حققت الكاميرون عودة قوية من ٣-١ إلى ٣-٣ ضد صربيا، دخل الكابتن فنسنت أبو بكر المباراة في الدقيقة ٥٥، ليقلب المباراة رأساً على عقب، لم يكن لاعب نادي بورتو السابق قد سجل من قبل أي هدف في كأس العالم .

قدمت الكاميرون أمس أداءً مذهلاً أمام صربيا، وذلك في واحدة من أروع مباريات كأس العالم فيفا قطر ٢٠٢٢، وإذا كان هذا يرجع بشكل خاص إلى القوة الجماعية الهائلة للمنتخب الصرب، فإنه من المستحيل عدم التوقف عند الدور الكبير الذي لعبه فنسنت أبو بكر في العودة غير المتوقعة للكاميرون عندما بدا أن الفوز بات من نصيب الفريق الأوروبي.

ففي الدقيقة ٥٥، وبعدما سجل ألكسندر ميتروفيتش هدف التقدم لصربيا، قرر ريجوبيرت سونج إقحام لاعب إف سي لوريان السابق في المعركة.

وكان القرار صائباً، فبعد ثماني دقائق فقط، فقد أهدى الوافد الجديد ملعب الجنوب لمسة سحرية من على مشارف منطقة الجزاء، وبعد لحظات قليلة، أرسل الأسد غير المروض تمريرة دقيقة لزميله إريك ماكسيم تشوبو-موتينج الذي سجل هدف التعادل (٣-٣) في مباراة مثيرة.

صحيح أن الكاميرونيين لم ينجحوا في حصد النقاط الثلاث، لكنهم كانوا سعداء بالنتيجة المحققة وممتنين لقائدهم أبو بكر.

وأكد زميله جايل أوندوا، لاعب هانوفر الألماني، قائلاً: “إنه كابتننا، إنه قائدنا، ولا يهم ما إذا كان على مقاعد البدلاء أو على أرض الملعب، فهو دائمًا ما يبلي البلاء الحسن، ويعطي دائماً القدوة للمجموعة”.

لم يكن أبو بكر في أفضل أحواله البدنية منذ بداية كأس العالم، ولم يعد لاعباً أساسياً محتملاً، بل وواجه الكثير من الانتقادات الإعلامية بشأن لياقته البدنية.

وبعد أن لعب ١٦ دقيقة فقط ضد سويسرا، تم إقحام لاعب فالنسيان السابق إلى الملعب من قبل مدربه لتغيير مجرى التاريخ في الوكرة.

وعلّق المدرب الكاميروني عن الأمر قائلاً: “وضعه إلى جانب تشوبو موتينج في هذه المرحلة من المباراة كان القرار الصائب الذي يجب اتخاذه”.

لم يسجل فنسنت أبو بكر قط في خمس مباريات في كأس العالم، وهو الذي شارك حتى الآن في جنوب أفريقيا ٢٠١٠ والبرازيل ٢٠١٤.

وقال عقب المباراة: “عندما استدعاني المدرب، أدركت أنه يتعين عليّ اللعب في العمق”، مضيفاً “شاهدت مباراة المغرب بالأمس، لقد لعبوا بشراسة.

وقلت لزملائي: يجب أن نلعب بحيوية وإرادة حديدية. فهذا هو طريقنا لتحقيق النصر. واليوم، أظهرنا العزيمة والرغبة الجامحة، وانتزعنا التعادل. يجب أن نستمر على هذا المنوال وهذه الحالة الذهنية”.

قال جايل أوندا عن الأداء المذهل لأبو بكر: “أتدرب معه كل يوم، يقوم بأشياء خيالية”، مضيفاً “إنه لاعب من الطراز العالمي، لقد أثبت مرة أخرى اليوم أنه قائد هذا المنتخب”.

وأضاف الحارس ديفيز إيباسي: “إنه لاعب رائع وموهوب، ويعرف كيف يسجل الأهداف ويعطي التمريرات كما فعل اليوم مع تشوبو”.

بفضل أبو بكر، صنعت الكاميرون التاريخ بأفضل طريقة اليوم الإثنين، وبدون تألق قائدها، لكانت الأسود غير المروضة قد عادلت الرقم القياسي المحزن الذي سيبقى في حوزة المكسيك ، عدد الهزائم المتتالية في كأس العالم (تسع هزائم).

كما نجح جيل أبو بكر في تسجيل ٣ أهداف في مباراة واحدة في كأس العالم، وهو ما لم يحققه جيل روجيه ميلا أو صامويل إيتو.

المواجهة المقبلة للأفارقة ستكون ضد البرازيل يوم الجمعة، أبو بكر، الأسد الكاميروني، بات خارج القفص، وسيكون من الصعب للغاية ترويضه.