صدر مؤخرًا كتاب "الصحافة النسائية في مصر" عن الهيئة العامة للكتاب للكاتبة والأكاديمية الدكتور كوثر مروان، وجاء الكتاب في 319 صفحة من القطع المتوسط.

تضمن الكتاب 4 فصول جاء الفصل الأول بعنوان "مجلة أنيس الجليس صاحبتها، وصفها، وأطوارها"، والفصل الثاني بعنوان: “مجلة أنيس الجليس أبرز كتابها وشعرائها ومحرريها”، وحمل الفصل الثالث عنوان “كتابات الأنيس الموضوعات التي قدمتها في المجلة”، أما الفصل الرابع فجاء بعنوان “الاتجاهات الفكرية والفنية للشعر والنثر في مجلة أنيس الجليس”.

يقول الدكتور محمد عبد الحميد خليفة عبر تقديمه للكتاب إن دراسة كوثر مروان واحدة من أهم الدراسات التي اختارت الطرق الوعرة والجيوب التاريخية الظلمة المنسية لإنصاف من أفلهم المؤرخون ونفض الغبار عن صفحات مشرقة كادت أن تطمس، ذلك حينما وقعت على مؤسسة ثقافية رائدة كان لها دور تاريخي في ربط الماضي بالحاضر بل كانت قنطرة مفصلية بين عهدين، وجرا بين قرنين، وأعني بهذه المؤسسة مجلة "أنيس الجليس" التي أشرفت عليها "الكسندرة أفرينو" وهذه المجلة أو قل هذه المؤسسة قد أغفل كثير من مؤرخي الأدب الحديث دورها المحوري في إشاعة النهضة الجديدة إلى جانب غير ها من المؤسسات والأعلام الذين بفضلهم جميعا بدأت قاطرة التحديث وهبت رياح التجديد لتستنشق الأمة هواء جديدًا لم يعد مثلًا بأغلال الماضي الذي أضحى جامدًا راكدًا منتظرًا من يلقي فيه بحجر لإعادة الحركة والحياة إليه.

ولفت إلى أن "من أهم القضايا التي اثبتتها هو الإسهام العربي فيما يسمى بالأدب النسوي، ذلك الذي يحلو لكثير من المؤرخين وقفه على أديبات من الغرب الأوروبي والأمريكي وأن ما نعايشة الآن مما يسمى الأدب النسوي يعد تأثرًا مباشرًا بنظيره الغربي، وذلك في العقودة الخمسة الأخيرة.

الكتاب لفت إلى قيمتين أساستين لمجلة أنيس الجليس على حسب وصف دكتور محمد عبد الحميد خليفة وهما : القيمة الجمالية والفنية لنصوص أدبية من شعر ونثر له مستوياته اللغوية المختلفة، والثانية هي القيمة الوثائقية لأعداد هذه المجلة التى أضحت وثائق تاريخية وسجلات أجتماعية عكست قيم العصر، وفكر المرحلة.

من جهتها لفتت الكاتبة والأكاديمية  الدكتور كوثر مروان إلى أن قصة الصحافة النسائية على أرض مصر هي قصة تنحني لها الهامات إجلالًا وإكبارًا للمرأة، التي ناضلت وكافحت، حتى تدخل إلى الوجود اللغوي، وتمارس الكتابة؛ لتشق طريقها إلى عالم الصحافة، وبعد أن أحتكر الرجل الكتابة لنفسه، وترك  للمرأة الحكي.

هند نوفل أم الصحفيات العرب وعميدتهن 

وأكدت على أن دخول المرأة إلى عالم الصحافة يعد نقلة نوعية في مسألة الإفصاح عن نفسها، بعد أن كان الرجل هو المتكلم عنها والمفصح عن حقيقتها، وصفاتها بقلم ذكوري 

وأشارت إلى الصحافة النسائية في مصر ولدت على أيدي شاميات وسوريات مسيحيات، تعلمن وفقًا لنظم التعليم الأوربية، بعد أن أتقن بعض اللغات الأجنبية، ونهلن من منابع الثقافة الغربية، ثم تولت النخبة نقل مظاهر التقدم والارتقاء عبر مجلاتهن النسائية إلى المجتمع المصري النسائي.. 

كما أكدت على أن هند نوفل صاحبة مجلة "الفتاة" والتي صدرت عام 1892  الفتاة البنانية المسيحية أول أمرأة عربية شامية تحمل لواء الصحافة النسائية على أرض مصر بمدينة الإسكندرية وتكون مجلتها أول مجلة نسائية  بالوطن العربي لتكون هند نوفل أم الصحفيات العربيات وعميدتهن، وأول رصاصة صحفية في معركة تحرير المرأة والمطالبة بحقوقها.

ألكسندرة مليتادي.. بارونة الصحافة النسائية 

وتأتي ألكسندرة مليتاي أفيرينو صاحبة مجلة "أنيس الجليس" كبارونة للصحافة النسائية في مصر، وذلك بعد أن أغلقت هند نوفل مجلتها نظرًا لظروف زواجها، وكانت مجلة "أنيس الجليس" أكثر نضجًا وانتشارًا من سابقتها "الفتاة" وثاني مجلة تظهرفي الإسكندرية.