عاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإعادة الجدل حول شخصيته المثيرة، بإعلانه الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، والمقررة نهاية عام 2024، فيما لم يعلن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، ما إذا كان سيخوض السباق مجددا، للمنافسة على فترة رئاسية ثانية.

وقالت صحيفة واشنطن بوست، إن إعلان الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب المبكر عن ترشحه للرئاسة قد أخفق فى حشد الجمهوريين حوله.

وأوضحت الصحيفة أن ترامب قال لمساعديه والمقربين منه إنه يريد أن يكون ترشحه الثالث للبيت الأبيض مشابها للأول، تقتصر على إعلان ارتجالى بسيط ويصور نفسه على أنه قادم من الخارج، إلا أن إعلانه الرسمى عن الترشح يوم الثلاثاء شابه إطلاق محاولته الأولى للترشح فى عام 2015 بطرق أخرى أقل تفضيلا له، حيث افتقر إلى مميزات شاغل المنصب والحزب الموحد خلفه.

اقرأ أيضا: التجديد النصفي للكونجرس.. توقعات بموج أحمر يغرق «الحمار الديمقراطي»

والقادة الجمهوريون فى واشنطن وفى مختلف أنحاء أمريكا يلومون ترامب صراحة على قيادة الحزب إلى ثالث انتخابات مخيبة على التوالى.. وعادت الصحافة المحافظة، التى كانت قد احتفت برئاسته إلى إحياء النبرة العدائية التى تبنتها العديد من وسائل الإعلام اليمينية عندما ظهر لأول مرة على الساحة السياسية عام 2015. وقد تقدمت مجموعة جريئة من للمنافسين المحتملين لترامب فى عام 2024 لتشير إلى احتمال ترشحها لتقدم مستقبل بديل للحزب، حتى لو لم ينضموا للسباق رسميا بعد.

من ناحيته، قال الكاتب الصحفي محمد البديوي إن إعلان الرئيس السابق دونالد ترامب ترشحه في الانتخابات الرئاسية 2024 يمثل معضلة كبيرة للجمهوريين، قبل أن يكون أزمة للديمقراطيين.

وأوضح البديوي المتخصص في الشأن الأمريكي والمقيم بالعاصمة واشنطن، أن أزمة ترامب أن معظم تزكياته الرئيسية في الانتخابات التي تمت الأسبوع الماضي سواء في مجلس الشيوخ أو على مقاعد حكام الولاية مثل بنسلفانيا وأريزونا وغيرها، خسروا مقاعدهم، مما يمثل مشكلة كبيرة لترامب والحزب الجمهوري الذي كان يتوقع موجة حمراء ولكن ضعف المرشحين الذين أصر عليهم الرئيس السابق وقاعدته تسبب في خسارة مجلس الشيوخ وخسارة مقاعد كانت مضمونة سابقا.

3 سيناريوهات

وأضاف البديوي في تصريحات أدلى بها إلى "كيوبوست"، أن هناك 3 سيناريوهات أمام الحزب الجمهوري للتعامل مع ترشح ترامب، أولها تزكيته من الآن، ولكنه يبدو خيارا ضعيفا خاصة مع رؤية قيادات الحزب التي تعتبر ترامب مرحلة يجب أن تنتهي، بالإضافة لمعرفتهم أن ترشحه يحفز قواعد الديموقراطيين، بالإضافة إلى أن هناك قاعدة كبيرة جمهورية ضد ترشحه من الأساس

أما السيناريو الثاني، فحسب ما يشير "البديوي" فهو مواجهة ترامب، ورفض ترشحه من الآن، ولكنه اختيار صعب جدا في هذا التوقيت خاصة في ظل تأييد عدد كبير من أعضاء مجلس النواب الجمهوريين للرئيس السابق، وقدرتهم على التحكم فيمن يصل لرئاسة مجلس النواب، بالإضافة إلى القواعد الجمهورية التي تساند ترامب.

اقرأ أيضا: محلل سياسى أمريكى: بايدن يسعى لاتفاق نووى مع إيران رغم معارضة الجمهوريين

أما السيناريو الثالث فهو الانتظار، للعام المقبل، خاصة أن ترامب أدخل ناخبين لأول مرة إلى الحياة السياسية الأمريكية، وصارت قواعد الحزب الجمهوري ترى فيه الممثل الرئيسي لها، خاصة أن الجمهوريين لا يحتملون اختيار مرشح آخر، لان الانقسام بين ترامب ومرشح آخر للحزب يعني خسارتهم ساحقة.

شعبية ترامب

وأشار البديوي، إلى أن شعبية ترامب الكبيرة التي أجبرت الحزب على اختيار مرشحين بعينهم في الانتخابات النصفية الأخيرة، ربما تكون سببا في إجبار قيادات الحزب مرة أخرى على اختيار مرشح للرئاسة على غير هواهم نهائيا.

وأوضح البديوي أنه تدين قواعد الحزب للرئيس ترامب باختيار 3 قضاة للمحكمة العليا الأمريكية، ما جعل المحافظين يغيرون الحكم التاريخي الثابت منذ السبعينيات في ملف الإجهاض، وإصدار حكم جديد يترك الحرية للولايات في تحديد قرارها، وهو الأمر الذي لن ينساه الجمهوريون لترامب أبدا.

وشدد على أن تخوفات الجمهوريين من ترشح ترامب، منطقية، في ظل خسارة معظم اختياراته الرئيسية في الانتخابات النصفية، بالإضافة إلى أن ترشحه أيضا يحفز المستقلين الذين يرون فيه خطرا على الديموقراطية وعلى مستقبل البلاد.

خلافات جمهورية

ولفت إلى أن هناك خلافات كبيرة وانقسامات داخل الحزب بين المؤسسة التقليدية ومؤيدو ترامب وهو ما انعكس على نتائج الانتخابات الأخيرة التي تعد انتصارا للديموقراطيين رغم خسارتهم مجلس النواب. 

ابنة ترامب تتخلى عنه

وأعلنت إيفانكا، ابنة الرئيس الأمريكي السابق، وزوجة المستشار السابق لوالدها، رفضها العودة إلى السياسة وذلك عقب دقائق من كشف والدها ترشحه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في البيت الأبيض 2024.

وقالت مُعبرة عن موقفها بشكل واضح: لا أخطط للانخراط في السياسة. أنا أحب والدي كثيرا، لكن هذه المرة أختار إعطاء الأولوية لأطفالي الصغار وحياتي الخاصة التي نخلقها كأسرة واحدة.

وتابعت: سأحب والدي دائمًا وأدعمه، وسأفعل ذلك بعيدا عن الساحة السياسية، أنا ممتنة لشرف خدمة الشعب الأمريكي وسأظل دائمًا فخورة بالعديد من إنجازات إدارتنا.