أكد سياسيون أهمية زيارة الرئيس الأمريكى جو بايدن لمصر فى هذا التوقيت، والتى توضح مكانة الدولة المصرية فى الاستراتيجية الأمريكية، وتعكس دلالات أهمها حرص الولايات المتحدة على التواصل مع أهم دولة فى المنطقة وركيزة الاستقرار الإقليمى المضطرب، موضحين أن الزيارة أبرزت الخطوات التى قطعتها مصر على طريق الإصلاح فيما يتعلق بإطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وإعادة تشكيل لجنة العفو الرئاسى التى أدت دوراً بارزاً منذ تشكيلها فى أبريل الماضى بعد الإعلان عنها من قبَل الرئيس السيسى خلال حفل إفطار الأسرة المصرية، وكذلك الحوار الوطنى الذى تجريه الآن القوى السياسية فى جميع المجالات من خلال 3 محاور «سياسية، اقتصادية، اجتماعية».

«فهمى»: يعكس حرص الولايات المتحدة على التواصل مع مصر ومكانتها فى الاستراتيجية الأمريكية

وقال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، إن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الأمريكى جو بايدن هو الأول على أرض مصر، حيث سبق أن التقيا على هامش قمة جدة، مؤكداً أن هناك العديد من الأسباب التى تُكسب زيارة بايدن أهمية فى هذا التوقيت.

وأضاف «فهمى»، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنّ مشاركة بايدن فى قمة المناخ «COP27» لها دلالات رمزية، أهمها أنها تعكس الاهتمام بالحضور إلى مصر ولقاء الرئيس السيسى، بما يؤكد عمق العلاقات المصرية الأمريكية، وهو ما عبّرت عنه فى زيارتها، أمس، نانسى بيلوسى، رئيس مجلس النواب، التى أقرت بدور مصر فى تنظيم هذه الفعالية المهمة وهى قمة المناخ.

وتابع أستاذ العلوم السياسية أن لقاء الرئيسين يعكس حرص الولايات المتحدة على التواصل مع أهم دولة فى المنطقة وركيزة الاستقرار الإقليمى، ويؤكد مكانة مصر فى الاستراتيجية الأمريكية، لافتاً إلى أن الحديث تناول تطوير آفاق وتنمية العلاقات الثنائية، خصوصاً فى مجالات الاستثمارات وبناء رؤية مشتركة فى القضايا الثنائية، وكذلك القادم فى الشرق الأوسط، خاصة القضية الفلسطينية والملف الليبى وتطورات الأمن فى الإقليم.

فيما قال الدكتور عمر هاشم ربيع، عضو مجلس أمناء الحوار الوطنى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الحوار بين الرئيسين جرى بشكل نزيه ومحايد وسوى.

وأضاف «ربيع»، لـ«الوطن»، أن ذكر الرئيس السيسى للحوار الوطنى فى حديثه مع نظيره الأمريكى دليل على تقديره للحوار الوطنى، وأهميته من وجهة نظره، وقدرته على حل المشكلات والعوائق السياسية.

وأشار عضو مجلس أمناء الحوار الوطنى إلى أن الإدارة الأمريكية اعتادت التدخل فى شئون البلاد الأخرى، خاصة ذات الطابع السياسى، لكن حديث الرئيس كان رشيداً ومرناً ودلل على أهمية الحوار السياسى بالنسبة لمصر.

«العوضى»: قرارات العفو الرئاسى عزّزت من قوتها أمام دول العالم الكبرى وأبرزت جديتها لإنهاء هذا الملف

وقال المحامى طارق العوضى، عضو لجنة العفو الرئاسى، إن زيارة الرئيس الأمريكى لمصر كشفت عن مدى قوة الدولة فى تنظيم حدث عالمى بمثل حجم «COP27»، وتؤكد أن الخطوات التى قطعتها مصر على طريق الإصلاح فيما يتعلق بإطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان وتبعها الحوار الوطنى الذى يُعد مظلة شاملة لجميع القوى السياسية، وصدور العديد من قرارات العفو الرئاسى عزّزت من قوتها أمام دول العالم الكبرى.

وأضاف «العوضى» أن اللقاء تناول الحديث عن دور لجنة العفو الرئاسى، من منطلق لمس التقدم الملحوظ على أرض الواقع، فالعالم أجمع يلمس الإنجازات التى حققتها الدولة المصرية، من خلال لجنة العفو الرئاسى، منذ إعادة تفعيلها.

مشيراً إلى أن هناك حالة من التربص بما تقطعه مصر من إنجازات، سواء فى مجال حقوق الإنسان، أو الحوار الوطنى، وجهود لجنة العفو الرئاسى، من الطرف الوحيد الذى لم يُدع إلى هذا الحوار الوطنى، وهو جماعة الإخوان الإرهابية، وأصبح ذلك واضحاً على مرأى ومسمع العالم بأكمله.

وأوضح عضو لجنة العفو الرئاسى أن إبراز الجهود يعنى الاستمرار واستكمال الطريق حتى نهايته، وأن ملف حقوق الإنسان والتحول الديمقراطى، والعفو الرئاسى، موجود ومستمر ولن يتوقف أو ينتهى أبداً، مؤكداً أن كل الخطوات التى تمت من قبل تُعد دليلاً على جدية الإدارة السياسية فى إنهاء هذا الملف، نحو التحول الديمقراطى، ونحو جمهورية جديدة تسفر عن دولة مدنية ديمقراطية حديثة.

وقال الدكتور نجاح الريس، أستاذ السياسة الدولية بجامعة بنى سويف، إن اللقاء أكد عمق الروابط بين مصر والولايات المتحدة، وهو دلالة على أهمية الزيارة والوجود الأمريكى فى شرم الشيخ بحضور «بايدن».