تستمر ردود الفعل من الشخصيات التلفزيونية في إيران على قمع الاحتجاجات الشعبية بالبلاد التي تفجرت إثر مقتل الشابة مهسا أميني، وفي أحدثها، ودع المذيع والمراسل الرياضي داود عبيدي هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، معلناً تضامنه مع ضحايا التظاهرات، مبيناً أنه لم يعد يتحمل ما يجري في بلاده.
ونشر مقدم البرامج الرياضية، مساء السبت، منشورا على تلغرام وأوضح أنه كان من المقرر أن يساهم في تغطية خاصة لمونديال قطر إلا أنه كتب يقول: "كيف يمكن الظهور بمظهر المذيع الرياضي السعيد المفعم بالحيوية وهناك الكثير من الآهات والحسرات والأحزان في كل ركن من أركان هذه الأرض؟ على الأقل أنا لم أعد أتحمل".
كما أعلن استقالته "رسمياً"، معرباً عن أمله في "حياة كريمة وأيام طيبة وسعيدة بدون عنف لنساء ورجال البلاد".
يشار إلى أن زوجة داود عابدي، الميرا شريفي مقدم، هي أيضا مذيعة في القناة الإخبارية في التلفزيون الحكومي، والتي لم تبد أي رد فعل على استقالة زوجها لحد الآن.
إعلان من مذيعة أخرى
جاء هذا الإعلان، بعد يوم واحد من إعلان مذيعة في تلفزيون طهران، كيمياء جيلاني، استقالتها ردا على مقتل صبي يبلغ من العمر 9 سنوات، كيان بير فلك، والذي قُتل برصاص قوات الأمن خلال قمع الاحتجاجات في مدينة إيذج جنوب غربي إيران.
وبعد أن شاهدت جيلاني، بث فيديو للطفل كيان في بث حي لبرنامج "المسابقة عبر الهاتف" بدأت تبكي وقالت: "الآن بما أن شعبي ليسوا سعداء، لا داعي لوجودي هنا وأنا لن أكون قادرة على تقديم برامج فأقول وداعا للتلفزيون".
نشرت الفنانة الإيرانية، "هنكامه قاضياني" هذا الفيديو على صفحتها في إنستغرام دون حجاب وكتبت: "ربما هذه آخر مشاركة لي على صفحتي. من هذه اللحظة فصاعدًا، مهما حدث لي، فاعلموا أنني مع الشعب الإيراني حتى أنفاسي الأخيرة".#احتجاجات_إيران pic.twitter.com/nf15LYZeZ4
— إيران إنترناشيونال-عربي (@IranIntl_Ar) November 19, 2022
قمع بشكل عنيف
ومنذ بداية الاحتجاجات تحت شعار "امرأة حياة حرية" التي عمت البلاد في 16 سبتمبر، على خلفية مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني، تجاوز عدد الأطفال الذين قُتلوا أثناء قمع الاحتجاجات 40 طفلاً في الأيام الأخيرة، وذكرت بعض التقارير أن عدد الأطفال الذين قُتلوا ما يقرب من خمسين طفلاً.
فيما تصدت القوات الأمنية بشكل عنيف للمحتجين، ما أدى إلى مقتل العشرات منهم، واعتقال المئات. وأعلنت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) أن نحو 400 متظاهر قتلوا، بينهم 47 قاصرا.
كما اعتقل ما لا يقل عن 14170 شخصا، بينهم 392 طالباً، في تلك الاحتجاجات التي خرجت في 136 مدينة وبلدة و134 جامعة.