قبل برد الشتاء القارس، ومع تصاعد حدّة أزمة الطاقة في دول أوروبا، بجانب أوكرانيا التي تتعرض لقصف روسي ممنهج يستهدف منشآت الطاقة في جميع أنحاء البلاد، أعلنت شركة "كارباورشيب" (Karpowership) التركية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أنها تتباحث مع 4 دول أوروبية لإرسال سفن ومحطات عائمة لتوليد الكهرباء بسعة 2 جيجاوات.

وفقاً لوكالة الأناضول، من المتوقع أن ترسل شركة "كارباورشيب"، التي تنتج الكهرباء من محطات الطاقة العائمة في أجزاء مختلفة من العالم، بخاصة إفريقيا وكوبا والبرازيل ولبنان، سفن طاقة إلى أوروبا لأول مرة إذا انتهت المفاوضات إيجابياً.

وحسب المعلومات التي شاركتها مع مراسل الأناضول، تمتلك الشركة 8 سفن طاقة بسعة 2 غيغاوات، يمكن للشركة أن تزوّد بها الدول الأوروبية بسرعة، إذ يمكن توصيل سفن الطاقة العائمة، القادرة على توليد الكهرباء من الغاز الطبيعي المسال أو الوقود السائل، بشبكة الكهرباء في البلاد في نحو 30 يوماً فقط.

أسطول سفن توليد الكهرباء التركي

وعلى مدى السنوات الـ25 الماضية، ومن خلال استثماراتها في الأسواق المحلية والدولية، تمتلك شركة "كارباورشيب" وتدير قدرة إجمالية تزيد على 6 غيغاوات من سفن الطاقة العائمة مع 33 سفينة طُوّرَت وأُنتجَت منذ عام 2010، وتخدم الآن في 15 منطقة حول العالم.

وبينما تستثمر الشركة أكثر من 5 مليارات دولار في هذا المجال، حددت "كارادينيز" القابضة (Karadeniz Holding)، وهي الشركة المالكة لشركة "كارباورشيب"، هدفها المتمثل في زيادة الأسطول المتكون من سفن الطاقة، إلى أكثر من خمسين سفينة بطاقة توليد كهرباء تزيد على 7500 ميغاوات.

فيما تُعتبر سفية "كرادينيز باورشيب أورهان علي خان" التي اكتمل بناؤها في 18 شهراً، إحدى أكبر سفن توليد الكهرباء في العالم بطول 300 متراً وعرض 50 متراً، وبفضل مداخنها الـ21 يمكن للسفينة توليد 500 ميغاوات من الكهرباء.

الحل الأسرع والأقلّ تكلفة

من المتوقع أن تلبي السفن التي تطلبها الدول الأوروبية من "كارباورشيب" لزيادة إمداداتها من الطاقة قبل فترة الشتاء القادمة، احتياجات 5 ملايين أسرة، بالإضافة إلى دعم أنظمة التدفئة المركزية في المناطق الذي ستغطيها.

من جهتها، صرّحت رئيسة مجموعة "كارباورشيب" التجارية زينب هاريزي بأن آثار أزمة الطاقة تستمرّ مع اقتراب فصل الشتاء في أوروبا، في حين تقدّم شركتها حلّاً سريعاً مرناً فعَّالاً من حيث التكلفة وقيود العرض والطلب.

وفي سبتمبر/أيلول 2019 غادرت السفينة الكهربائية العائمة "Ayşegül Sultan" التي تبلغ سعتها 235 ميغاوات التابعة لشركة "كارباورشيب"، من حوض بناء السفن في إسطنبول، لتلبية 15% من إجمالي احتياجات الكهرباء في السنغال.

وعلى هامش حفل إبحار السفينة إلى السنغال، قالت هاريزي إن شركتها تهدف إلى توفير الكهرباء بأسعار معقولة إلى البلدان التي تحتاج إلى الكهرباء، بطريقة سريعة وموثوقة، مشيرةً إلى أن "كارباورشيب" كلّفت أول سفينة عائمة للطاقة في العراق في عام 2007، "تلا العراقَ لبنان وغانا وإندونيسيا وموزمبيق وزامبيا وغامبيا وسيراليون والسودان وكوبا وغينيا بيساو والسنغال. نوفر احتياجات 34 مليون شخص من الكهرباء".

ريادة عالمية

تعتبر "كارباورشيب"، التي تمتلك أسطول سفن الطاقة الوحيد في العالم، شركة رائدة في هذا القطاع بمجال حلول الطاقة على المدى القصير والمتوسط ​​والطويل. هدفها ليس فقط أن تكون منتجاً للكهرباء، بل أيضاً أن تكون شريك الحلّ لجميع عملائها في قطاع الطاقة.

وبدءاً من التصميم، وانتهاءً بتوصيل الكهرباء، تنفّذ "كارباورشيب" بالكامل جميع الأنشطة الداخلية، بما في ذلك البناء وإعداد الموقع وإمدادات الوقود. بأكثر من 2600 موظف، تعمل الشركة التركية في أربع قارات حول العالم.

وبصرف النظر عن الشركة التركية، يوجد حالياً 50-60 محطة طاقة عائمة مختلفة في أجزاء مختلفة من العالم. ومع ذلك، في السنوات العشرين الماضية، قدّمت "كارباورشيب" 36 سفينة عائمة مكنتها من الوصول إلى مرتبة الريادة العالمية.

وفي إشارة إلى أنهم يخطّطون لتحويل الأسطول الحالي بأكمله من الوقود السائل إلى الغاز الطبيعي، مع الأخذ في الاعتبار الأثر البيئي لتوليد الكهرباء، قالت هاريزي: "تعمل أكبر سفن الطاقة العائمة في العالم بسعة 480 ميغاوات في إندونيسيا وغانا. في مشروعنا في إندونيسيا، اكتمل التحويل إلى الغاز". وذكرت أنهم عقدوا شراكة مع شركة MOL اليابانية، أكبر مشغّل محطة تخزين الغاز الطبيعي المسال العائم وإعادة تحويل الغاز إلى حالته الغازية في آسيا، لتحقيق هذه المساعي.

TRT عربي