سكة السلامة، السبنسة، كوبري الناموس، المحروسة 85 وغيرها من الأعمال الفنية والإبداعية التي أنتجها الكاتب المسرحي والسيناريست سعد الدين وهبه، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1997.

وسعد الدين وهبه، من مواليد قرية “دميرة” بمركز طلخا الدقهلية. التحق بمدرسة دمنهور الابتدائية وحصل منها علي شهادة الابتدائية وكان يعيش في دمنهور وحده إذ كانت أسرته تعيش في تفتيش الخزان، حيث يعمل والده في دائرة الأمير عمر طوسون مالك التفتيش.

في دمنهور وهو تلميذ في المدرسة الابتدائية عرف الطريق إلي مكتبة البلدية فكان يتردد عليها عقب الدراسة وكل يوم تقريبا. وفي دمنهور أيضا شاهد لأول مرة في حياته الأفلام الأجنبية بسينما “النجمة” والأفلام العربية بسينما “البلدية”.

كما شاهد سعد الدين وهبه  المسرح لأول مرة في حياته وعرف الطريق إليه في دمنهور، حيث شاهد فرقة يوسف وهبي علي مسرح البلدية.

بدأ الكتابة في الصحف وهو تلميذ في الدراسة الثانوية، فكتب في جريدة منبر الشرق والثقافة. وأصدر وهو طالب بمدرسة الرمل مجلة مطبوعة علي المطبعة صدر منها عددان ثم صودرت بزمر من ناظر المدرسة لأنه سخر فيها من بعض المدرسين في باب ابتكره علي غرار برنامج إذاعي معروف تحت عنوان “ما يطلبه المدرسون”.

في العام 1945 حصل سعد الدين وهبه علي شهادة التوجيهية ورغب في الالتحاق بالجامعة الأمريكية قسم الصحافة، فلم يكن وقتها في الجامعات المصرية قسما للصحافة، ولكن والده أصر علي إلحاقه بكلية البوليس. والتي تخرج منها عام 1949 وعين بمركز منوف بمحافظة المنوفية، والتي تقل منها إلي الإسكندرية 1950.

وفي العام 1951 نقل سعد الدين وهبه إلي المرور وأتيح له العمل نصف اليوم فقط فإلتحق بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية قسم الفلسفة، وبعد حصوله علي ليسانس الآداب استقال من البوليس في مايو 1956 ليعمل بالصحافة.

ــ أعمال سعد الدين وهبه بين الصحافة والمسرح 

أصدر سعد الدين وهبه في ديسمبر 1955 وكان ما زال ضابطا بالبوليس “مجلة البوليس” التي صدرت عن نادي ضباط البوليس شهرية ثم نصف شهرية ثم إسبوعية، وأثناء عمله بها كتب القصة القصيرة في مجلات “الأثنين، الكواكب، روز اليوسف، والإذاعة وغيرها”. كما كتب وهو طالب في مجلات “البعث” التي كان يصدرها الدكتور محمد مندور. وجريدة “الأسبوع” التي كان يصدرها جلال الحمامصي، ومجلة الحوادث وغيرها.

وفي مارس 1958 أصدر مجلة “الشهر” الأدبية ورأس تحريرها وكان من كتاب هذه المجلة: العقاد، محمد مندور، رشاد رشدي، محمود أمين العالم، ومن الشباب محمد ذكي العشماوي، رجاء النقاش، سليمان فياض، والشاعر أحمد عبد المعطي حجازي.

كتب سعد الدين وهبه أكثر من 200 قصة قصيرة، والتي أصدر مجموعة منها عام 1958 تحت عنوان “أرزاق”. كما كتب مئات المقالات في الأدب والنقد والسياسة في مختلف الصحف والمجلات.

وفي المسرح كتب 20 مسرحية طويلة أشهرها: المحروسة، السبنسة، كوبري الناموس، سكة السلامة، المسامير، وبير السلم. 

وفي السينما كتب سعد الدين وهبه السيناريو والحوار لأكثر من 20 فيلما، من بينها: زقاق المدق، الحرام، مراتي مدير عام، أدهم الشرقاوي، الزوجة الثانية، أريد حلا، أبي فوق الشجرة، أه يا بلد آه، عروس النيل، أرض النفاق وغيرها. 

وفي الدراما التليفزيونية كتب سعد الدين وهبه، مسلسلا واحدا فقط بعنوان “المحروسة 85”. كما صدرت له مجموعة مسرحيات من فصل واحد عددها 16 مسرحية تحت عنوان “الوزير شال الثلاجة”.

ــ جوائز وتكريمات سعد الدين وهبه  

حصل سعد الدين وهبه علي العديد من التكريمات والجوائز، من بينها: وسام الجمهورية في عيد العلم 1965. وسام سيمون بوليفار من حكومة فنزويلا 1979. 

وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي 1988. وسام قائد “كوموندير” في الفنون والآداب من الحكومة الفرنسية في يونيه 1990. كما حصل علي جائزة الدولة التقديرية 1988 عن عام 1987.

ترجمت بعض مسرحياته إلي الإنجليزية والفرنسية والألمانية. وقدمت رسائل ماجستير ودكتوراه عن “مسرح سعد الدين وهبه” في جامعة السوربون وجامعة موسكو وجامعة عين شمس.