خطاب البرهان: تفسيرات متباينة ومتناقضة!!


ركن نقاش

خطاب البرهان: تفسيرات متباينة ومتناقضة!!

عيسى إبراهيم

** حمل خطاب البرهان الأخير (بقاعدة حطاب للعمليات العسكرية) الذي صدع به في ذلك الموقع العسكري ثلاثة اتجاهات كلها ملغومة وتحمل في طياتها تفسيرات وتناقضات متباينة لا حد لها ولا يمكن القبول بها والرضوخ إليها لما تحمله في أحشائها من تراكمات عصية على أن تتساكن مع بعضها البعض وهناك من وصف البرهان بأنه لا يملك رؤية متناسقة وإن حمل تناقضات متراكمة متراكبة لا يمكنها التعايش بسلاسة مع بعضها البعض:

1/ أولى التناقضات تحذيره للمؤتمر الوطني والإسلامويين من اتخاذهم للجيش كساتر وحامٍ لهم فقد قال بصريح العبارة محذراً: “المؤتمر الوطني ومنسوبيه من الإسلامويين من التخفي وراء الجيش وأمرهم بالابتعاد عن الجيش”.. وقال لهم مهاجماً: (حكمتم 30 سنة وخربتوا البلد كفاية عليكم ولن تعودوا.. لن نسمح لكم باستخدام الجيش للعودة)..

ويأتي التناقض من عمل البرهان من خلال القضاء المؤدلج على إطلاق سراح معتقلي المؤتمر الوطني وفك حظر منهوباتهم التي وضعت لجنة التمكين يدها عليها!!..

2/ ثاني التناقضات تكمن في وصف البرهان في خطابه ولأول مرة الثوار  بالوطنيين (قلبهم على البلد) كما مد جسور التواصل بينه وبين معارضيه من الأحزاب والقوى الثورية.. ولكنه في الوقت نفسه استمر في التضييق على الثوار في مسيراتهم السلمية وقمعه لهم بالبنبان ومياه الصرف الصحي والرصاص الحي مع إغلاقه للكباري وإطلاق يد الشرطة في قمعهم فهل ننتظر تغيير تعامله مع قوى الثورة في مقبل الأيام!!..

3/ ثالث التناقضات: الجيش خط أحمر

**  أكد البرهان أنه والجيش يقفون إلى صف من وقفوا في ثورة ديسمبر 2019م.. وأن الجيش (خط أحمر) وأنهم ضد كل محاولات التفكيك للجيش. وأنهم بلا انتماءات سياسية وكل من تحدثه نفسه بالانتماء للعمل السياسي عليه الذهاب بعيداً. وأن الجيش ولاؤه لله وهو حامي الحمى والمدافع عن الوطن والمواطن..

والتتاقض هنا في حديث البرهان أنه ينكر أدلجة وتسييس الجيش طوال ثلاثين عاماً من الحكم الإسلاموي لم تسلم منه حتى الحياة العامة فكيف بالجيش والشرطة والأمن وهم موضع عنايتهم وتوظيفهم لأجندتهم الخاصة ويكفي قول البرهان “الجيش ولاؤه لله” وهي زلة لسان تحسب عليه لا له والمعلوم دستورياً أن الدستور يقوم على المواطنة وليس فيه تفرقة بسبب العقيدة أو الجنس أو اللون فإذا كان الجيش ولاؤه لله لعامل المواطنين حسب إيمانهم وكفرهم وهذا ما لا يجوز في دولة المواطنة وحرية العقيدة مكفولة نصاً في أصول القرآن الكريم حيث ورد: “وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”..

تقويم الخطاب عند الثوار:

** المتفائلون رحبوا بالخطاب باعتباره خطاً جديداً للبرهان بقي عليه من قراءته للمشهد السياسي وفشل حشد التيار الإسلاموي العريض لمسيرتهم الضعيفة وباعتبارهم ليسوا الحاضنة المقبولة وعن عقبة هيكلة الجيش برروا أن البرهان سيعمل من الداخل لإزاحتهم من المشهد العسكري خاصةً وهم يشكلون خطراً عليه!!..

** المتشائمون عدوا خطاب البرهان حيلةً جديدةً لكسب الوقت وانتظار للحظة المناسبة للانقضاض على السلطة واستلامها من أيدي المدنيين حيث يمارس العسكر وضع العقبات أمام سلطة المدنيين!!..

** المتشائلون (من هم في الوسط بين التفاؤل والتشاؤم) ويطبق عليهم التشاؤم جراء تحسسهم لجراحهم الناتجة من غدر العسكر بهم أوان الشراكة المعيبة بين العسكر والمدنيين إبان فترة حكومات حمدوك وما يجعلهم يتفاءلون تطاول مسيراتهم السلمية ونزيف دماء الكنداكات والشباب وانسداد أفق المستقبل الذي يفضي بهم إلى بصيص أمل من خطاب البرهان عله يأتي بانفراجة تلوح في أفق التمنيات!!..

** في تسجيل مثير للجدل لقناة الجزيرة قال البرهان (متفقاً مع تأكيد حديث لياسر العطا) إنه كان مع حركة الضباط الذين تمت تصفيتهم في الثامن والعشرين من رمضان (28 ضابطاً) وحمد لهم أنهم لم يكشفوا عن بقية المجموعات التي كانت ضالعة معهم في حركة التغيير العسكرية!!..

eisay1947@gmsil.com

تاريخ الخبر: 2022-11-10 15:22:34
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 52%
الأهمية: 57%

آخر الأخبار حول العالم

هل يمتلك الكابرانات شجاعة مقاطعة كأس إفريقيا 2025؟

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 00:25:42
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية