شاركت الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة في الجلسة الوزارية رفيعة المستوى «حلول مناخية قائمة على التراث الثقافي» التي عقدت بالجناح المصري بالمقام بالمنطقة الزرقاء لمؤتمر الأطراف الـ27 لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول التغيرات المناخية، الذي يعقد بمدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 6إلى 18 نوفمبر الحالي.

مصر تعرف أهمية الطبيعة منذ آلاف السنين 

وقالت الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة إن مصر منذ آلاف السنين عرفت أهمية الطبيعة وقدست عناصرها وكان دستورها هو مبادئ «ماعت»الـ42 التي كانت بمثابة مفتاح العبور لعالم الخلود وكان مكتوب فيه «أنا لم أسرق.. أنا لم أقتل.. أنا لم ألوث ماء النهر».

وأضافت: «مصر ملتقى الحضارات الفرعونية واليونانية والبطلمية القبطية والإسلامية ذات تنوع تراثي مادي ولامادي فريد، للأسف أصبحت مهددة بفعل التغيرات المناخية، ورغم أن نسبة الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري المصرية لا يتجاوز النصف في المئة من إجمالي الانبعاثات العالمية، إلا أنها أصبحت مهددة بفعل التغيرات المناخية، ولأنها سلسلة متصلة من التأثيرات، طالت تلك التأثيرات التراث المصري المادي واللامادي وتسببت في تأثير مباشر وغير مباشر على التركيبة المجتمعية بما فيها من حرف تراثية متوارثة منذ آلاف السنين».

وأكدت وزيرة الثقافة أن الهجرة البيئية بدأت بالفعل ومعها زاد النزوح للمدن بحثا عن مناطق أقل في التأثير من التغيرات المناخية وبدأ  التخلي عن المعارف التقليدية سواء في العمارة البيئية التراثية المميزة لأقاليم مصر من مباني الليكاب لدى قبائل العبابدة والبشارية ومباني الكرشيف بمدينة شالي بسيوة وغيرها، والتي غادرها أصحابها للمباني الخرسانية للبعد عن موجات المناخ الجامحة والتي تسارعت مؤخرا بطريقة ملحوظة.

وأضافت: «لا شك أن التغيرات المناخية أثرت على اقتصاديات المجتمعات الصغيرة ومعها خسرنا جزء من تراثنا لكن الدولة المصرية تنبهت للمخاطر التي تهدد التراث وحرصنا بالتعاون مع الهيئات الدولية العاملة في التراث في تبني مشروعات لإعادة إحياء تراثنا والحفاظ عليه فكان مشروع إنقاذ قرية حسن فتحي رائد العمارة البيئية بالبر الغربي بالأقصر وشالي بسيوة ومشروعات جمع وتوثيق التراث الغير مادي وتوثيقه وتسجيله على قوائم اليونيسكو ودعم الحرفيين أصحاب الحرف التراثية البيئية».

مدينة أبو سمبل تشهد إقامة أول قصر ثقافة يدار بالطاقة الشمسية

وأكدت وزيرة الثقافة أن الدولة المصرية تنبهت مبكرا لملف التغيرات المناخية وعملت على جميع المستويات لمواجهتها وكان للثقافة دورا مهما فيما يخص ملف الوعي بمخاطر التغيرات المناخية فكانت ورش العمل والندوات والمؤتمرات بقطاع الوزارة المختلفة ومنها قصور الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة والعروض المسرحية والمسابقات بخلاف إصدارات هيئة الكتاب والمركز القومي للترجمة وعرض وثائقيات وأفلام توعوية بمشروع سينما الشعب، وستشهد مدينة أبو سمبل إقامة أول قصر ثقافة يدار بالطاقة الشمسية. 

وطالبت وزيرة الثقافة المؤسسات والمنظمات الدولية بدمج البعد الثقافي والالتفات له كأحد العناصر المهددة من التغيرات المناخية في الاتفاقيات الدولية واعتبار التغيرات المناخية خطر يتم ادراجه في اتفاقية حماية التراث الثقافي باليونسكو كما طالبت بأن يصبح محور التراث والمناخ جزء أصيل من التفاوض فيما يخص الأضرار والخسائر المناخية بمؤتمرات الدول الأعضاء بالاتفاقية الإطارية للتغيرات المناخية

شارك في الجلسة الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب بدولة الإمارات العربية المتحدة، الأميرة دانا فراس سفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة رئيس صندوق البتراء الوطني والرئيس المشارك لشبكة ثقافة التراث المناخي في اللجنة التوجيهية COP27، جينارو سانجليانو وزير الثقافة الإيطالية، هيفاء نجار وزيرة الثقافة الأردنية، ووزيرة الموارد المائية والري الأردني، وسفير الأردن بالقاهرة.