واشنطن وموسكو تدعوان أنقرة إلى ضبط النفس في سوريا


إعلان

يهدّد إردوغان منذ أيار/مايو بشنّ هجوم جديد على البلد المجاور، لكن تركيا نفذت ضربات جوية بعد أسبوع على اتهامها حزب العمال الكردستاني، الذي يتمركز في شمال العراق، والوحدات الكردية في سوريا بالوقوف خلف تفجير اسطنبول الذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 81 آخرين بجروح. لكن الفصيلين نفيا ذلك.

وقال إردوغان في خطاب متلفز الثلاثاء "حلّقنا فوق الإرهابيين لبضعة أيام بطائراتنا ومدافعنا ومسيّراتنا ... إن شاء الله سنقتلعهم جميعًا قريبًا بالدبابات والمدفعية والجنود".

وأعلنت وزارة الدفاع التركية الأحد اطلاق عملية "المخلب-السيف" الجوية "بهدف وقف الهجمات الإرهابية من شمال العراق وسوريا، وضمان سلامة الحدود، والقضاء على الإرهاب في منبعه".

وأكّدت وزارة الدفاع التركية أنه تمّ "تدمير" 89 هدفًا بما في ذلك ملاجئ وأنفاق ومخازن للذخيرة ومراكز للقيادة ومعسكرات للتدريب، وتم "تحييد العديد من الإرهابيين".

والثلاثاء، استهدفت مسيرة تركية قاعدة مشتركة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن وقوات سوريا الديموقراطية التي قتل اثنان من عناصرها، وفق ما أفاد متحدث باسم تلك القوات والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية، وعلى رأسها المقاتلين الأكراد، فرهاد شامي لوكالة فرانس برس إن المسيرة التركية استهدفت "قاعدة مشتركة لقوات سوريا الديموقراطية والتحالف الدولي لتخطيط وانطلاق العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال محافظة الحسكة (شمال شرق)".

وأسفر القصف بالمسيرة، وفق شامي، عن مقتل عنصرين من قوات مكافحة الإرهاب التابعة لقوات سوريا الديموقراطية، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.

دعوات إلى "وقف التصعيد"

وتابع إردوغان "ردّينا على هذا الهجوم الشرس الذي أودى بحياة ستة أبرياء، بينهم أطفال، بالقضاء على التنظيمات الإرهابية في العراق وشمال سوريا".

وأضاف "نعرف من الذي يسلح ومن يشجع الإرهابيين".

وقال إردوغان الإثنين "لا شكّ في أن هذه العملية لن تقتصر فقط على عملية جوية"، مضيفاً أن المشاورات جارية لاتخاذ قرار حول "صلاحيات (...) قواتنا البرية".

مساء الأحد وصباح الاثنين، استهدفت قذائف صاروخية الأراضي التركية موقعة قتيلَين في بلدة قارقامش الحدودية، من دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها عن القصف.

وتابع إردوغان الاثنين "سبق أن حذّرنا: سنجعل من يزعجوننا على أراضينا يدفعون الثمن".

وأثارت تصريحات الرئيس التركي قلق واشنطن وموسكو، ما دفعهما إلى دعوة أنقرة إلى ضبط النفس.

وهاتان الأخيرتان متورطتان في الحرب في سوريا التي لقي فيها نحو نصف مليون شخص حتفهم منذ العام 2011.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان "ندعو إلى وقف التصعيد في سوريا لحماية المدنيين ودعم الهدف المشترك المتمثل في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية".

وأضاف "نواصل معارضة أي عمل عسكري غير منسق في العراق ينتهك سيادة العراق".

"زعزعة الاستقرار"

تدعم الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب في شمال شرق سوريا في إطار محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، فيما تدعم روسيا مجموعات موالية للنظام في المنطقة نفسها.

حذّر الكرملين تركيا الثلاثاء من "زعزعة الاستقرار" في شمال سوريا. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين "نفهم مخاوف تركيا المرتبطة بأمنها ... لكن في الوقت عينه، ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي مبادرة يمكن أن تؤدي إلى زعزعة خطيرة للوضع العام".

وأضاف "قد يأتي ذلك بنتائج عكسية ويزيد من تعقيد الوضع الأمني".

وأعربت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الإثنين عن "قلقها" إزاء الغارات الجوية التي شنّتها تركيا ليل السبت-الأحد، مناشدة أنقرة "ضبط النفس".

ودعت ألمانيا الاثنين تركيا إلى ردّ "متناسب" يتوافق مع القانون الدولي.

وطالبت تركيا الثلاثاء حلفاءها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، بأن "يوقفوا كل دعم" لوحدات حماية الشعب، وهي الفصيل الكردي الرئيسي في سوريا وتعتبرها أنقرة "إرهابية" فيما تدعمها واشنطن في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار "نؤكد لجميع محاورينا، والولايات المتحدة على وجه الخصوص، أن وحدات حماية الشعب تعادل حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون إرهابيًا، ونطالبهم بقوة بأن يوقفوا كل دعم للإرهابيين".

ودعا القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي موسكو وواشنطن لمنع التصعيد. وقال لفرانس برس "تتركز مساعينا الأساسية حالياً على خفض التصعيد من قبل الطرف التركي، وسنفعل كل ما في وسعنا من أجل تحقيق ذلك من خلال التواصل مع جميع المعنيين في الملف السوري".

ومنذ 2016، شنت أنقرة ثلاث عمليات عسكرية استهدفت أساساً مناطق ينتشر فيها مقاتلون أكراد في سوريا، وسيطرت مع فصائل سورية موالية لها على منطقة حدودية واسعة. ومنذ آخر هجوم لها في 2019، هددت مراراً بشن هجوم جديد، وقد تصاعدت تهديداتها في وقت سابق العام الحالي.

ويرى المحلل المستقل أنتوني سكينر أن "الظروف مجتمعة لشن هجوم قوي بشكل خاص على حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والتشريعية" في تركيا في حزيران/يونيو 2023.

تاريخ الخبر: 2022-11-22 15:16:37
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 91%
الأهمية: 89%

آخر الأخبار حول العالم

وفد من حماس إلى القاهرة لبحث مقترح الهدنة في قطاع غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 12:25:52
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 58%

وفد من حماس إلى القاهرة لبحث مقترح الهدنة في قطاع غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 12:25:45
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية