أنهت كرواتيا روسيا ٢٠١٨ في المركز الثاني، تلعب كرواتيا ضد المغرب وكندا وبلجيكا في المجموعة السادسة في قطر ٢٠٢٢، لوكا مودريتش النجم الأبرز للمنتخب الكرواتي.

يستعد جيل من المواهب الاستثنائية للدفاع مرة أخرى عن ألوان بلدهم بهدف إهداء مواطنيها على الأقل نفس الفرحة التي عاشها الشعب الكرواتي في روسيا ٢٠١٨، وإن أمكن، بنهاية مختلفة هذه المرة.

هكذا، تستعد كرواتيا لخوض نهائيات كأس العالم التي ستقام قريبًا في قطر. فبعد الوصول إلى نهائي النسخة السابقة من كأس العالم ، يتطلع ممثل البلقان، من خلال الاعتماد على جودة الفريق بقيادة المدرب زلاتكو داليتش، إلى تحقيق إنجاز عظيم مرة أخرى.

ولا شك أن النتائج الأخيرة التي حصدها المنتخب الكرواتي تعطي أملًا كبيرًا لجماهيره، بفضل الانتصار على النمسا في الجولة الأخيرة من دوري أمم أوروبا، حققت كرواتيا التأهل إلى المربع الذهبي من المسابقة القارية، حيث ستواجه منتخبات إيطاليا وأسبانيا وهولندا، إنها نتيجة مهمة لأبناء داليتش الذين لا يريدون إضاعة لحظة تاريخية من حيث الجودة التي يزخر بها الجيل الحالي.

نادرة هي الأجيال التي تتوفر على لاعبين من حجم لوكا مودريتش وإيفان بيريسيتش ومارسيلو بروزوفيتش وإيفان راكيتيتش وديان لوفرين، وغيرهم.

ولا شك أن الاعتماد على كل هذه المواهب في نفس اللحظة التاريخية يشكل ميزة إضافية لمنتخب تعوّد على خطف الأضواء على المستوى الدولي في السنوات الأخيرة.

في قطر ٢٠٢٢، أوقعت القرعة الكروات في المجموعة السادسة التي لا تبدو سهلة على الإطلاق، إذ سيواجه مودريتش ورفاقه بلجيكا، أحد المنتخبات المرشحة للفوز باللقب، والتي تتطلع -على غرار المنتخب الكرواتي- إلى تحقيق أقصى استفادة الأفضل من جيل ذهبي قد لا يتكرّر. وبالإضافة إلى ذلك، ستواجه كتيبة داليتش كندا والمغرب، وهما منتخبان صعبة المراس ولن يكونوا لقمة سائغة لممثل البلقان.

_ مباريات كرواتيا في المجموعة السادسة:

– ٢٣ نوفمبر.. المغرب – كرواتيا، ١١:٠٠ (بالتوقيت المحلي)، ملعب البيت.

– ٢٧ نوفمبر.. كرواتيا – كندا، ١٧:٠٠ (بالتوقيت المحلي)، ملعب خليفة الدولي.

– ١ ديسمبر .. كرواتيا – بلجيكا، ١٦:٠٠ (بالتوقيت المحلي)، ملعب أحمد بن علي

المدرب: فلسفة داليتش التكتيكية
إذا كان هناك شيء واحد يمكن اعتباره مفروغًا منه في فريق زلاتكو داليتش، إلى جانب الأداء الرائع للوكا مودريتش، فهو الرسم التكتيكي الذي قاد كرواتيا إلى حصد النجاحات في السنوات الأخيرة.
فخطة ٤-٣-٣ التي يراهن عليها المدرب أعطت أكلها ومن المرجح أن يستمر داليتش في الاعتماد على نفس الخطة التي تجسدت حتى الآن في أسلوب لعب هجومي للغاية. فمنذ أن تولى تدريب الفريق في عام ٢٠١٧، قاد هذا المدرب المولود في ليفنو في ٢٦ أكتوبر ١٩٦٦، كرواتيا في ٦٢ مباراة، برصيد ٣١ انتصارًا و١٤ تعادلًا و١٧ خسارة.

دومينيك ليكوفيتش هو حارس المرمى الذي يراهن عليه المدرب كثيرًا، متوفقًا في ذلك على إيفو جربيتش إيفيكا فوسيتش. والأرجح أن حارس مرمى دينامو زغرب سيبدأ كأس العالم أساسيًا، وخصوصًا بالنظر إلى الاستمرارية التي يتمتع بها مع فريقه، مقارنة بجربيتش، الذي عاد إلى أتلتيكو مدريد هذا الموسم بعد عام على سبيل الإعارة في ليل، ولا يحظى بأي دقائق.

وفي خط الدفاع، يعتبر ديان لوفرين اللاعب الأكثر خبرة ومن المرجح أن يقود الخط الأخير، بفضل خبرته وعروضه الأخيرة مع زينيت سان بطرسبرج. ومن اللاعبين الآخرين الذين اعتمد عليهم داليتش في الآونة الأخيرة جوسكو جفارديول، قلب دفاع لايبزيج وأحد أكثر اللاعبين الواعدين في هذا الفريق، وجوسيب ستانيسيتش، جناح بايرن ميونيخ.

في خط الوسط، يملك داليتش خيارات متعددة وذات جودة. ويكفي التفكير في اللاعبين اللذين سبق ذكرهما -لوكا مودريتش ومارسيلو بروزوفيتش- إلى جانب أسماء أخرى مثل ماتيو كوفاسيتش ماريو باساليتش. وبالتالي، فإن الخبرة والجودة ستكونان تحت تصرف المدرب الذي سيحاول الاستفادة من هذه الأسلحة للتألق مع كرواتيا في كأس العالم.

أما إيفان بيريسيتش في ندرجه في خط الهجوم لأنه يلعب مع منتخب بلاده في الجناح الأيسر بميول هجومية. وسيكون لاعب توتنهام هوتسبير بلا شك أحد أعمدة كتيبة البلقان في قطر ٢٠٢٢، لكن قائمة المهاجمين المتميزين لا حصر لها: أنتي ريبيتش، أندريه كراماريتش، لوفرو ماجر، نيكولا فلاسيتش.

_ نجم الفريق: لوكا مودريتش:
هناك حقيقة واضحة وضوح الشمس: على الرغم من أننا نتحدث عن مجموعة متراصة للغاية وذات جودة هائلة، إلا أن هناك لاعبًا لا يُضاهى في المنتخب الكرواتي، لوكا مودريتش.

و لإثبات هذا الأمر البديهي، ليس من الضروري حتى سرد القائمة الطويلة من الألقاب التي فاز بها لاعب خط الوسط بقميص ريال مدريد، بل يكفي التذكير بأن FIFA اختارت مودريتش أفضل لاعب في العالم عام ٢٠١٨، وهي مناسبة قال فيها الدولي الكرواتي ما يلي:
“أشعر بالفخر، وهذه ليلة خاصة جدًا بالنسبة لي. إنها واحدة من أجمل اللحظات في مسيرتي. وتقدير الناس شيء لا يقدر بثمن، لا سيما أولئك المقربون مني والذين يحبونني. هذه الجائزة هي أيضًا للشعب الكرواتي، الذي شجعنا منذ اللحظة الأولى في كأس العالم في روسيا”.

الحديث هنا عن نجم ذو مسار متميز للغاية تأثر بالفترة التاريخية التي مرّت بها أوروبا الشرقية عندما كان لوكا طفلًا. ومع ذلك، فإن الصعوبات أخرجت أفضل ما لدى مودريتش الذي نشأ وترعرع في ظل القيم التي دفعته إلى أن يصبح لاعبًا استثنائيًا، داخل الملعب وخارجه، وليس فقط مع الكرة بين قدميه.
لقد ساعدته موهبته الفطرية على أن يصبح أحد أفضل لاعبي كرة القدم في التاريخ، والهدف الآن هو إثبات ذلك مرة أخرى في قطر ٢٠٢٢.

_ لاعب تحت المجهر: جوسكو جفارديول:
يمكن أن يكون الشاب، جوسكو جفارديول، أحد اللاعبين الواعدين في كأس العالم. فلاعب لايبزيتش هو مدافع مركزي يتمتع بجودة فنية عالية ويتميّز بشكل خاص في مراقبة الخصوم، ما يجعله يتوفر على جميع الخصائص المثالية التي يحتاجها المدافع العصري.
وكثيرون من يعتبرونه أحد أكثر المواهب الواعدة في كرة القدم العالمية، ويمكن أن تكون قطر ٢٠٢٢ مسرحاً ممتازًا يخطف فيه ابن البلقان الأضواء.
يقدّم جفارديول أداء رائعًا رفقة لايبزيج، النادي الذي انتقل إليه عام ٢٠٢١ بعدما تلقى تكوينه في أكاديمية دينامو زغرب وسجل ظهوره الأول مع فريق الكبار في عام ٢٠١٩. وفي صفوف الفريق الألماني، يواصل المدافع الكرواتي صقل كل المواهب التي أبان عنها في بلده.
وقد بدأت أفضل الأندية في العالم تهتم بالفعل بمدافع البلقان وتستعد لخطفه من لايبزيج في فترة الانتقالات المقبلة.

_ تاريخ كرواتيا في كأس العالم:
من بين جميع المنتخبات التي ظهرت بعد تفكك يوغوسلافيا، كانت كرواتيا الأكثر نجاحًا في تاريخ كأس العالم FIFA والمسابقات الأخرى.
سجل المنتخب الكرواتي مشاركته الأولى في نهائيات كأس العالم في فرنسا ١٩٩٨، وذلك بعد عامين من ظهوره الأول في كأس أوروبا للأمم.
وفي باكورة مشاركاتها في أم البطولات، خلقت كتيبة البلقان المفاجأة ولم تسقط حتى نصف النهائي أمام فرنسا المضيفة، التي توّجت بعدها بطلةً للعالم.
وعلاوة على ذلك، نالت كرواتيا الميدالية البرونزية بعد فوزها على هولندا (٢-١) في مباراة تحديد المركز الثالث.
في روسيا ٢٠١٨، كان الكروات قاب قوسين أو أدنى من بلوغ المجد، على الرغم من أنه يمكن القول إنهم صنعوا التاريخ على أي حال، على الأقل في بلدهم، من خلال الوصول إلى نهائي كأس العالم حيث انهزموا (٤-٢) أمام فرنسا، لتحتل مركز الوصافة.

_ منتخب كرواتيا:
كيف قامت مجموعة أيقونية من لاعبي كرة القدم بالتعريف عن أمة جديدة عبر الساحرة المستديرة.. وعلى الأراضي الروسية، اختير لوكا مودريتش أفضل لاعب في البطولة، فيما توج دافور سوكر بلقب أفضل هداف في نسخة فرنسا ١٩٩٨.

وكانت جنوب أفريقيا ٢٠١٠ النسخة الوحيدة التي غاب عنها منتخب كرواتيا. في كوريا الجنوبية/اليابان ٢٠٠٢، سقطت كتيبة البلقان في دور المجموعات بعد أن احتلت المركز الثالث خلف المكسيك وإيطاليا.
ولم يتخط الكروات أيضًا الدور الأول في نسختي ألمانيا ٢٠٠٦ والبرازيل ٢٠١٤، حيث سقطوا أمام البرازيل وأستراليا على الأراضي الألماني، وأمام البرازيل أيضا، المستضيفة لتلك البطولة، والمكسيك بعد ذلك بثماني سنوات.