أشادت جاستينا نيكسون، نائبة رئيس شركة «IBM» العالمية للمسئولية الاجتماعية للشركات والحوكمة البيئية، بجهود الحكومة المصرية لتنظيم دورة متميزة من مؤتمر المناخ، وتنفيذ مبادرات رائدة للحد من التغيرات المناخية، ونشر التوعية بأهمية المنتجات صديقة البيئة والموفرة للطاقة، مع دعم التحول للاقتصاد الرقمى الأخضر.

وقالت «نيكسون» فى حوار مع «الدستور» إن البيانات هى أحد أكبر التحديات التى تواجه مشروعات الاستدامة، مشددة على أنه لا يمكن مساعدة المجتمعات الهشة دون جمع وفهم وتحليل البيانات لاتخاذ القرارات الصحيحة، وهنا يأتى دور الشركات التكنولوجية مثل «IBM» للعمل على إنشاء حلول تقنية مفيدة، ومواجهة التحديات وحل المشكلات، بالتعاون مع الشركاء من المؤسسات والجمعيات غير الهادفة للربح. 

وأشارت إلى جهود الشركة لدعم المشروعات والأنشطة المختلفة فى عدة مناطق بالقارة الإفريقية، على رأسها مشروعات الطاقة النظيفة فى مصر وكينيا وجنوب الصحراء الكبرى، بالإضافة إلى تنفيذ برنامج مسرع الاستدامة، لدعم المجتمعات الهشة ومساعدة المنظمات غير الربحية لتقديم حلول الطاقة النظيفة، مع إطلاق مسابقة دولية فازت بها عدة مشروعات، على رأسها مشروع مؤسسة «بيئة بلا حدود» المصرية، الهادف لتطوير منصة للتنبؤ بخيارات استخدام الطاقة النظيفة فى مصر.

■ بداية.. ما سبب اهتمامكم بالوجود فى «٢٧ COP»؟

- حرصنا فى «IBM» على المشاركة فى مؤتمر المناخ بشرم الشيخ، بصفتنا الشريك التكنولوجى، نظرًا لأهميته فى دعم اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من الانبعاثات الملوثة للبيئة، وما يمثله من فرصة، تجمع القطاعين الخاص والعام معًا لإظهار الخطوات التى يمكن القيام بها معًا، والالتزامات التى يمكن أن نتعهد بها للحفاظ على الطبيعة واستدامة مواردنا للأجيال القادمة. ومؤتمر المناخ هو المكان الذى يمكننا فيه تكوين شراكات جديدة، وتوضيح ما توصلنا إليه، مع تبادل الآراء والنقاشات المثمرة حول تغير المناخ، وسبل دعم المجتمعات الأكثر احتياجًا، وكيفية العمل معًا لإحداث فرق حقيقى وملموس فى هذا المجال. ونحن نقدر جهود الحكومة المصرية لتنظيم هذه الدورة المتميزة والرائعة من مؤتمر المناخ، خاصة أن مصر تعد بوابة القارة وواحدة من أهم الدول الإفريقية التى تستهدف تنفيذ مبادرات رائدة؛ للحد من التغيرات المناخية، ونشر التوعية بأهمية المنتجات صديقة البيئة والموفرة للطاقة، مع دعم التحول للاقتصاد الرقمى الأخضر.

وأنا هنا أدعو للعمل مع الشركاء والتأكيد على الحاجة إلى توظيف التقنيات المبتكرة والحلول التكنولوجية؛ كى نتمكن من إحداث الفرق، خاصة فى المجتمعات الأقل حظًا. 

■ وفقًا لخبراتك.. ما أبرز التحديات التى تواجه خطط الاستدامة فى العالم؟

- أعتقد أن البيانات هى أحد أكبر التحديات التى تواجه الاستدامة، لأنه لا يمكن إنشاء حلول جديدة أو مساعدة المجتمعات الهشة ما لم نتمكن من جمع وفهم وتحليل البيانات من أجل اتخاذ القرارات الصحيحة. 

لذلك، أعتقد أن أحد أكبر التحديات التى تعمل «IBM» على حلها مع الكثير من العملاء، بمن فيهم شركاؤنا من المؤسسات والجمعيات غير الهادفة للربح، هو النظر إلى البيانات لمساعدتنا فى إنشاء حلول تقنية مفيدة.

■ كشركة عالمية.. كيف تساعد «IBM» الدول النامية؟

- ننفذ الكثير من المشروعات والأنشطة فى إفريقيا، ويركز برنامج «مسرع الاستدامة» لدينا على دولة مالاوى، والمزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة فيها، واشتركنا مع مؤسسة «هايفر» الدولية فى مبادرة هناك، من أجل العمل الزراعى المستدام، وأتحنا الوسائل الرقمية لمساعدة المزارعين على اتخاذ القرارات الأنسب، بشأن الوقت الأمثل للزراعة لزيادة إنتاج المحاصيل، وهذا مثال على برنامج بدأناه فى وقت مبكر من هذا العام ونشهد حاليًا نتائجه الإيجابية.

