قالت أميرة صابر، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، عضو مجلس أمناء الحوار الوطنى، إن مشاركة الشباب فى الحياة السياسية والاجتماعية تسهم فى تحديد مسارات الشعوب، لأن رؤية الشباب دائماً ما تكون مغايرة ومتميزة، ومشاركتهم فى الحوار الوطنى إرساء لمبدأ تنوع الفئات العمرية الذى يقوم على أساسها الحوار.

وأكدت «أميرة»، فى حوارها مع «الوطن»، أن التنوع هو أساس نجاح الحوار الوطنى، ونحن ننتظر من الشباب المشاركين الأفكار المختلفة والحلول الجادة التى تمتلكها تلك الفئة.

أميرة صابر: ندعم مشاركة الشباب في الحياة السياسية

 ما دور «التنسيقية» فى الحوار الوطنى؟

- «التنسيقية» هى أول كيان سياسى أرسى فكرة الحوار، وهذا حدث منذ بدء «التنسيقية» نفسها كفكرة وكيان، وأى تمثيل من جانب «التنسيقية» سيكون بشكل مزدوج لفئة الشباب والسياسيين من مختلف التيارات السياسية، فأنا مثلاً لم أكن أتوقع بصفتى أحد ممثلى الحزب المصرى الديمقراطى، أحد الأحزاب المعارضة، أن نتعاون بهذا الشكل مع أطراف من أقصى اليمين، فوجود كيان جامع للشباب من مختلف الأطياف السياسية، وقدرتهم على التعاون مع بعضهم البعض خلال فترات تمكينهم أو وجودهم فى المجالس النيابية أو كنواب محافظين، وخروج تجربة سياسية تحترم وجود مختلف الآراء السياسية، يعتبر شيئاً مؤسساً لفكرة الحوار الوطنى وضرورته وكيفية إنجاحه. ونحن نحترم كل الآراء والاتجاهات المؤيدة والمعارضة، طالما لا تلجأ للعنف.

 ما الذى تتوقعه «التنسيقية» من الحوار الوطنى؟

- يتوقع شباب «التنسيقية» من الحوار الوطنى استمرار وتأصيل فكرة وجود الكيان بحد ذاتها ورؤيتها التى تتمثل فى إثراء الحياة السياسية، والسياسة بمفهوم جديد، وأعتقد أنه عندما دعا الرئيس للحوار الوطنى ظهر بشكل واضح أنه يتحدث عن حوار سياسى فى المقام الأول، ترسى فيه قواعد أولويات العمل الوطنى، وتعمل «التنسيقية» على هذا الأمر من خلال المبادرات التى تطلقها من وقت لآخر وتنفذها الحكومة، وأيضاً نواب «التنسيقية» الذين يهتمون بقضايا المواطن من خلال أدواتهم الرقابية والتشريعية بمجلس النواب، بالإضافة إلى القضايا الخارجية.

التنوع هو أساس نجاح الحوار الوطني

 هل تنوع المشاركات واختلاف الفئات العمرية يضمن نجاح الحوار الوطنى؟

- التنوع هو أساس نجاح الحوار الوطنى، فعندما نقول إن هناك حواراً سياسياً يجمع كل القوى السياسية فبالتأكيد سنرى المعارضة أول المشاركين فيه، وهو الصوت الذى نحتاج أن نسمعه لأنه يمتلك الرؤية الناقدة، إضافة إلى الأطروحات المتباينة والحلول المغايرة التى يقترحها، فأساس نجاح الحوار هو الانفتاح على الرأى الآخر الذى نراه بشكل واضح من خلال الجلسات المنعقدة والمناقشات التى تتم، والرغبة فى إنجاح الحلول المقدمة من كل الأطراف طالما فى صالح الدولة.

 كيف ترين إضافة لجنة «الشباب» إلى لجان المحور المجتمعى؟

- كنت مؤيدة بشدة لوجود لجنة الشباب من ضمن لجان المحور المجتمعى فى الحوار الوطنى، وذلك لأن كل الملفات التى تتم مناقشتها الآن تضم بشكل أو بآخر الشباب خلالها، فمن الضرورى جداً متابعة رؤى الشباب وتفكيرهم وقضاياهم، إضافة إلى قضايا التمكين السياسى والاقتصادى، وتوفير فرص العمل والتعليم الجيد وملف الرياضة بأكمله، كل تلك قضايا تناقش فى ملف الشباب، وأنا أعرب عن سعادتى، لأن المقررين على ملف الشباب فى الحوار الوطنى من شباب التنسيقية، وهو ما يعكس دور وتأثير التنسيقية على الساحة السياسية.

 إلى أى مدى تصل أهمية تمكين الشباب فى الحياة السياسية والاجتماعية؟

- وجود الشباب فى الحياة السياسية والاجتماعية بشكل عام، يسهم فى مسارات الشعوب، فتجربة تمكين الشباب فى المجالس النيابية وكنواب المحافظين عند تقييمها نرى حيوية وجدية من الشباب خلال التجربة، فالشاب المشارك ليس لديه ما يخسره بل العكس هو يريد إعطاء كل ما لديه من طاقة عمل وإثبات نفسه، إضافة إلى عدم وجود حدود لدائرة الفعل، لأن الشباب اليوم غير مثقلين بتجارب من الماضى تقيدهم، وهذا يجعلهم أكثر قدرة على التجريد والانفتاح، بالإضافة إلى القيام بالمخاطرة المحسوبة من جانبهم.

أفكار جديدة 

ننتظر الأفكار الجديدة والحلول الجادة والانفتاح على الآخر وسعة الصدر والتقبل، فكل تلك المفاهيم الشباب أقدر على إرسائها، فدائماً ما يقدم الشباب حلولاً مذهلة وغير تقليدية، إضافة إلى المرونة وقدرتهم الكبيرة على الاستيعاب بشكل أكبر، ويرجع ذلك إلى عدم وجود إرث له فى الماضى كما نرى فى الأجيال الأكبر منه.