حكايات كأس العالم بعيون رُواتها 


تقديرًا للدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في جعل كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في العالم، شهدت الدوحة قيام الفيفا بتكريم الالتزام طويل المدى للصحفيين الذين غطّوا ثماني نسخ أو أكثر من كأس العالم، إذ أقيم حفل خاص بالتعاون مع “الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية” لما يقرب من 80 صحفياً ومصوّراً حققوا هذا الإنجاز؛ تقديراً لما أظهروه من إخلاص ومعرفة لمهنتهم وكرة القدم، ونقل المشاعر التي تحفل بها البطولة إلى الجماهير في جميع أنحاء العالم. 

وفي ظل إقامة نهائيات كأس العالم فيفا قطر 2022
 في مدينة واحدة في الدوحة، سنحت فرصة فريدة للجمع بين وسائل الإعلام وأتاحت لجميع الصحفيين الحضور واستلام جائزتهم التي كانت عبارة عن نسخة مصغرة من كأس العالم الفيفا الذهبية والتي سلّمها لهم الظاهرة البرازيلي رونالدو الفائز بكأس العالم مرتين. 

وعن هذا التكريم، قال الصحفي البرازيلي المخضرم جالفاو بوينو: “[هذا التكريم] وكأنه مداعبة لروحنا”.

ما من شكّ بأن تغطية البطولة من قلب الحدث هي تجربة لا يجاريها شيء على الإطلاق، وقد كان من بين الحضور في هذه الاحتفالية حكايات وقصص من نسخ العرس الكروي العالمي تكفي لكتابة مجلدات بأكملها. 

الغالبية الساحقة من الجماهير تحلم بمجرّد الالتقاء بالأسطورة بيليه، إلا أن بوينو وجد نفسه يعانق هذا النجم الاستثنائي عندما فازت البرازيل بكأس العالم عام 1994.

وقال الصحفي الذي حقق إنجازاً لا يصدّق بتغطية 13 نسخة من البطولة منذ عام 1974: “نسخة كأس العالم سنة 1994 هي الأقرب لقلبي. مضت 24 سنة منذ أن فازت البرازيل باللقب وكنت أعمل إلى جانب بيليه وأرنالدو سيزار كويلو الذي كان حَكَماً في نهائي كأس العالم 1982، والذي اشتغلتُ معه طيلة 30 سنة. في لحظة البهجة تلك [عند سماع صافرة نهاية المباراة]، توجّهت عدسات البث وكاميرات المصورين من كل أنحاء العالم صوب بيليه وهو يحتفل، كنا نعانق بعضنا، وأصبحت تلك الصورة مشهورة حول العالم”.

وبوينو هو أفضل من يمكن أن يُجيب على السؤال الأكثر إثارة للجدل: من هو الفريق البرازيلي الأفضل؟ ولربما ستشكل إجابته مفاجأة للكثيرين: “أفضل تشكيلة برازيلية عرفتها هي تلك التي لعبت نسخة 1961. لم أكن قد بدأتُ العمل لكرة القدم عندها – بدأ مشواري مع اللعبة عام 1974 – لكنه كان أفضل فريق رأيته يلعب. تشكيلة أخرى قدمت أداءً رائعاً هي تشكيلة عام 1982 التي لم تفز باللقب، ولكن هذا ما يقوله التاريخ”.

“صحفي آخر تألق في عالم الصحافة بفضل كأس العالم الفيفا هو البوليفي خوسيه أنتونيو فيرناندو نورنبرغ الذي غطى 11 نسخة من البطولة: “تستحضرني دائماً نسخة 1986 من البطولة لأني قمتُ بتغطية كل مباريات المنتخب الأرجنتيني. أجريتُ ثماني مقابلات حصرية مع دييغو أرماندو مارادونا رغم وجود الكثير من الصحفيين، ولا سيما في المراحل الأخيرة من البطولة، عندما كان المنتخب الأرجنتين أبرز مرشّح لنيل اللقب”.

وأردف قائلاً: “في أول مباراتين عند بداية البطولة لم تأتِ الجماهير، ولم يحضر الصحفيون، إذ اتجه المنتخب الأرجنتيني للبطولة دون دعم جماهيره. باستثناء الصحفيين الأرجنتينيين، كان هناك بضعة صحفيين فقط تحدثوا مع اللاعبين في مقر المنتخب الأرجنتيني في مركز تدريب نادي كلوب أمريكا. ولحسن حظي، رفعتْ إحدى المقابلات التي أجريتها [معه] من مسيرتي في الصحافة الرياضية إلى أعلى المستويات، وجرى ذلك قبل يومين من المباراة النهائية. أعطيتُ [مارادونا] شارة ذهبية من مسقط رأسي في مدينة سانتا كروز دي لا سيرا، كانت بمثابة تقدمة له نظراً لكونه أصبح ملك كرة القدم. لم تكن تلك مقابلة، بل مبادرة تكريم مني ومن المجتمع الذي أمثله. مسّه ذلك شخصياً، ولقطات ذلك اليوم حصدت حوالي ثلاثة ملايين مشاهدة على فيسبوك بعد وفاته”.  

أما الصحفي الأمريكي غرانت وال فقد واكبت مسيرته المهنية تطور وتوسع شعبية اللعبة في بلاده، وبعد أن انطلق مشواره مع تغطية اللعبة عندما استضافت بلاده البطولة عام 1994، ومسك ختام مسيرته سيكون استضافة البلاد للحدث مرة ثانية في النسخة المقبلة عام 2026 مع كندا والمكسيك.

وقال عن ذلك: “أقوم بهذا العمل منذ مدة طويلة، كانت كافية لتجعلني أرى الآن كيف تغيّر حال كرة القدم في الولايات المتحدة. إذ أصبحت رياضة شعبية جداً، ولم يكن الحال كذلك عندما بدأتُ مسيرتي. ولذلك، فقد كان لاستضافة الولايات المتحدة لكأس العالم سنة 1994 تأثير هائل على تطورها [في البلاد]، إذ انطلق الدوري عام 1996، ولدينا الآن دوري لكرة قدم السيدات، بالإضافة إلى تنظيم كأس العالم للسيدات سنة 1999. وقد كان لبطولات الفيفا إرث مذهل في جعل كرة القدم أكثر شعبية”.

وختم حديثه قائلاً: “أرى إلى أين وصلنا الآن، صناعة كرة القدم أصبحت كبيرة في الولايات المتحدة، وكذلك الرياضة نفسها. لدينا فرق جيدة، وهذا ما يجعلني أشعر بسعادة غامرة، وإثارة كبيرة عند النظر إلى المكانة التي ستحتلها اللعبة في الولايات المتحدة خلال العقود المقبلة”.

تاريخ الخبر: 2022-12-01 12:22:38
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

''ديما'' أغنية راب بلمسة كناوية للفنان المغربي Yassin B - Culturedumaroc

المصدر: Culturedumaroc - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-12 03:24:47
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 50%

ماذا يقع بالمعرض الدولي للكتاب؟.. منع المئات من الدخول!

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-12 03:25:43
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 61%

Réaction Conseil Canada: مطلوب عمال بكندا 2024-2025

المصدر: الوظيفة مروك - المغرب التصنيف: وظائف وأعمال
تاريخ الخبر: 2024-05-12 03:24:22
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 90%

ماذا يقع بالمعرض الدولي للكتاب؟.. منع المئات من الدخول!

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-12 03:25:35
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 69%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية