تحذيرها من خطر الوقود الأحفوري على الأرض.

«الوطن» تواصلت مع «ليا ناموجيروا»، التي تعتبر واحدة من أهم المعنيين بشأن قضايا التغير المناخي، وصاحبة بصمة واضحة منذ طفولتها، والتي تشارك في مختلف المؤتمرات للتوعية بخطر التغير المناخي، ومن بينهم مؤتمر قمة المناخcop27، أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، وزعماء ورؤساء مختلف الدول، وأجرت معها حوارًا، وإلى نصه:

حملات ومبادرات بيئية للتوعية بخطر التغير المناخي

- تزعمتِ العديد من حملات زراعة الأشجار.. حدثيني عن تلك الحملات؟

بدأت مشروعا يسمى «أشجار عيد الميلاد»، حيث أزرع الأشجار في أعياد ميلاد الناس، منذ أن كنت في الخامسة عشر من عمري،  قررت أن لا أقطع بل أزرع الأشجار كإحدى الطرق لمكافحة تغير المناخ، أردت أن أعطي الفرصة للجميع لأنني عرفت، لم يعرف الكثير كيف يساعدون في الكفاح من أجل المناخ وهذا ما يمكن أن يفعله الجميع، تسحب الأشجار الكربون من الغلاف الجوي، والتلوث هو مشكلتنا الرئيسية.

أعتقد أنه إذا كان بإمكان الجميع زراعة الأشجار في أعياد ميلادهم، فإن الغطاء الحرجي المفقود سيعود في النهاية.

- شاركتِ في العديد من المؤتمرات لقمة المناخ.. حدثينا عن تلك المشاركات؟

أشارك في هذه المؤتمرات لأننا نحن الشباب لدينا أكبر حصة في المستقبل وقد أعطانا القادة الكثير من الوعود الفارغة، لكن الوقت المتبقي لإنقاذ وطننا الوحيد آخذ في النفاد، إذا استمروا في إضاعة الوقت، فسنصل إلى نقطة اللاعودة ولن تكون الحياة على الأرض أكثر، لذلك لا يمكننا الجلوس والمشاهدة فقط، لدينا دور نلعبه في مكافحة تغير المناخ.

ظروف قاسية تؤدي لقتل الأطفال

- أنتِ من النشطاء البارزين في أوغندا.. من أين جاءت فكرة الاهتمام بالبيئة والتغير المناخي؟

جاءت فكرة الاهتمام بالبيئة عندما رأيت انزلاقات أرضية تقتل الناس بمن فيهم الأطفال، وعندما استفسرت عن مصدر مشكلة قصب السكر بشكل رئيسي، كان المناخ المتغير والظروف الجوية القاسية، وإزالة الغابات التي نتجت عن الأنشطة البشرية.

- ما هي الظروف التي دفعتك لتبني قضية المناخ والبيئة؟

عندما رأيت أن القادة كانوا يفعلون الكثير من لا شيء، تطوعت بنفسي لقيادة قضية جيدة، هناك نسبة صغيرة من المياه العذبة متبقية ولكن البشر يلوثونها بالمخلفات البلاستيكية، أزيل ما في طريقي لكن الحياة في البحيرة معرضة للخطر، لن تبقى قضايا المناخ مكتوفة الأيدي حتى يتوفر لدينا وقت فراغ لمعالجتها، لا يمكننا تحمل تراكم هذا الدين الجديد مع سداد الديون القديمة، لذا يجب أن ننظر إلى ما بعد المدى القصير. 

مشاركات نسائية ودعوة للزراعة

- أنتِ عضوة بارزة في مجموعة نسائية زراعية وبيئية.. ما هي تفاصيل تلك المجموعة؟

يؤثر تغير المناخ في الغالب على النساء والأطفال، في بلدي العمود الفقري لدينا هو الزراعة، لأنه إذا تغير المناخ فلا توجد مواسم مطر يمكن التنبؤ بها كما كان الحال في السابق، هذا يجلب الجوع والمجاعة للعديد من العائلات، مع القليل الذي أجده من العائلة والأصدقاء، أحاول تقديم الطعام للعائلات التي لديها أطفال يعانون ولأن هذا ليس مستدامًا، نصنع أسرة حضانة لإعادة إنشاء الحدائق التي دمرها المناخ المتغي، هذا مستدام لأن الناس سيكونون قادرين على تنمية محضراتهم الغذائية.

- شاركتِ بدعم الاضرابات المدرسية في فبراير 2019 مع زملائك منظمي أيام الجمعة.. ما هو الهدف من تلك الاضرابات؟

الغرض من الإضرابات المدرسية بشكل رئيسي هو الدعوة إلى اتخاذ إجراء بشأن قضايا المناخ، دعوة القادة للتصرف وكأن هناك حالة طارئة يجب التعامل معها بشكل يأخذ محمل الجد.

- كيف جاءت مشاركتك في مؤتمر المناخ في شرم الشيخ؟.

أعمل كناشطة في مجال المناخ الذي هو معروف بشكل رئيسي باسم صوت من لا صوت لهم، لا يستطيع الجميع أن يجدوا منصة ليتحدثوا بعقولهم، لذا أستغل كل فرصة تأتي في طريقي.

الناشطة الأوغندية: مصر وشعبها يستحقون الإشادة

- كيف وجدت الاستعدادات والتنظيم لمؤتمر قمة المناخ في شرم الشيخ؟.

سُررتُ من الاستعدادات التي وجدتها في مدينة شرم الشيخ، التي تحولت لمنطقة خضراء مستدامة صديقة للبيئة، تحولات جذرية رأيتها في سلوك من حولي، الجميع يحافظ على البيئة النظيفة الخالية من الملوثات، بذلك الدولة المصرية جهد كبير في تغطية الحدث العالمي الذي أثر بالسلب على جميع أنحاء العالم وهو التغير المناخي.

- رسالتك للتوعية بخطر التغير المناخي ورسالة للرئيس السيسي وشعب مصر؟.

المكان الوحيد الذي نسميه الوطن، إذا لم تكن لديك آثار تغير المناخ، فسيأتي، نحن بحاجة إلى أن نقف معا ونكافح المناخ المتغير، أطلب من الرئيس السيسي، فعل كل ما بوسعه كما يحاول دائمًا خلال تصديه للأزمات، محاولة التصدي بشأن تغير المناخ كما لو كانت حالة طارئة، الشعب المصري يقاتل من أجل ما هو حق لنا، لا يزال بإمكاننا تغيير حالة الإنذار للأفضل.