يتابع الرئيس عبدالفتاح السيسي بصفة دورية مشروع سد ومحطة جوليوس نيريري الكهرومائية، والذى يُنفذه التحالف المصرى لشركتي المقاولون العرب والسويدى إليكتريك، على نهر روفيجى بدولة تنزانيا.

ويأتي ذلك في إطار تعاون مصر المستمر مع الدول الإفريقية ومساندتها الدائمة لها في تنفيذ كافة الخطط والمشروعات التنموية من أجل النهوض بها، والمساهمة في تحقيق تنمية شاملة بها. 

الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، قال إن المشروع يأتي في إطار اهتمام مصر بالشأن الأفريقي، وللأهمية الكبيرة التي يمثلها هذا المشروع للشعب التنزاني، وأيضًا للدور المنتظر للسد والمحطة في توفير الطاقة لدولة تنزانيا، والسيطرة على فيضان نهر روفيجى، وكذلك للحفاظ على البيئة، وأوضح أن هذا المشروع يجسد قدرة وإمكانات الشركات المصرية فى تنفيذ المشروعات الكبرى خاصة في قارة أفريقيا.

التحالف المصري المُنفذ للمشروع، وقع في ديسمبر ٢٠١٨، بحضور رئيس جمهورية تنزانيا الاتحادية السابق، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، عقداً بقيمة 2.9 مليار دولار، في دار السلام بتنزانيا، وذلك لتنفيذ مشروع بناء سد، ومحطة توليد كهرومائية بقدرة 2115 ميجاوات، على نهر روفيجي بتنزانيا، بهدف توليد 6307 آلاف ميجاوات / ساعة سنوياً، تكفي استهلاك حوالي 17 مليون أسرة تنزانية.

ومن أهداف بناء السد التحكم في الفيضان وذلك لحماية البيئة المحيطة من مخاطر السيول والمستنقعات، وتخزين حوالي 34 مليار م3 من المياه في بحيرة مُستحدثة بما يضمن توافر المياه بشكل دائم على مدار العام لأغراض الزراعة، والحفاظ على الحياة البرية المحيطة في واحدة من أكبر الغابات في قارة أفريقيا والعالم.

ويستهدف المشروع إنشاء سد بطول 1025 متراً عند القمة بارتفاع 131 متراً، وبه 7 مخارج للمياه، وتصل السعة التخزينية لبحيرة السد إلى ٣٤ مليار م3، كما يضم محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 2115 ميجا وات، وتقع المحطة على جانب نهر روفيجي فى محمية "سيلوس جام" بمنطقة "موروغورو" جنوب غرب مدينة دار السلام (العاصمة التجارية وأكبر مدن دولة تنزانيا).

ويأتي الاهتمام المباشر من القيادة السياسية في مصر بالمشروع لما له من أهمية كبيرة، وأبعاد استراتيجية يتمثل بعضها في أنه لا يثبت فقط جدارة واستحقاق الشركات المصرية في المشروعات العملاقة بل أنه يضمن كذلك الاتفاق إدارة مصر لتسويق كهرباء السد إلى 8 دول مجاورة لتنزانيا، ولهذا أهمية استراتيجية في توطيد العلاقات مع هذه الدول.

كما يعمل بمشروع سد ومحطة "جوليوس نيريرى" الكهرومائية حوالي 9 آلاف عامل (8 آلاف عمالة محلية وألف من العمالة المصرية والأجنبية).

ومصر من المتوقع أن تستفيد من اتفاقيات لزراعة آلاف الأفدنة وسد حاجتها من نقص المحاصيل بالاتفاق مع حكومة تنزانيا، بالغضافة إلى أن هذا المشروع يوضح دور مصر الإقليمي والفعال على أرض الواقع في توفير الكهرباء لـ 17 مليون منزل في دولة أفريقية صديقة، بالإضافة إلى حماية البيئة والغابات من مخاطر السيول والمستنقعات والجفاف الموسمي، والحفاظ على الحياة البرية في واحدة من أكبر غابات العالم.