«الأمانة إنى أبقى فاهم إيه اللى هيحصل وأتعامل معه وكأنه حصل.. والأمانة تقتضى التصدى للمشكلات وحلها»، كلمات قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ عام فى افتتاح مشروعات سكنية متنوعة بمدينة بدر، تعكس شخصية «الأمين» فيه، تلك الصفة التى لازمته ولقّبه بها الشعب منذ توليه حكم البلاد فى 2014، لوقوفه ضد الفساد بأمانة وشرف وصدق.

مكافحة الفساد، ضمن أهم الملفات التى أولاها الرئيس السيسى اهتمامه منذ اللحظة الأولى لحكمه، إذ لم يكن لدى مصر استراتيجية موحدة لمكافحة الفساد حتى إصدار تعديل دستور 2014، والذى ضمت مادته «218» التزام الدولة بمكافحة الفساد، وتحديد القانون الهيئات والأجهزة الرقابية المختصة بذلك، مع التزام الهيئات والأجهزة الرقابية المختصة بالتنسيق فيما بينها لمكافحة الفساد، وتعزيز قيم النزاهة والشفافية.

ولم يغفل الرئيس السيسى مناسبة إلا وأكد خلالها أهمية مكافحة الفساد، مثلما أكد تمسك الدولة قيادة وشعباً بسيادة القانون، ورفض جميع صور وممارسات الفساد، ورسخ قيم النزاهة وسياسة الشفافية، وأن الجميع بدون أى استثناء كلهم سواء أمام القانون، وذلك خلال اليوم العالمى لمكافحة الفساد فى ديسمبر 2020.

اهتم أيضا بالتصدي للفساد على مستوى القارة بأكملها

مكافحة الفساد لم تتوقف فقط على نطاق مصر فى عهد الرئيس السيسى، إذ اهتم أيضا بالتصدى له على مستوى القارة بأكملها، إذ أطلق مبادرة خلال مشاركته فى القمة الأفريقية السنوية للقادة الأفارقة فى يناير 2018، تهدف لعقد المنتدى الأفريقى الأول لمكافحة الفساد فى مصر بصفتها رئيس الاتحاد الأفريقى وقتها.

وحمل الرئيس هذه الأمانة على عاتقه خلال فعاليات منتدى شباب العالم فى نوفمبر 2018، وتحدث مجدداً عن مكافحة الفساد فى أفريقيا، لافتاً إلى أن هناك انطباعات سلبية عالمياً عن القارة السمراء بأن إجراءاتها فى مكافحة الفساد دون المستوى.

وتتويجاً لهذه المبادرات، افتتح الرئيس السيسى أعمال المنتدى الأفريقى الأول لمكافحة الفساد فى 12 يونيو 2019، والذى تستمر أعماله لمدة يومين فى شرم الشيخ، والذى وجه فيه مبادرة لتكاتف القارة قائلاً: «لدينا قناعة راسخة بأن مكافحة الفساد وتغيير واقع قارتنا لن يتحقق إلا بتكاتف الجهود وبلورة الرؤى المشتركة وتعزيز الآليات الأفريقية التنسيقية لمحاصرة الفساد على جميع المحاور».

«بدر الدين»: حقق العدالة وساوى بين الجميع بدون استثناء والمساءلة والجزاءات عقاب المخالفين

ومن جانبه، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مكافحة الفساد لها أهمية كبيرة فى أى دولة ونظام سياسى، إذ إن اللجوء إليه يتسبب فى اقتطاع جزء من الموارد الموجهة للتنمية، وهو ما نشهده فى العديد من الدول.

وأضاف «بدر الدين» لـ«الوطن»، أنه فى عهد الرئيس السيسى كان هناك توجه نحو تطبيق القانون وسيادته، وسريانه على الجميع، وأن تكون هناك اعتبارات مؤسسية وليست شخصية، وبالتالى كل من يخالف ذلك يخضع للمساءلة والجزاءات، ما حد من انتشار الفساد وأشكاله المختلفة، سواء كان سياسياً أو اقتصادياً أو غيره، كما شكل «إعمال القانون ومبدأ سيادته وتحقيق العدالة ومساواة الجميع أمام القانون»، حائط الصد فى عهد الرئيس السيسى لمواجهة أعمال الفساد، خاصة أن له تأثيراً سياسياً أيضاً؛ لتسببه فى توزيع الموارد بطريقة غير عادلة، ويوجد نوع من عدم الرضا وعدم التقبل لهذه الأعمال، ويحمّل المواطنين مسئوليتها للحكومة.