كما نركز أيضًا على مشاريع الطاقة النظيفة فى ٣ أماكن بإفريقيا، بما فى ذلك مصر وكينيا، بالإضافة إلى ٢٥ منطقة فى جنوب الصحراء الكبرى، ويشكل ذلك جزءًا كبيرًا من استثماراتنا على مدى السنوات القليلة المقبلة.

إلى جانب تلك المناطق، فنحن نعمل فى الكثير من المجتمعات الهشة التى تضررت بسبب تغير المناخ، من بينها بعض المناطق فى الهند وأمريكا اللاتينية، ونتطلع إلى العمل بجميع أنحاء العالم، خاصةً فى المناطق التى نشعر فيها بوجود مجتمعات ضعيفة من الأكثر تأثرًا بتغير المناخ.

ونحن فى عملنا نستهدف مواجهة التحديات، ونركز على مجال مختلف فى كل مرحلة، ومع اهتمامنا بحلول الطاقة النظيفة خلال هذه المرحلة حرصنا على أن نكون هنا فى «٢٧ COP»، لأن حلول الطاقة النظيفة لها أولوية قصوى بالنسبة لمؤتمر الأطراف.

أما بالنسبة للاستثمارات، فإن «IBM» توفر نحو ١٠ ملايين دولار لكل ٥ شركات نتشارك معها، لذا يحصل كل منها على استثمارات بنحو ٢ مليون دولار من الشركة على مدار عامين.

■ ما أهم المجالات التى تركزون عليها خلال مؤتمر المناخ؟

- تركيز «٢٧ COP» ينصب على «التنفيذ»، وهذا أمر مهم للغاية، لأن العديد من الشركات والحكومات بالفعل أعلن عن أهدافه للاستدامة، لكن بات من الضرورى أن نبدأ فى مناقشة الحلول وكيفية تطبيق الالتزامات، كما أن هذا هو الوقت لمضاعفة الجهود لدعم المجتمعات الهشة، كونها الأكثر تأثرًا، ليس فقط بالتغيرات المناخية، ولكن أيضًا لكونها الأقل استفادة من الخدمات التكنولوجية خلال فترة وباء «كورونا»، لذا كان من المهم جدًا أن نواصل دعم تلك المجتمعات.

ولتحقيق هذا الدعم هناك عدة مجالات نركز عليها، أولها كيفية التأكد من أننا نؤهل الكوادر البشرية ونعدهم للوظائف المستقبلية والمشاريع الخضراء، مع التأكد أيضًا من استعدادهم لدعم الاقتصاد الجديد.

وخلال العام الماضى، التزمنا بتأهيل ٣٠ مليون شخص على مستوى العالم بالمهارات التقنية والوظائفية اللازمة بحلول عام ٢٠٣٠، وهو ما نقوم به، حاليًا، من خلال الشراكات الناجحة مع الحكومات والوزارات والمؤسسات التعليمية والقطاع الخاص، مع تقديم منصة «SkillsBuild» التعليمية بشكل مجانى.

وفى مصر تعاونا مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتنمية المهارات الرقمية للمواطنين المستفيدين من مبادرة «حياة كريمة»، كما تعاونا مع الشركة المصرية للاتصالات لإطلاق مدارس «WE» للتكنولوجيا التطبيقية فى المحافظات، لتكون أول المدارس الذكية فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. 

أما المجال الثانى، فركزنا فيه على الاستدامة، وتمثل ذلك فى برنامج «مسرع الاستدامة»، الذى أطلقناه مطلع العام الحالى، للعمل مع مؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية لدعم المجتمعات الهشة والأكثر تأثرًا بتغير المناخ، من خلال تنمية وتوسيع نطاق مشاريعها باستخدام تكنولوجيات «IBM»، مثل حلول البيانات والذكاء الاصطناعى. وركزنا فى المرحلة الأولى من ذلك البرنامج، على الزراعة المستدامة، وعملنا مع صغار المزارعين، على سبيل المثال فى دولة مالاوى، لتطوير حلول رقمية باستخدام تقنيات «IBM» لمساعدتهم على زيادة غلة محاصيلهم.

وفى المرحلة الثانية من برنامج «مسرع الاستدامة» هدفنا إلى مساعدة المنظمات غير الربحية لتقديم حلول الطاقة النظيفة، وبعد تقييم أكثر من ١٠٠ طلب من جميع أنحاء العالم أعلنا، السبت الماضى، فى مؤتمر صحفى ضمن فعاليات «٢٧ COP» عن الفائزين بهذه المرحلة.