«تمام يا فندم».. مصر تؤدى المهمة بنجاح فائق فى «COP 27»

 إجراءات استدامة «مؤتمر المناخ»: اعتماد على الطاقة النظيفة والنقل الكهربائى.. وتعامل مع المخلفات

اختتمت فعاليات الدورة ٢٧ لمؤتمر المناخ، والتى استضافتها مصر داخل مدينة شرم الشيخ، لمدة ١٣ يومًا.

وشهد المؤتمر مفاوضات مكثفة بين كل الأطراف، سواء الدول أو المنظمات الدولية، من أجل طرح حلول مبتكرة وعلمية لمواجهة ظواهر التغيرات المناخية، والالتزام بتخفيف آثارها السلبية، والتكيف مع التغيرات الحالية، إضافة إلى تحقيق معدل صفر انبعاثات ضارة.

وأكد جميع المراقبين أنه لا يمكن وصف الدورة الـ٢٧ من مؤتمر الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ «إلا بأنها دورة تاريخية فى كل شىء.. تاريخية فى معدل المشاركة، الذى دار بين ٣٥ و٤٠ ألف مشارك، وتاريخية فى مستوى هذه المشاركة، التى تتجسد فى مشاركة نحو ١٢٠ رئيس دولة وحكومة على مستوى العالم، بالإضافة إلى وفود المنظمات الدولية المختلفة».

أما ما جعل هذه الدورة من أهم دورات مؤتمر المناخ، وإن لم تكن الأهم، هو رفعها شعار «التنفيذ أولًا» فى كل فعالياتها، عبر التركيز على تحويل التعهدات التى قطعتها دول العالم على نفسها بشأن مواجهة تغير المناخ إلى واقع عملى على الأرض.

وتحقق هذا الهدف وما يتضمنه من أهداف تفصيلية بالفعل، عبر إطلاق مجموعة من المبادرات المهمة المتعلقة بقضية تغير المناخ، والاتفاق على مساعدة البلدان النامية على التكيف معها، ومنحها التمويل اللازم لذلك، خاصة فى الدول الإفريقية.

أعلنت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، المنسق الوزارى مبعوث مؤتمر المناخ «COP 27»، عن نتائج خطة الاستدامة للمؤتمر، مشيرة إلى أن تحقيق الاستدامة يقع ضمن التزامات الدولة المضيفة للمؤتمر تبعًا لاتفاقية الاستضافة.

وأعربت وزيرة البيئة عن فخرها بعرض الرئاسة المصرية للمؤتمر لما نجحت فى إنجازه من الإجراءات المتفق عليها مع سكرتارية اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ، فى خطة الاستدامة التى تم إعدادها من خلال عملية تشاركية وتشاورية مع السكرتارية، وتضمنت مجموعة من العمليات والإجراءات التى تحقق استدامة مؤتمر شرم الشيخ للمناخ «COP 27»، والوصول إلى مؤتمر مناخ صفر انبعاثات كربونية، الذى سيتم الإعلان عنها بعد انتهاء المؤتمر، وإجراء الحسابات الخاصة بالانبعاثات الناتجة عنه. 

ونبهت إلى تميز خطة استدامة مؤتمر المناخ «COP 27» عن المؤتمرات السابقة فى الإجراءات الطوعية التى اتخذتها الدولة لتحقيق الاستدامة فى المدينة المضيفة للمؤتمر، شرم الشيخ، وأيضًا تحقيق البُعد الاجتماعى فى المنطقة الخضراء، كجزء أساسى فى روح مؤتمر المناخ «COP 27» يهدف لتحقيق الاستدامة. 

وأضافت أن مصر قدمت قصة ملهمة فى القدرة على تحويل شرم الشيخ لمدينة مستدامة، لتصبح نموذجًا حيًا يعيشه رواد المؤتمر، ليتغنوا بها فى مختلف المحافل، كما سينظر العالم لما ستقدمه مصر من تكرار لهذا النموذج فى مدن مصرية أخرى. 

