تجربة فريدة يتمتع بها المشجعين من ذوي الاحتياجات الخاصة ، تم توجيه الدعوة لبعض مستخدمي الكراسي المتحركة للتواجد على أرض الملعب قرب أبطالهم ، تأتي المبادرة في إطار التزام الفيفا واللجنة العليا وقطر ٢٠٢٢، على توفير خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة، تم توفير تذاكر من خمس فئات للجماهير من ذوي الاحتياجات الخاصة ولكافة مباريات البطولة.

“نهدف إلى توفير خدمات بنية تحتية ملائمة للجميع، ويسهل الوصول إليها من كافة المشجعين، بما فيهم الجمهور من ذوي الإعاقة ومحدودي القدرة على الحركة”، تلك هي الكلمات التي أدلى بها رئيس الفيفا جياني إنفانتينو الشهر الماضي خلال فعالية خاصة تركز على خدمات الوصول لذوي الإعاقة في كأس العالم فيفا قطر 2022.

تُشير التقديرات إلى أن حوالي 15% من سكان العالم أو مليار شخص، لديهم أحد أشكال الإعاقة وأن للكثيرين غيرهم احتياجات خاصة ، وضمان أن تكون البطولة متاحة أمام ذوي الإعاقة ومحدودي القدرة على الحرجة، هو جانب جوهري لضمان وصول البطولة للجميع.

وتطبيقاً للمثل القائل “الأفعال أقوى من الأقوال”، أطلق الفيفا فرصة لا تتكرر في قطر 2022 لتوفير الجماهير من ذوي الإعاقة تجربة حصرية خلال المراسم التي تسبق المباريات الـ 64.

إذ سيتم دعوة اثنين من مستخدمي الكراسي المتحركة من حملة تذاكر ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يتم اختيارهم بشكل عشوائي، للتواجد في نفق اللاعبين وكذلك على جانب الملعب لمشاهدة نجوم اللعبة عن قرب.

وبدءاً من المباراة الأخيرة في مرحلة المجموعات، أصبحت مشاركتهم أكثر تفاعلية وقرباً من الحدث، إذ سيتواجدون في المراسم أمام حُكام المباراة.

التأثير الاجتماعي وهى فعالية خاصة تلقي الضوء على الإتاحة والوصول الميسّر للمشجعين من ذوي الاحتياجات الخاصة خلال كأس العالم الفيفا .

وقبيل انطلاق المباراة الحماسية في المجموعة الخامسة بين اليابان وإسبانيا بتاريخ 1 ديسمبر على استاد خليفة الدولي، كان كل من خوسيه راموس كاستيو من برشلونة وموشيدا هاروكي من طوكيو على مقربة من أبطالهم، وبعد عزف النشيدين الوطنيين، كانت فرحة الاثنين لا تقدّر بثمن في نفق اللاعبين وابتسامة عريضة تعلو وجههما.

وقال عن ذلك المشجع الإسباني: “هذه لحظة خاصة جداً. أنا سعيدٌ جداً”، وهذا ما عبّر عنه هاروكي أيضاً، الذي كان يرتدي القميص رقم 11 للاعبه المفضل تاكيفوسا كوبو. وقد حرصت استراتيجية ذوي الاحتياجات الخاصة التي وضعها الفيفا لكافة الاستادات ومراكز التدريب الجديدة في كأس العالم فيفا قطر 2022، أن تكون جميعها متاحة للوصول لذوي الإعاقة ومحدودي القدرة على الحركة، وذلك تماشياً مع متطلبات فيفا في هذا المجال ومتطلبات التصميم التي وضعها اللجنة العليا للمشاريع والإرث.

وقد تم إجراء عمليات تدقيق وتفتيش منتظمة لتقييم مدى الالتزام بمجموعة من معايير الشمولية هذه والخاصة بالبنية التحتية للاستادات، والتي تشمل تسهيل الوصول إلى المسارات وخيارات جلوس لذوي الإعاقة ومواقع أماكن الجلوس وعددها، ودورات المياه وأماكن ركن السيارات، بالإضافة إلى مسارات دخول ذات أولوية، وأكشاك الطعام والشراب، وإتاحة الأولوية للوصول إلى المصاعد واللافتات ذات الصلة.

بالإضافة إلى ذلك، قام الفيفا بتخصيص تذاكر متاحة حصراً للجماهير من ذوي الإعاقة أو محدودي القدرة على الحركة في قطر وحول العالم، وذلك لتسهيل حضورهم إلى البطولة.

وكانت تذاكر ذوي الاحتياجات الخاصة هذه متاحة لكافة الاستادات ولكافة المباريات عبر منصة التذاكر الرسمية، وتشمل خمس فئات للأسعار، وذلك للمرة الأولى، في أي حدث رياضي من هذا النوع.

وهذه الفئات هي، تذكرة مستخدِم كرسي متحرك، وتذكرة سهولة وصول عادية، وتذكرة سهولة وصول بسعة أكبر، وتذكرة سهولة وصول مع عرض إضافي، وغرفة حسية في استاد البيت ولوسيل والمدينة التعليمية، كما يتم منح تذكرة إضافية مجانية لمرافِق في كافة الفئات، باستثناء حملة تذكرة سهولة وصول بسعة أكبر.

ويقوم خبراء في مركز الوصول لكرة القدم في أوروبا (CAFE) أو فريق تم تدريبه في المركز بالتدقيق بكافة طلبات ووثائق تذاكر ذوي الاحتياجات الخاصة للتأكد من أهليتهم، كما يتم إطلاق حملات دعائية قبل كل بطولة لنشر الوعي بخصوص توافر هذه الفئات من التذاكر للجماهير.

أن البطولات التجريبية مثل كأس العالم للأندية فيفا عامي 2019 و2020، وكأس العرب فيفا ٢٠٢١، شكّلت فرصة لتوفير تدريب للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، أشرف عليه الفيفا وقطر 2022.

يغطي حوالي 6500 متطوع فئات الخدمات والأمن والاستدامة والصحة والسلامة والذين تم تدريبيهم على التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة.

خلال كأس العرب الفيفا ٢٠٢١، تم توفير كراسي متحركة وحافلات صغيرة للنقل عبر برنامج تيسير الوصول، وقد قام 15 إلى 20 متطوعاً بتوفير خدمات النقل هذه في كل مباراة، كما حصل أكثر من 3500 موظف أمن خاص على تدريب للتوعية بالتعامل مع ذوي الإعاقة لمساعدتهم على تحديد وتقديم العون للجماهير محدودي القدرة على الحركة.

ساعدت الدروس المستقاة والآراء من البطولات التجريبية على إدخال تحسينات أكبر على التدريب والخدمات المقدمة لذوي الإعاقة في الفترة التي مهدت لانطلاق كأس العالم ٢٠٢٢.

وقّعت قطر عام 2008 على اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتطبّق مشاريع مختلفة لتعزيز المساواة ورفع مستوى الخدمات المقدمة للأفراد من ذوي الإعاقة.

وبموجب استراتيجية التنمية الوطنية 2018-2022، تسعى قطر لتعزيز مستوى الصحة ورفاه الأشخاص من ذوي الإعاقة في البلاد من خلال توفير الخدمات الصحية المناسبة وبرامج خاصة وخدمات اجتماعية لتحقيق مستوى حياة يتمتع بالجودة .