عن دار المعارف للنشر والتوزيع صدر حديثًا كتاب " قراءة في أدب يعقوب الشاروني.. في ضوء عناصر ثقافة الأطفال" للمؤلفة غالية الزامل.

الكتاب الذي صدر في 238 صفحة، من القطع الكبير وعبر ثلاثة فصول هي: (لمحة من حياة يعقوب الشاروني، عناصر ثقافة الأطفال، قراءة في أدب يعقوب الشاروني.. في ضوء عناصر ثقافة الطفل)، يكرّس للعديد من الرؤى حول حياة وكتابات رائد أدب الطفل في العالم العربي، وهو بحسب المؤلفة نموذج فريد في الفكر والأدب والثقافة، وعى مبكرا بأهمية تنشئة الطفل فوهب نفسه لهذا المضمار، وعمل على نوار الزهور ليتفتح بطرق معرفية فكانت حكاياته رحيق المحاياة لقلوب أطفال صغار نشأوا على يديه وشقوا طريقهم في دروب الحياة.

وأوضحت المؤلفة أن كتابة يعقوب الشاروني لم تكن كتابة من أجل الكتابة فقط وإنما كانت ترسيخ لمفاهيم وأخلاقيات ودرس مبادئ ورؤى من شأنها أن تقوم بتوجيه الطفل/ القارئ لما هو أفضل ليس له فقط وإنما للمجتمع، فالقصص نهاياتها تحض على مكارم الأخلاق والتربية الحسنة، وهو في هذا مدرسة حقيقية قوامها التشويق وحب المعرفة، واختار الشاروني نماذج محببة يحكي على لسانها قصصه، مثل حيوانات الغابة والاميرات والاقزام وغيرها من النماذج التي يحبها الاطفال وتترسخ في وجدانهم.

كثرة هذه الحكايات جعلت من الشاروني كبيرا يحكي بلسانه ولا يكتب بقلمه، وكأنه يجمع الأطفال من حوله ليدس فيهم تعاليمه وعاداته وأخلاقياته فيصدقها الطفل ويتفاعل معها كثيرًا.

لم يكن الشاروني خاطئًا حين ترك منصبه في القضاء ليتفرغ للأطفال، وبالرغم من أن كلاهما يتطلب قلبًا كبيرًا وروؤية عميقة فإن الشاروني قرر صب قليه في كتبه وبدلا من أن يقوم بفض المنازعات راح يمنعها عن الصغار والنشء، ويوجههم كي تكون حياتهم هادئة لا تقلبات فيها، ويعلمهم القوانين التي يتبعونها ليس بالكلام وإنما بالحكايات والفعل.

قامت المؤلفة غالية الزامل، بوضع نماذج من قصص الشاروني التي صدرت عن المكتبة الخضراء، مثل قصة تائه في القناة، مغامرة زهرة مع الشجرة، سلطان ليوم واحد، وعفاريت نصف الليل"، وتشعبت الزامل في شرح مفهوم الثقافة بشكل مطلق والواقع العربي والتكنولوجيا وتأثير كل ذلك على وعي الطفل وثقافته، وأوضحت أن مسؤولية تثقيف الطفل تقع على عاتق الكل من وسائل إعلام وبيئة حاضنة وغيرها من الأمور التي تعود على الطفل بإدراك كبير.

الكتاب يعد دراسة شاملة اتخذت من يعقوب الشاروني نموذجًا للتطبيق وفيه شرحت الزامل كل ما يعيق الطفل عن الوصول لمستوى ثقافي معين مع إدراك كافة التغيرات والتطورات التي تحدث في البنية العقلية للأطفال وكيف يمكن استحداث وسائل جديدة مستفيدة من التغيرات التكنولوجية والمستحدثات المعرفية لتصب كلها في إناء المعرفة والتوعية للطفل.