«الدستور» تكشف كيف تتحول مصر إلى مركز إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر

إطلاق منتدى عالمى لجمع منتجى ومستهلكى «الهيدروجين الأخضر» بالتعاون مع بلجيكا

بدر عبدالعاطى: ترجيحات بتوقيع الاتفاقية بشكل رسمى فى «يوم الطاقة» الثلاثاء المقبل

تتخذ عدة دول أوروبية خطوات واسعة نحو زيادة التعاون مع مصر فى العديد من القطاعات، على رأسها قطاع الطاقة المتجددة، وهو ما ظهر مؤخرًا فى المبادرات والشراكات التى أُطلقت خلال الدورة الـ٢٧ لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ «COP ٢٧»، المنعقدة حاليًا بشرم الشيخ. 

وشهد مؤتمر المناخ «COP ٢٧» اتفاقات مهمة بين مصر والاتحاد الأوروبى فى مجال الطاقة النظيفة، من بينها مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون المشترك فى مجال الهيدروجين الأخضر، وإطلاق «المنتدى العالمى للهيدروجين المتجدد»، فى بيان مصرى- بلجيكى مشترك، ما يعزز من الاستثمارات الأوروبية فى هذا المجال المهم. 

وأعلنت مصر والاتحاد الأوروبى، الأربعاء الماضى، عن أنه سيجرى التوقيع على مذكرة تفاهم تحدد ركائز التعاون المشترك بينهما فى مجال الهيدروجين المتجدد، وذلك على هامش انعقاد مؤتمر المناخ «COP ٢٧» بشرم الشيخ.

وأكد الجانبان، فى بيان مشترك، أنهما سيعملان على تعزيز التعاون الثنائى الجارى بينهما بشأن الانتقال الأخضر، بما يتماشى مع اتفاقية الشراكة بينهما، ومع أجندة الاتحاد الأوروبى لمنطقة البحر المتوسط وخطته الاقتصادية والاستثمارية، وأولويات الشراكة بين الاتحاد الأوروبى ومصر.

وأوضحت مصر والاتحاد الأوروبى أنهما يعتبران أن مذكرة التفاهم بينهما بمثابة «لبنة مركزية» فى بناء شراكة طويلة الأمد؛ بشأن الهيدروجين المتجدد بين الاتحاد ومنطقة البحر المتوسط.

وخلال المائدة المستديرة رفيعة المستوى حول «الاستثمار فى مستقبل الطاقة: الهيدروجين الأخضر»، التى عقدت، الأربعاء الماضى، ضمن فعاليات «قمة القادة» خلال «COP ٢٧»، أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، ورئيس وزراء بلجيكا ألكسندر دى كرو، عن إطلاق «المنتدى العالمى للهيدروجين المتجدد». 

ورحب رؤساء الدول والحكومات وممثلو مختلف المؤسسات والهيئات الدولية والقطاع الخاص المشاركون فى المائدة المستديرة بإطلاق هذا المنتدى، كما أثنى الحضور على كل الجهود المبذولة لتطوير المنظومة الكاملة للهيدروجين الأخضر حول العالم.

ويعد «المنتدى العالمى للهيدروجين المتجدد» منصة تجمّع أصحاب المصلحة لتيسير عملية إنتاج واستخدامات الهيدروجين المتجدد، وهو ما يسهم فى خفض الانبعاثات الكربونية، والإسراع نحو الانتقال العادل للطاقة المتجددة، والاستفادة من المنافع البيئية والاجتماعية والاقتصادية التى يوفرها الاقتصاد العالمى للهيدروجين الأخضر، وتحديد أفضل الأدوات التى تعزز تجارته العابرة للحدود بين الدول النامية، الغنية بالطاقة المتجددة، والدول المتقدمة.

وكشف البيان المشترك عن أن الشركاء الرئيسيين للمبادرة هم: الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، ومنصة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو»، و«مجلس الهيدروجين»، وهو منظمة دولية رائدة فى مجال الطاقة، وصندوق المناخ الأخضر، التابع للأمم المتحدة.

وترتكز مبادرة المنتدى على أربعة أهداف رئيسية، تتمثل فى إنشاء المنتدى لجمع أصحاب المصلحة من الدول المتقدمة والنامية، مثل المنظمات والهيئات الدولية المتخصصة، وكبار القائمين على الصناعات العالمية فى مجال الهيدروجين المتجدد، والمستثمرين الدوليين، وتسهيل تطوير ممرات تجارة الهيدروجين، وضمان تحقيق التوازن بين العرض والطلب المتوقع، واستكشاف الأسواق المحتملة وضمان تلبية الاحتياجات العالمية للطاقة المتجددة، بما فى ذلك العمل على إزالة العوائق التنظيمية.

