رغم أنها اشتهرت به، إلا أن الفنانة هند رستم، والتي ولدت في مثل هذا اليوم من العام 1930، كانت تكره هذا اللقب، قدمت خلال مشوارها الفني العديد من الأدوار السينمائية، والتي بدأتها بمشهد صغير في فيلم «غزل البنات»، بل وظهرت في شخصية ابنة الخادمة في فيلم «الستات ميعرفوش يكدبوا»، بالإضافة إلى أفلام: «اللقاء الأخير، عنبر، بنات حواء» والتي قدمت خلالها أدوار صغيرة لا تكاد تتعدي المشهد في بداياتها المبكرة.

اعتزلت هند رستم المجال الفني وهي في قمة تألقها ومجدها السينمائي، قدمها مخرج الروائع حسن الإمام في أول بطولة مطلقة لها من خلال فيلم «الجسد»، عام 1955، وشاركها البطولة كل من: كمال الشناوي، فاطمة رشدي، حسين رياض، وسراج منير.

ومنذ ذلك التاريخ حتى قرار اعتزالها، قدمت هند رستم مجموعة من أروع الأدوار المتنوعة الخالدة في تاريخ السينما المصرية، ومع أكبر المخرجين، حيث قدمت مع المخرج يوسف شاهين ثلاثة أفلام وهي: «بابا أمين، باب الحديد، وأنت حبيبي».

كما قدمت مع مخرج الواقعية صلاح أبو سيف أفلام: «لا أنام، وبين السما والأرض»، أما النصيب الأكبر من أفلامها فكان من نصيب المخرج حسن الإمام، حيث أخرج لها أفلام: «الراهبة، شفيقة القبطية، امرأة علي الهامش، الجسد، الحلوة عزيزة واعترافات زوجة».

ومع المخرج عاطف سالم فيلمين هما: «صراع في النيل، وجريمة حب»، ومع عز الدين ذو الفقار فيلم «رد قلبي»، ومع المخرج أحمد ضياء الدين فيلم «عشاق الليل»، أما المخرج فطين عبد الوهاب فقدم لها فيلمي: «الأخ الكبير، وإشاعة حب».

لماذا رفضت هند رستم تقديم أعمال فنية تتناول حياتها؟

وفي كتابه «حكايات العمر كله»، والصادر عن الدار المصرية اللبنانية، للفنان الراحل سمير صبري، يسرد فيه حكاياته مع الفنانة هند رستم وسر رفضها القاطع لتقديم عمل فني عن سيرتها الشخصية، ورأيها في المسلسلات التليفزيونية. 

يقول «صبري»: قبل رحيلها بأسبوع تحدثنا هاتفيا كعادتنا، وناقشنا المسلسلات الجديدة في رمضان، فأنا دائمًا أحترم رأيها كناقدة فنية محترمة، وقالت لي إنها لم تتابع شيئا بعد، ولكنها تنوي مشاهدة مسلسل نادر جلال، الذي قالت عنه «مخرج هايل وابن الأستاذة ماري كويني».

ويلفت «صبري» إلى أنه قد أخبرها بـ: «عارفة أنا نفسي أعمل حديث تليفزيوني طويل معك، تحكي فيه مشوارك الفني، وأفلامك العظيمة والعظماء من النجوم والمخرجين اللي عملتي معهم، المهرجانات التي حضرتها، والتي تم تكريمك فيها أنت ويوسف شاهين في إيطاليا، لازم الجمهور يعرف التاريخ دا كله».

فردت هند رستم عليه: «أنا طول عمري برفض أتكلم عن حياتي، ورفضت كل الملايين التي عرضت على مقابل قصة حياتي، دي ملكي أنا فقط».

سمير صبري: «بقولك أفلامك مش حياتك، إحنا لازم نخلي الأجيال الجديدة تعرف قد إيه تعبنا عشان نوصل، عشان يتعلموا من خبراتنا، كما في أسئلة محيراني أنا شخصيًا، وفيه حاجات كتير ما فيش حد عارفها أو عارف إجاباتها، مثلًا أنا نفسي أعرف ليه رفضتي دور "فردوس" أمام عبد الحليم حافظ في فيلم "أبي فوق الشجرة"، آخر أفلامه وإخراج حسين كمال؟».

فردت هند عن أسباب رفضها للوقوف أمام عبد الحليم حافظ في فيلم أبي فوق الشجرة قائلة: «لأن السيناريو الذي كتبه إحسان عبد القدوس فيه 38 بوسة، وأنا احترامًا لزوجي الدكتور محمد فياض، رفضت الدور العظيم الذي قدمته نادية لطفي بجدارة، وأمام نجم النجوم "حليم"، الذي كنت أتمني أن أمثل معه، بعدما قدمت فيلمين مع فريد الأطرش، ولكن حسين كمال رفض يحذف البوس من الفيلم، وكان عنده حق، البوس خلي الفيلم معروض في السينما سنة».