تصاعدت الشكوك حول الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد بلوغه الثمانين من العمر، يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني، ما يجعله الرئيس الوحيد الذي يقود الولايات المتحدة في الثمانينيات من العمر، ما يثير المزيد من التساؤلات بشأن السقف العمري المناسب لرئيس الولايات المتحدة.

كان بايدن، السناتور ثم نائب الرئيس السابق، الأكبر عمراً كرئيس للولايات المتحدة عندما تولى منصبه في 20 يناير/كانون الثاني 2020، حيث كان يبلغ من العمر 78 عاماً، بينما ترك صاحب الرقم القياسي السابق، الجمهوري رونالد ريغان، منصبه كرئيس للبلاد بعد فترتين (1981-1989) عن عمر ناهز 77 عاماً.

وفي حال فوز بايدن، في انتخابات 2024، فسيكون عمره 82 عاماً عند بداية ولايته الثانية، و86 عاماً عند نهايتها.

ويشير استطلاع رأي أجرته جامعة كوينيبياك، في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أن 51 في المئة فقط من الديمقراطيين يؤيدون ترشح بايدن لولاية رئاسية ثانية.

وتتوافق هذه النتائج مع مسح ميداني أجرته الجامعة نفسها في أغسطس/آب الماضي، حيث أظهرت النتائج عدم وجود اختلافات حقيقية في المواقف بعد قيادة بايدن الديمقراطيين للدفاع بنجاح عن الأغلبية في مجلس الشيوخ، ومنع انتصار ساحق للجمهوريين في مجلس النواب.

من جانبه، أكد البيت الأبيض، أن الرئيس بايدن، يعتزم الترشح للمنصب مرة أخرى، لكن الأخير لم يصرح رسمياً أنه سيفعل ذلك.

وألمح بايدن، في مؤتمر صحفي بعد انتخابات التجديد النصفي، إلى أنه سيصدر إعلاناً رسمياً بشأن ترشحه من عدمه في وقت مبكر من العام المقبل.

حان الوقت لمرشح أصغر

روبرت (91 عاماً)، أحد الديموقراطيين المقيمين في العاصمة واشنطن، على بعد مبنى واحد فقط من البيت الأبيض، والذي رفض الإفصاح عن اسم عائلته، يرى أنه على الرغم من قيام بايدن بـ"عمل رائع" في أول عامين بمنصبه، إلا أنه يعتقد أن الوقت حان لمرشح أصغر سناً.

لم تكن المخاوف بشأن سن بايدن، وليدة اللحظة، فقد كانت وقوداً منتظماً لهجوم الجمهوريين على الرئيس، بما فيهم دونالد ترمب، الرئيس السابق، الذي استخدم الصحة العقلية والبدنية لبايدن كعصا سياسية في حملته الانتخابية عام 2020.

وبعد فوز بايدن، في انتخابات 2020، سارع الجمهوريون إلى زيادة حجم هجماتهم السياسية على الرئيس، ونشروا مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهره وكأنه مرتبك، أو يتعثر في خطاه، أو يتلعثم في كلامه.

لا يفسد الصفقة

ومع بدء موسم الحملة الرئاسية الأمريكية بالفعل، عقب إعلان ترمب ترشحه رسمياً الأسبوع الماضي لانتخابات 2024، يتعين على الديمقراطيين الآن مواجهة مسألة ما إذا كان الحفاظ على الاستمرارية التي توفرها الولاية الثانية المحتملة لبايدن يستحق كل هذا العناء، أم أنه يتوجب عليهم السعي نحو التغيير.

وفي حديثه للأناضول، قال مارك ستانلي (54 عاماً) والمقيم في مدينة أتلانتا، بولاية جورجيا، إنه لا ينظر إلى سن بايدن، على أنه عامل "يفسد الصفقة"، إلا أنه يعتقد أن الديمقراطيين "سيستفيدون على الأرجح من مجموعة جديدة من المرشحين الأصغر سناً".

TRT عربي - وكالات