وكذلك، تشمل أهداف المبادرة تحديد آليات التحفيز الملائمة للتوسع فى إنتاج الهيدروجين المُتجدد واستخداماته وخفض التكلفة، بما يسهم فى الحد من الانبعاثات الكربونية، بالإضافة إلى تعزيز الانتقال العادل للطاقة المتجددة من خلال دفع الاستثمارات فى مشاريع الهيدروجين المتجددة فى الدول النامية لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وتعزيز النمو المستدام، وضمان نفاذ الجميع إلى الطاقة المتجددة، وتوفير فرص عمل نظيفة، وتحقيق الاستفادة المادية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية.

وحول المنتدى، قالت مصادر مطلعة، لـ«الدستور»، إن مبادرة «المنتدى العالمى للهيدروجين المتجدد» تهدف إلى خلق منصة دولية تتواكب مع الاهتمام الدولى الحالى بكون المستقبل يعتمد على الهيدروجين الأخضر، الذى يتم توليده من الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح.

وأوضحت المصادر أن العالم الآن يحتاج إلى كيان شامل، ليكون إطارًا مؤسسيًا يمثل جميع أصحاب المصالح ذات الصلة بإنتاج وتصدير واستيراد وتطوير الهيدروجين الأخضر المتجدد، سواء كانت الحكومات، أو المنتجين أو المستهلكين، أو شركات القطاع الخاص.

وأشارت إلى أن مصر هى من طرحت تلك المبادرة، فيما أبدى الجانب البلجيكى رغبة شديدة فى الانضمام إليها، لافتة إلى أن هناك نقاشات مستقبلية ستدور حول هيكلة إطار المنتدى.

ونوهت إلى أن اختيار بلجيكا الإعلان عن المبادرة المشتركة جاء لكونها من بين الدول الأكثر تقدمًا فى مجال الهيدروجين الأخضر، كما أنها تمتلك بعض كبرى الشركات حول العالم لإنتاج المحللات الكهربائية، التى تعمل على فصل الهيدروجين عن الأكسجين، مثل شركتى «فلوكسيز» لنقل الغاز الطبيعى، التى تعمل فى صناعة التوصيلات والنقل والأنابيب، وتعد إحدى كبرى الشركات فى أوروبا، و«ديمى» التى تعد من كبرى الشركات الأوروبية لإنتاج الأمونيا.

ولفتت المصادر إلى أن بلجيكا، أيضًا، تعد نقطة الدخول إلى أوروبا عبر ميناء «أنتويرب»، ثانى أكبر ميناء فى أوروبا، وأهم ميناء فى استقبال الوقود بكل أنواعه، سواء كان أحفوريًا أو غير أحفورى، وهو ما تعزز بضم ميناء «بروج» إلى «أنتويرب»، ما يجعل من بلجيكا أكبر بلد مؤهل فى أوروبا؛ ليكون نقطة اتصال مع القارة فى هذا المجال.

ولفتت، كذلك، إلى أن مصر تمتلك العديد من المقومات المهمة فى ذلك الإطار، فبجانب كونها رئيس الدورة الـ٢٧ لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية «COP ٢٧»، فهى تمتلك إمكانات هائلة لإنتاج الطاقة النظيفة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وأضافت: «مصر لديها محطة بنبان، وهى أكبر محطة للطاقة الشمسية فى العالم، بالإضافة إلى محطتى الزعفرانة ورأس غارب لطاقة الرياح، وذلك بجانب الموقع الجغرافى العبقرى لمصر، الذى يجعلها النقطة المناسبة للإنتاج والتصدير، كما أنها تمتلك أيضًا قناة السويس، وعددًا من أكبر موانئ البحر المتوسط».

وتابعت: «ومن ثم، يمكن لبلجيكا استقبال الهيدروجين المتجدد منها عبر ميناء أنتويرب، ومن ثم نقله إلى أوروبا، خاصة أن بلجيكا تمتلك شبكات نقل كبرى من الأنابيب التى تستخدم لنقل الغاز الطبيعى، ويمكن بنقل الأمونيا الخضراء أن تتحول إلى غاز، ومن ثم يجرى نقلها عبر نفس الأنابيب».

من جانبه، استعرض الدكتور بدر عبدالعاطى، سفير مصر لدى مملكة بلجيكا ودوقية لوكسمبورج والاتحاد الأوروبى مندوب مصر الدائم لدى حلف «الناتو»، تفاصيل مذكرة التفاهم بين مصر والاتحاد الأوروبى فى مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر المتجدد.

وقال «عبدالعاطى»، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، إن صدور بيان بشأن الاتفاقية، من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، يأتى فى إطار التعاون المستمر بين مصر والاتحاد الأوروبى، ويعكس مدى الثقل والأهمية اللذين يوليهما الجانبان، لأهمية موضوعات التعاون فى قطاعات الطاقة، خاصة الطاقة النظيفة، وعلى رأسها الهيدروجين الأخضر، الذى يعد مصدرًا للطاقة الصديقة للبيئة المستخدمة فى العالم خلال المستقبل، ما يتسق مع أهداف المجتمع الدولى بتخفيف الانبعاثات الكربونية، وصولًا إلى «الحياد الكربونى» مستقبلًا.

وكشف عن أن مذكرة التفاهم جرى التفاوض عليها منذ فترة من قبل الجانبين، وتم الاتفاق على تفاصيلها من أجل التوقيع عليها، مرجحًا أن يتم التوقيع عليها خلال فعاليات «يوم الطاقة» فى قمة المناخ، الذى يعقد الثلاثاء المقبل.

وأضاف أن هذا البيان يعد الثانى من نوعه بين الرئيس السيسى ورئيسة المفوضية فى مجال الطاقة، وسبقه بيان صدر عن زيارة فون دير لاين إلى القاهرة، خلال يونيو الماضى، وتحدث حينها عن التعاون فى جميع مجالات الطاقة، بما فيها الأحفورية والجديدة والمتجددة والنظيفة، معتبرًا أن ما يميز البيان الأخير هو تركيزه على الطاقة النظيفة، باعتبار أنها مستقبل مصدر الطاقة الذى ينشده العالم.

وأشار إلى أن مذكرة التفاهم، التى سيتم توقيعها هى أيضًا الثانية من نوعها، بعد مذكرة التعاون الثلاثية التى تم توقيعها بحضور رئيس المفوضية الأوروبية خلال زيارتها إلى القاهرة، من أجل تصدير الغاز الطبيعى المسال إلى أوروبا، وكان لها انعكاس كبير على مضاعفة كميات الغاز المسال التى يتم تصديرها إلى الاتحاد الأوروبى.

وتابع: «من المتوقع أن يكون للمذكرة الجديدة المقرر توقيعها انعكاس إيجابى للغاية على إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر من مصر، وتشجيع الشركات الأوروبية على المزيد من الاستثمار فى مصر بهذا القطاع الحيوى، وتصديره إلى أوروبا، خاصة أن أوروبا ستكون فى حاجة فى المستقبل إلى نحو ١٠ ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا».

وكشف عن أن التعاون المستجد بين مصر والاتحاد الأوروبى فى مجال الطاقة يعد محورًا جديدًا فى مجالات التعاون بين الجانبين، ويضفى طابعًا استراتيجيًا على العلاقات بين الجانبين، خاصة أنه يقوم على الاستفادة المتبادلة بين الجانبين.

وأوضح أن مصر تمثل بالنسبة للاتحاد الأوروبى واحدًا من أهم الأسواق المنتجة والمصدرة للطاقة، سواء الغاز الطبيعى أو الهيدروجين الأخضر، أو مستقبلًا فيما يخص الأجزاء التى تدخل فى الصناعات داخل أوروبا، وهو ما يضيف زخمًا وطفرةً أكبر فى العلاقات.

وأضاف: «ذلك التقارب يأتى نظرًا للقرب الجغرافى وسلاسل التوريد بين مصر والاتحاد الأوروبى، خاصة فى ضوء ما كشفته أزمة جائحة كورونا، والأزمة الأوكرانية من تأثير كبير على سلاسل التوريد البعيدة جغرافيًا، ومن ثم، يسعى الاتحاد الأوروبى للاعتماد على سلاسل توريد قريبة جغرافيًا».

ونوه إلى أهمية المبادرة المصرية البلجيكية المشتركة التى تم إعلانها خلال «قمة القادة»، من جانب الرئيس السيسى ورئيس وزراء بلجيكا، من أجل إنشاء منتدى عالمى للهيدروجين الأخضر، يضم كل أصحاب المصلحة من منتجين ومستوردين وقطاع خاص.

واختتم بقوله: «إن هذه التطورات الإيجابية تعزز دور ومكانة مصر لتصبح مركزًا عالميًا لإنتاج وتوزيع وتصدير الطاقة بكل أنواعها، وعلى رأسها الهيدروجين الأخضر الذى يمثل مستقبل الطاقة فى العالم».

تاريخ الخبر: 2022-11-11 21:20:47
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 50%

آخر الأخبار حول العالم

مفاجأة .. رانجنيك يرفض رسميا تدريب بايرن ميونيخ

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:07:49
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 90%

وسائل إعلام: تركيا قد تطالب إسرائيل بتعويضات عن غزة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:07:45
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 86%

رسميا.. ألمانيا تحجز 5 مقاعد بدوري الأبطال

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:07:50
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 93%

برلمان جزر سليمان يختار رئيسا جديدا للوزراء

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:07:43
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 94%

نجم فريق عربي يعرض نفسه على برشلونة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:07:51
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 94%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية