سياسيون وخبراء: الرئيس السيسى يتبع سياسة «الصبر الاستراتيجى» لحماية الأمن القومى المصرى

اعتبر عدد من الخبراء والسياسيين أن اللقاء الذى عقد بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره التركى رجب طيب أردوغان حدث مهم، له دلالة كبيرة على بدء تحرك المياه الراكدة بين الدولتين، وهو ما ستنتج عنه تطورات إقليمية كبرى.

وتوقعوا أن يكون ذلك اللقاء بداية لخطوات أخرى، على مسار تطوير العلاقات بين البلدين، لافتين إلى أن الأيام المقبلة ربما تشهد المزيد من المباحثات بين الجانبين.

وقال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن لقاء الرئيس السيسى ونظيره التركى، على هامش افتتاح كأس العالم فى قطر، يعطى العديد من الدلالات المهمة التى سيتم الكشف عنها خلال الفترة المقبلة.

وأشار إلى أن هناك تحريكًا للمياه الراكدة بين القاهرة وأنقرة، ما سيؤدى إلى تطورات مهمة فى الإقليم، وتحقيق مكاسب للطرفين، فى إطار سعى الرئيس التركى أردوغان إلى تحقيق فكرة «صفر مشكلات»، موضحًا: «كما وطد العلاقات مع دول الخليج، يفعل ذلك الآن مع مصر، ولمصر أيضًا حساباتها الكبرى فى هذا التوقيت».

وذكر أن مصافحة ولقاء الرئيسين ستليهما خطوات فى إطار ما تنفذه قطر من وساطة اتضحت عبر ترتيب ذلك اللقاء، مضيفًا أنه يتبقى سؤال مهم وهو «ماذا تريد تركيا من مصر؟»، وهذا السؤال ستظهر إجاباته فى الفترة المقبلة، فى ظل بدء التجاوب التركى مع الرؤية المصرية فى عدد من الملفات، كالملف الليبى عبر إخراج المرتزقة، وعدم دعم الجماعات الإرهابية فى الغرب الليبى.

وقال إنه ما زالت هناك متطلبات للدولة المصرية فى ملف «الإخوان»، والمنصات المعادية التابعة للجماعة، فضلًا عن السياسة التركية فى شرق المتوسط، متابعًا: «مصر لن تتنازل أو تتهاون فى قضية مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة».

من جهته، رأى الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، أن اللقاء دليل على النجاح الكبير للسياسة المصرية، حيث يحقق رؤية الرئيس السيسى فى أن تكون مصر مركزًا للتعاون، كما يؤكد نجاح الرئيس فى إدارة مشهد السياسة الخارجية.

وذكر أن اللقاء دليل على سماحة السياسة الخارجية المصرية، ورؤية الرئيس السيسى فى فتح خطوط للاتصال، حتى تظل مصر فى علاقات ممتازة مع دول الجوار.

وأشار إلى أن اللقاء دليل كذلك على إدراك تركيا الرؤية المصرية وخطوطها الحمراء التى لا يجب تجاوزها، خاصة أن الجانب التركى يرى أن الرئيس السيسى يأخذ الدولة المصرية إلى مناطق مبهرة، حيث من المقرر أن تستضيف القاهرة المفاوضات بين الأمريكيين والروس فى ٢٩ نوفمبر الجارى، حول انتشار السلاح النووى، ما يعكس الثقة التى نالتها مصر لدى الدولتين الكبيرتين.

وذكر الدكتور محمد فايز فرحات، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الجانب التركى اتبع، خلال السنوات الماضية، سياسات مزعزعة للاستقرار فى المنطقة، وهو الأمر الذى تعاملت معه الدولة المصرية بنوع من الصبر الاستراتيجى، مشيرًا إلى أن أنقرة تعمل الآن على مراجعة سياساتها الخارجية.

ولفت إلى أن أنقرة تجرى مراجعات لبناء علاقات طبيعية مع الدول، مشيرًا إلى أن اللقاء سيفتح مجالات للتعاون بين البلدين فى العديد من الملفات، كما سيؤدى لاتخاذ خطوات أخرى وإحداث توافق فى العديد من الملفات العالقة.

وقال ناجى الشهابى، رئيس حزب «الجيل» المنسق العام للائتلاف الوطنى للأحزاب السياسية المصرية، إن لقاء الرئيس السيسى نظيره التركى، خلال حفل افتتاح كأس العالم لكرة القدم بالعاصمة القطرية، خطف الأضواء، نظرًا لأهميته الشديدة فى إنهاء الخلافات بين البلدين ودفع العلاقات بينهما إلى الأمام.

وأوضح «الشهابى» أن مصافحة الرئيسين المصرى والتركى، التى سجلتها العدسات، تاريخية، وسيكون لها أثر كبير فى دعم السلام والأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط عمومًا، وفى ليبيا وسوريا بصفة خاصة.

وأشار إلى أن القمة التى عقدها الزعيمان بعد المصافحة سوف تطوى صفحات الماضى بكل تداعياته الكارثية على المنطقة، وستقضى على أحلام جماعة الإخوان والمنظمات الإرهابية.

وأضاف: «مصر وتركيا بلدان لهما ثقل وتأثير كبير على الساحتين الإقليمية والدولية، وتفاهم القاهرة وأنقرة وإيجاد لغة مشتركة بينهما سيكون له أثر كبير على استقرار الأوضاع فى المنطقة، أمنيًا واقتصاديًا».

وتوقع «الشهابى» انعقاد قمة قريبة فى القاهرة أو فى أنقرة، بعد الإعداد الجيد لها، لمناقشة كل الملفات التى تهم البلدين، بحضور المسئولين عن تلك الملفات من الجانبين، وبما يحقق مصالح الشعبين.

وتابع: «تلك المصافحة أحزنت قيادات الإخوان والإرهاب، وأوضحت أن وجودهم فى أنقرة بات غير مرغوب فيه من جانب النظام التركى، الذى كان يتطلع فى السنوات الأخيرة إلى التقرب من مصر وتحسين العلاقات معها، وغلق الملفات المتوترة بين أنقرة والقاهرة».

وأكد النائب مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، أن لقاء الرئيس السيسى، للمرة الأولى، بالرئيس التركى، فى الدوحة، يثبت أن الأيام تمضى والمؤامرات تتحطم، وأن الجميع بات يدرك أن مصر ستبقى وتظل.

وأضاف: «ستظل مصر دومًا مرفوعة الهامة.. عصية على الانكسار، وسيبقى قائدها البطل عبدالفتاح السيسى قيمة وطنية، تتجسد بمواقفها وحكمتها وصمودها أمام رياح الكذب والادعاء».

وقال اللواء محمد عبدالمنعم، المستشار الثقافى لحزب «المؤتمر»، إن المصافحة بين الرئيس السيسى والرئيس التركى «أردوغان» أكدت أن القيادة السياسية والدبلوماسية المصرية انتصرت على جميع الخصوم والأعداء، بالحنكة والخبرة، وأجبرتهم بخططها وسياستها على الانهزام، والعودة لطلب رجوع العلاقات مع مصر كما كانت.

وأضاف: «العلاقات بين الدول تقوم على المصالح والأهداف والرؤى المشتركة، وقد تتفق المصالح فى أوقات ومناطق بعينها، وقد تختلف فى أخرى، وقطر وتركيا طلبتا المصالحة بعد أن تصدت لهما الدولة المصرية بأجهزتها ودبلوماسيتها، واستطاعت تحطيم جميع المؤامرات».

وأكد أن تلك المصافحة ستمثل انطلاقة وصفحة جديدة نحو علاقات أفضل، كما تمثل صفعة على وجه جماعة الإخوان الإرهابية.

من جانبها، قالت الدكتورة جيهان مديح، رئيس حزب «مصر أكتوبر»، إن المصافحة بين الرئيس ونظيره التركى أكدت نجاح مصر فى إدارة علاقاتها الخارجية، الإقليمية والدولية، برسوخ وثبات، وفق رؤية تقوم على الاحترام المتبادل والجنوح للسلام وإعلاء قواعد القانون الدولى.

وأضافت: «الحكمة التى يتمتع بها الرئيس السيسى جعلته يستعيد مكانة مصر الخارجية، مع النجاح فى الحفاظ على تماسك مؤسسات الدولة داخليًا، الأمر الذى فرض هيبة الدولة وأنفذ إرادتها على الساحة الدولية».

وتابعت: «سياسة مصر الخارجية فى عهد السيسى ارتكزت على الحفاظ على المصالح الوطنية وتحقيق التوازن والتنوع فى علاقتها مع مختلف دول العالم، شرقًا وغربًا، مع فتح آفاق جديدة للتعاون، وفق المبادئ المصرية، الداعية لتعزيز السلام والاستقرار فى المنطقة، مع عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى».

وتوقع معتز الشناوى، المتحدث الرسمى لحزب «العدل»، أن تنجح المصافحة بين الرئيسين المصرى والتركى فى تجاوز حالة الجمود السياسى، التى تسود منذ نحو ١٠ سنوات، بين الدولتين الكبيرتين فى المنطقة.

وقال: «خلال السنوات الماضية رأينا عشرات المؤشرات التى توضح أن مصر تسعى دائمًا لعلاقات مفتوحة مع كل الدول التى تلتزم بالمواثيق والقوانين الدولية، وتحرص على عدم التدخل فى شئون الدول الأخرى، كما أن مصر استمرت فى إدانة الأعمال الإرهابية على الأراضى التركية، كما حدث فى بيان الخارجية المصرية بشأن انفجارات ميدان تقسيم الأخيرة».

وأضاف: «حافظت الدولتان على استمرار العلاقات الاقتصادية بينهما رغم الخلاف السياسى، وهو ما يمكن أن يمثل ركيزة تعيد العلاقات الطبيعية بين البلدين، مع التزام تركيا بعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية، وعدم إيواء عناصر مصرية متورطة فى قضايا إرهاب على أراضيها».

وشدد مدحت بركات، رئيس حزب أبناء مصر، على أن مصافحة «أردوغان» للرئيس السيسى وحرصه على ذلك أمر يؤكد قوة وصلابة الدولة المصرية، وأن من يُعادى مصر عليه أن يعلم أن مصيره العودة فى النهاية للعلاقات معها، فمصر دولة محورية وركيزة استراتيجية مهمة لكل دول العالم.

وألمح إلى أنه كانت هناك محاولات كبيرة من قبل دول مختلفة، خلال المرحلة السابقة، وبناء على رغبة تركية فى وساطة لعودة العلاقات المصرية التركية، وهو أمر يحسب للقيادة السياسية وكل الجهات المعنية فى الدولة المصرية.

وقال إن «الدولة المصرية دولة تتعامل فى علاقاتها وملفاتها الخارجية بشرف فى زمن عز فيه الشرف، ولديها خطط ورؤى وسياسات ثاقبة وناجحة أجبرت دولًا كانت تكن لها العداء على طلب العودة للعلاقات معها، وهو أمر يدعو للفخر والعزة».

وشدد على أن مصر فى مرحلة النفوذ تجنى ثمار قوة القيادة السياسية ورشدها، مختتمًا: «كل العلاقات فى العالم تمر بفترات متفاوتة.. أحيانًا أصدقاء.. وأحيانًا أعداء.. وأحيانًا متفقين.. وأحيانًا مختلفين، فالعلاقات متغيرة وليست ثابتة».

تاريخ الخبر: 2022-11-21 21:20:42
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

وفاة قبطان سفينة «تيتانيك» برنارد هيل - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-07 03:23:35
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 65%

شخص يتقدم بـ 21 ألف شكوى من ضوضاء الطائرات - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-07 03:23:37
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 52%

دعاية النظام الجزائري.. خطاب صبياني واتهامات مضللة

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-07 03:24:50
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 51%

أهدى شقيقته خاتماً في زفافها.. فقتلته أسرة زوجته! - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-07 03:23:36
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 67%

قتل زوجته ففضحه «قوقل»! - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-07 03:23:34
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 51%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية