تصاعدت حملة التشويه الغربية ضد بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر، مع اقتراب صافرة البداية للنهائيات العالمية، التي تقام مرة كل 4 أعوام، وتحظى بمتابعة جماهيرية جارفة في جميع أنحاء المعمورة.

كان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تحدث بوضوح عن تلك الحملة لأول مرة خلال كلمة ألقاها أمام مجلس الشورى القطري في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2022، كاشفاً أن بلاده تعرضت منذ فوزها باستضافة المونديال قبل 12 عاماً، لحملات تشويه غير مسبوقة "لم يتعرض لها أي بلد مستضيف".

وأشار الشيخ تميم إلى أن قطر تعاملت مع الحملة في بداية الأمر "بحسن نية"، واعتبرت بعض النقد إيجابياً ومفيداً، قبل أن يتضح أنها تتواصل وتتسع وتزداد ضراوتها، كما قال إنها تتضمن "افتراءات وازدواجية معايير".

ودأبت الدولة الخليجية منذ اللحظة الأولى لنيلها حق الاستضافة المونديالية، على التأكيد على أن البطولة لكل العرب، إذ كان أميرها السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تعهد في ديسمبر/كانون الأول 2010، بأن تكون المنشآت والملاعب على مستوى عالٍ، ستجعل العرب "يفتخرون بها"، وهو ما ترجمته الأفعال على أرض الواقع، وسط احتفاء وإشادة دولية بالبنية التحتية الرياضية في قطر.

رد الجميل

ومع الهجمة الغربية المسعورة حظيت قطر بتضامن رسمي رفيع من هيئات وتكتلات ومؤسسات عربية وإسلامية أعلنت بوضوح وقوفها مع الدوحة، إذ استنكر مجلس التعاون الخليجي ما تتعرض له الدولة الخليجية واعتبره "مخالفاً للأعراف والتقاليد الدبلوماسية والقوانين الدولية".

وشدد بيان مجلس التعاون أواخر أكتوبر، على أن "قطر ماضية في تحقيق الإنجازات، واستضافتها لبطولة كأس العالم 2022، يعد مصدر فخر واعتزاز مستحق".

ومطلع نوفمبر/تشرين الأول 2022 أكدت منظمة التعاون الإسلامي وقوفها مع قطر، لكونها أول بلد إسلامي يستضيف كأس العالم، بما يحمله من مضامين إنسانية وعالمية، مستهجناً الهجوم على الدولة الخليجية.

وفي الوقت ذاته أكد البيان الختامي للقمة العربية التي عُقدت في الجزائر، الثقة الكاملة بقدرة قطر على تنظيم مونديال مميز، إذ رفض الزعماء المشاركون حملات التشكيك والتشويه "المغرضة" التي تطالها.

كما أعلنت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، تضامنها مع قطر في مواجهة ما أسمته "الحملة المشبوهة" ضدها بسبب استضافتها لكأس العالم، إضافة إلى اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي "يونا" في بيانين منفصلين.

أغان وأهازيج

وبموازاة إطلاق الفيفا واللجنة العليا القطرية للمشاريع والإرث، ألبوم أغاني لكأس العالم 2022، انتشرت خلال الأسابيع القليلة الماضية أغاني عربية تشيد بما أنجزته قطر في طريقها نحو استضافة كأس العالم، وأخرى متضامنة معها بوجه حملات التشويه الغربية. إذ أطلق "مجلس الوحدة الإعلامية العربية" الفلسطيني في 10 أكتوبر 2022، أغنية جماهيرية حملت عنوان "هيا قطر هيا" دعماً للدوحة في تنظيم المونديال، معتبراً الأغنية "هدية من الشعب الفلسطيني للشعب القطري الشقيق".

وفي 8 نوفمبر أصدرت فرقة "بيت الخبرة الفلسطيني" للموسيقى أغاني خاصة للمنتخبات العربية المشاركة في المونديال ومن بينها المنتخب القطري، مشيرة إلى أن المبادرة تعد بمثابة "عربون محبة ودعم لجماهير المنتخب القطري والمغربي والسعودي والتونسي، وللتعبير عن فخرهم بمشاركة دول عربية في هذا المحفل الكروي العالمي".

بدورها أهدت الحكومة اليمنية ممثلة بسفارتها في الدوحة، دولة قطر أغنية تحمل اسم "من اليمن أحلى سلام"، فيما وصف السفير اليمني بالدولة الخليجية راجح بادي، البطولة المرتقبة بأنها "ماراثون عالمي سيقام على أرضٍ عربية".

كما نشرت السفارة اليمنية في قطر، الأغنية الرسمية لمونديال 2022 "ارحبو" بأصوات فرقة يمنية، إهداءً إلى الدولة الخليجية التي تعد أول دولة عربية وإسلامية تستضيف النهائيات العالمية.

ومثل فلسطين واليمن، حضرت سوريا بأغانٍ تضامنية مع قطر ومونديالها إذ أهدت السفارة السورية في الدوحة أغنية "حلم قطر"، كما أنتج مجلس الجالية السورية في قطر، أغنية ثانية بعنوان "آليه آليه.. هيا قطر" وأداها المنشد السوري يحيى حوى.

وكذلك أدى عشرات الأطفال من قاطني مخيمات "أهل التح" بريف إدلب الشمالي أغنية "ارحبو"، إذ ظهر في الفيديو امرأة تخيط كرة من القماش قبل أن تعطيها لرجل كبير في السن ليركلها باتجاه أطفال المخيمات، الذين شاركوا في مباراة لكرة القدم على أرضية ترابية، ترافق ذلك مع ترديد الأغنية المونديالية.

أما أحدث الأغاني الداعمة لمونديال قطر فقد كانت "عرب"، بمشاركة كوكبة من الفنانين العرب على غرار فضل شاكر، نوال الكويتية، أحمد شيبة، حمود الخضر، وزهير بهاوي وغيرهم.

لافتات ومبادرات

وبعيداً عن الأغاني فقد شهدت مدرجات ملاعب عربية رفع لافتات كبيرة تقف دعماً وإسناداً مع دولة قطر مثلما فعلت جماهير فريق القوة الجوية العراقية بلافتة كتب عليها بالخط العريض "نقف مع قطر 2022" باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك خلال إحدى مباريات الدوري المحلي لكرة القدم أواخر أكتوبر.

ومطلع نوفمبر دشن الاتحاد الكويتي لكرة القدم، حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الملاعب الكويتية، لدعم دولة قطر بدأت برفع فريقي "الكويت" والنصر لافتة بعنوان "نقف مع كأس العالم في قطر"، قبل مباراتهما بالدوري المحلي.

وإلى فلسطين حيث رفعت جماهير فريق "شباب الخليل" بطل الدوري المحلي في مباراة فريقها أمام شباب بلاطة، علم قطر دعماً وتضامناً مع الدولة الخليجية بوجه الهجمة الغربية.

وفي قطاع غزة قدم أطفال عروض كشافة خاصة بإحدى الفاعليات الخاصة بدعم قطر ورفعوا لافتات ضخمة في شوارع غزة تؤكد دعم فلسطين لمونديال قطر، كما رفعت لافتة أخرى بعنوان "أنا فلسطيني وأدعم قطر".

ومنتصف نوفمبر نظّمت مؤسسة أهلية فلسطينية، مباراة كرة قدم رمزية في قطاع غزة تُحاكي افتتاح نهائيات كأس العالم بين منتخبي قطر والإكوادور، وبدأت بالسلامَين الوطنيَين القطري والفلسطيني، فيما رفع المشجّعون في المدرجات الأعلام القطرية.

في الإطار ذاته وزع مواطن فلسطيني من قطاع غزة 30 ألف وردة ابتهاجاً باستضافة قطر لمونديال 2022، مشيراً إلى أن الدولة الخليجية لها باع طويل في مساعدة الشعب الفلسطيني، ويأتي توزيع الورود في سياق الوفاء لها.

دعم أمني ولوجستي

وفيما يخص الدعم الأمني فقد شاركت دول عربية كالسعودية والكويت وسلطنة عُمان وفلسطين والأردن بجانب دول إقليمية كتركيا وباكستان، فضلاً عن دول غربية كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبولندا والبرتغال، إلى جانب قطر في فعاليات تمرين "وطن" الأمني لاختبار الجاهزية الأمنية لتأمين البطولة العالمية.

وخلال التمرين أجريت تدريبات عسكرية مشتركة بين الجهات الأمنية والعسكرية والجهات التنظيمية والإجراءات التأمينية خلال البطولة للتأكد من فعالية آلية التعاون بين جميع الجهات المشاركة، وقياس الجاهزية الأمنية لضمان الوصول إلى تحقيق النجاح الأمني والتنظيمي المطلوب خلال فترة البطولة، وفق السلطات القطرية.

في حين أرسلت وزارة الداخلية الكويتية قوة خاصة وأخرى من إدارة الإطفاء والإنقاذ البحري لتأمين البطولة، فيما بعثت سلطنة عُمان 642 متطوعاً ومتطوعة من كشافتها لتسهيل حضور الجماهير إلى الملاعب ومنحهم تجربة مونديالية سلسة.

أما في العالم الافتراضي فقد عجت منصات التواصل الاجتماعي بالتغريدات والتعليقات التي تساند دولة قطر، وتتضامن معها عبر وسم "#أنا_عربي_وأدعم_قطر"، فشارك مئات الآلاف بالكتابة ومشاركة المقاطع والمواد المرئية المصورة الداعمة للدولة الخليجية، علاوة على الإشادة بالمنشآت الرياضية القطرية التي وصفوها بأنها عالمية وعلى طراز رفيع، بخاصة أن تصميمها مستوحى من الثقافة الخليجية والعربية.

كما فند المغردون العرب من المحيط إلى الخليج كافة المزاعم والادعاءات التي توجه إلى قطر فيما يتعلق بحقوق الإنسان والعمال، مستحضرين الحقبة الاستعمارية لتلك الدول، على غرار بريطانيا وفرنسا، إضافة إلى الدنمارك التي تهاجم بضراوة أول مونديال يقام على أرضٍ عربية وإسلامية.



TRT عربي