توقيت فرض الاتحاد الأوروبي سقف سعري على النفط الروسي المنقول بحرا جاء للضغط على قرار "اوبك بلس"، وللضغط الهبوطي على أسعار النفط حيث يترنح سعر برميل خام غرب تكساس عند حاجز الـ 80 دولار بينما سعر برميل الديزل في الولايات المتحدة الأميركية حالياً يعادل 215 دولار وفي أوروبا 235 دولار.
إشارات السوق المتضاربة تُشير إلى تحول محتمل إلى انخفاض الطلب على النفط وزيادة المعروض في الأشهر المقبلة بعد التغيرات الواضحة في المنحنيات الأمامية لهيكلية الأسواق الآجلة contango، حيث يكون السعر الفوري أقل من السعر المستقبلي، مما يشير إلى ضعف الطلب على النفط.
بعد أن كانت الأسعار تتحرك في نطاق ضيق خلال نحو ثلاث أشهر جاء هبوط الأسعار في الأسابيع الماضية مواتياً لتهيئة أرضية مناسبة للمضاربين للمراهنة على اي زخم صعودي للأسعار حتى لو كان قصير الأجل.
يتوقع المضاربون في الأسواق الآجلة حدوث اضطرابات في الإمدادات في الأسابيع المقبلة مع دخول فرض الاتحاد الأوروبي لسقف سعري على النفط الروسي مما سيدفع الأسعار للأعلى، ولكن ذلك احتمال ضعيف لأن غالبية النفط الروسي المنقول بحرا يذهب إلى مصافي التكرير الآسيوية التي لن تفرض أي سقف سعري للنفط الروسي وذلك ليس لأنه يباع بتخفيضات كبيرة لهم ولكن لأنه مبني على اتفاقيات بيع وشراء وليس على فرض وإجحفاف.
فرض الاتحاد الأوروبي سقف سعري على النفط الروسي يأتي في وقت قفزت فيه أسعار الطاقة الأوروبية بعد انخفاض توليد طاقة الرياح في معظم أنحاء شمال أوروبا وانخفاض إمدادات الطاقة النووية من فرنسا في وقت يجتاح الطقس البارد القارة العجوز، مما أدى إلى زيادة الطلب على الغاز والكهرباء. وبذلك فإن فرض سقف سعري على النفط الروسي لن يخلق أي ضغط معنوي على الأسعار ولكن يدخل ضمن قائمة القرارات الأوروبية الأكثر "أضحوكة".
معطيات السوق الهبوطية قد تُحتّم على "أوبك بلس" في اجتماع اليوم تعميق خفض الإنتاج، في هذه الحالة لن يكون القرار بالإجماع "ردّة فعل" لفرض الاتحاد الأوروبي سقف سعري على النفط الروسي المنقول بحرا عند 60 دولار ولكن لمتطلبات السوق والركود الاقتصادي.
*خاص