وأعلنت عن أن الرئاسة المصرية للمؤتمر ستقدم تقريرًا لسكرتارية اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ، حول ما تم إنجازه من محاور استدامة كفاءة استهلاك الطاقة، واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، ومنظمة إدارة المخلفات، وكفاءة استخدام المياه والعنصر البشرى. 

وأشارت مبعوث مؤتمر المناخ إلى أن مصر كدولة مضيفة التزمت بتقديم نسخة متميزة من مؤتمر المناخ، راعت فيها عملية الحياد الكربونى من خلال تقليل استهلاك الموارد، وتقليل انبعاثات الكربون، ليصبح المؤتمر أكثر استدامة.

وأوضحت أنه فى مجال الكهرباء، تمت تغطية نحو ٧٠٪ من الكهرباء فى مؤتمر المناخ «COP 27»، عن طريق مصادر الطاقة المتجددة، عبر تركيب محطة الطاقة الكهروضوئية الجديدة بقدرة ٩٣٥ كيلووات، وبناء ٣ محطات بقدرة ٥ ميجاوات، بالإضافة إلى المحطة الموجودة بالفعل بقدرة ٥ ميجاوات، مضيفة: «وفقًا للإحصائيات التى تم إجراؤها خلال مؤتمر المناخ، وصل استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة إلى نحو ٢١.٢١٥ ميجاوات، كما وصلت نسبة الخفض من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون إلى نحو ٦٨٠ طنًا». 

وفيما يخص الإقامة فى مدينة شرم الشيخ، قالت وزيرة البيئة إنه تم اتباع أنظمة الإدارة البيئية المستدامة، مثل حصول الفنادق ومراكز الغوص على النجوم والعلامات الخضراء، مشيرة إلى حصول ١٩ مركز غوص على العلامة الخضراء، وجارٍ حصول ١٨ مركزًا آخر على نفس العلامة.

كما حصل ٦٨ فندقًا على النجمة الخضراء، وجارٍ حصول ٦٤ فندقًا عليها، وتمكنت ٣ يخوت من الحصول على العلامة الخضراء أيضًا، مع وصول نسبة استخدام مجموعة من الفنادق للطاقة النظيفة إلى ١٥.١٥٧ ميجاوات، بنسبة خفض لغازات ثانى أكسيد الكربون نحو ١٣.٦٤١ طن سنويًا

وبالاتساق مع توجه الدولة نحو الطاقة المستدامة والخضراء لتحسين أداء وعمر محطات الطاقات المتجددة، بينت وزيرة البيئة أنه تم تنفيذ المرحلة الأولى من أكبر محطة للطاقة الشمسية فى شرم الشيخ بمنطقة نبق بقدرة ١٠ ميجاوات، التى تسهم فى تزويد ٦٠٠٠ غرفة فندق بالطاقة النظيفة.

وفى مجال النقل، أمدت وزارة النقل مدينة شرم الشيخ بـ١٤٠ أتوبيسا كهربائيًا، و١٢٠ أتوبيسًا تعمل بالغاز الطبيعى، بشكل منتظم كل ٥ دقائق، من الساعة ٦ صباحًا إلى ١٢ مساءً، بالإضافة إلى تحويل ٧٧٠ سيارة أجرة للعمل بالغاز الطبيعى، واستخدام ١٥٠ سيارة كهربائية، ونحو ٢٥٠ دراجة، وتوفير محطات الشحن لها، مشيرة إلى أن هذه الجهود أسفرت عن تخفيض انبعاثات الكربون فى قطاع النقل خلال فترة المؤتمر فى المدينة إلى نحو ١٧٠ طنًا. 

وفى مجال المخلفات، تم اتباع نظم إدارة مستدامة لمنظومة المخلفات فى مدينة شرم الشيخ، قائمة على العمل بالطاقة الشمسية، من جمع ونقل وتنظيف شوارع، وذلك بمشاركة المجتمع المحلى للمدينة.

ووصل عدد زوار المدينة فى اليوم الواحد لنحو ١٥ ألف شخص، أسهموا فى توليد ما يقرب من ١٥ إلى ٢٠ طن مخلفات يوميًا، ووصلت نسبة المخلفات المتولدة من المواد العضوية إلى نحو ٤٠٪ من النسبة الكلية للمخلفات، ونسبة المخلفات الورقية نحو ٢٠٪، والزجاح ٣٠٪، ومخلفات الوجبات السريعة والأطباق نحو ٨٪، والمخلفات البلاستيكية نحو ٢٪.

الأمم المتحدة تُكرّم المتطوعين: «بذلوا جهودًا هائلة» 

حرص الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، على التقاط صورة تذكارية جماعية مع الشباب المتطوع والمنُظم لفعاليات قمة المناخ بشرم الشيخ، تزامنًا مع ختام المؤتمر، كما منحتهم سكرتارية الأمم المتحدة شهادات تقدير؛ تكريمًا لهم على دورهم الفاعل فى إنجاح المؤتمر فى نسخته الحالية بشرم الشيخ، التى تعد من أكثر المؤتمرات نجاحًا بفضل جهود الشباب المتطوع.

وأعرب «جوتيريش» عن سعادته البالغة بنجاح العملية التنظيمية، مؤكدًا: «من أفضل المؤتمرات التى كان فيها للمتطوعين دور كبير داخل منطقة الفعاليات، وفى مناطق العمل اللوجستى كالمطارات والفنادق».

وأشادت أمانة المنظمة الأممية بالجهود الهائلة التى بذلها الشباب المصرى المتطوع، وقدراتهم المتميزة فى العمل الجماعى لإتمام هذا الحدث العالمى فى نسخته الحالية بمدينة شرم الشيخ المصرية.

وشارك نحو ألفىّ شاب متطوع فى تنظيم مؤتمر المناخ «COP 27»، الذى استضافته مصر فى مدينة السلام «شرم الشيخ»، وقوامهم الأساسى من الشباب المصرى، من أعضاء البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، وشباب الجامعات، والشباب المتطوع من مختلف الوزارات، إضافة إلى عدد من الشباب المشاركين من مختلف الجنسيات فى تنظيم المؤتمر، كما تعاون عدد من منظمى المؤتمر مع سكرتارية الأمم المتحدة فى تنظيم الفعاليات فى المنطقة الزرقاء.

ونجحت اللجنة المنظمة للمؤتمر فى كل المهام التنظيمية واللوجستية فى قمة المناخ، من خلال غرفة العمليات المركزية التى تديرها اللجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم، والتى تجسدت مهامها الرئيسية فى: الربط والتنسيق بين كل الجهات والوزارات المعنية، والشركات المنظمة، وإدارة منظومة الاستقبال والانتقالات، وإدارة الفنادق والضيافة, والإدارة والإشراف على تنفيذ الفعاليات داخل المنطقة الخضراء «Green Zone»، فضلًا عن معاونة سكرتارية الأمم المتحدة فى إدارة وتنظيم المنطقة الزرقاء «Blue Zone» فى مركز المؤتمرات الدولى، كما جرى تخصيص فريق عمل مسئول عن التعامل مع الشخصيات المهمة، وفريق لإدارة الأزمات الطارئة. 

وتولت اللجنة المنظمة فعاليات قمة المناخ بناءً على الخبرات المتراكمة التى اكتسبها أعضاؤها الذين شاركوا فى إدارة وتنظيم النسخ الأربع السابقة من منتدى شباب العالم، كما شاركوا فى تنظيم العديد من الفعاليات والمؤتمرات الدولية الكبرى التى استضافتها مصر. 

تاريخ الخبر: 2022-11-19 21:20:51
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 52%
الأهمية: 62%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية