مع تواصل الاحتجاجات الشعبية الغاضبة في إيران عقب وفاة الفتاة الكردية، مهسا أميني، أظهرت صور حديثة امرأة إيرانية تتبع رجل دين في محطة مترو العاصمة طهران هاتفة بالفارسية: "قنابل ودبابات وبنادق، الملالي يجب أن يخسروا.. وارحلوا".
كما أظهر المقطع استدارة أحد رجل الدين لمواجهة الفتاة وسؤالها: "لا بد لي أن أخسر، أليس كذلك؟". لتجيب "نعم!" وفق ما نقلته "فرانس برس".
يأتي ذلك، مع تصاعد التوتر بين المتظاهرين ورجال الدين في البلاد مع دخول الاحتجاجات شهرها الثالث.
إذ تنتشر يوميا مقاطع عبر مواقع التواصل الاجتماعي لفتيان أو شابات إيرانيين يقومون بالتسلل خلف رجال الدين ويسقطون العمائم من على رؤوسهم في حركات لا تخلو من الاستعراض والسخرية، ما ولد حالة غضب شديدة لدى رجال الدين القابضين على مقاليد الحكم في البلاد منذ 43 عاما.
فإلى جانب حملة رفض الحجاب الإجباري احتجاجا على مقتل أميني ذات الـ 22 عامًا في 16 سبتمبر الماضي على يد شرطة الأخلاق الإيرانية تحت ذريعة عدم ارتداء الحجاب الكامل، أصبحت ظاهرة إسقاط العمائم ملازمة لأعمال ثورية أخرى، مثل كتابة الشعارات على الجدران وحرق أو تمزيق صور الخميني وخامنئي وقاسم سليماني وسائر رموز النظام، بالإضافة إلى تعليق مشانق رمزية لدمى "الملالي" على الجسور.
يذكر أن إيران تشهد منذ 16 سبتمبر الماضي احتجاجات أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها بالقواعد الصارمة للحجاب في البلاد.
فيما تصدت القوات الأمنية بشكل عنيف للمحتجين، ما أدى إلى مقتل المئات منهم. وأعلنت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان "هرانا" أن 314 متظاهراً قتلوا في الاضطرابات، بينهم 47 قاصراً. كما اعتقل ما لا يقل عن 14170 شخصاً، بينهم 392 طالباً، في تلك الاحتجاجات التي خرجت في 136 مدينة وبلدة و134 جامعة.