نظمت مؤسسة «حياة كريمة» عددًا من الحوارات المجتمعية فى مختلف محافظات الجمهورية، للوقوف على المشكلات والأزمات التى يعانى منها المواطنون، خاصة القرى الفقيرة والنائية والأكثر احتياجًا، لضمها ضمن الخطط الخاصة بتطوير القرى للعام المقبل.

وتستعرض المؤسسة فى الحوار المجتمعى أهداف المبادرة الرئاسية، وإحصائياتها وإنجازاتها، فى محافظات المرحلة الأولى، والخطط المقرر تنفيذها فى قرى المرحلة الثانية.

«الدستور» تحاور فى السطور التالية عددًا من أهالى القرى، التى نفذت فيها مؤسسة «حياة كريمة» مبادرة الحوارات المجتمعية، للوقوف على ثمار الحوار مع الأهالى، وتأثيره عليهم.

عتمان عبداللطيف: أتاحت لى مناقشة المسئولين لأول مرة

قال عتمان عبداللطيف، البالغ ٧٠ عامًا، من قرية «أبنود» بمحافظة قنا، إنه حضر الحوار المجتمعى الذى نظمته مؤسسة «حياة كريمة»، وجعله يشعر لأول مرة بأن هناك من يستمع لشكواه ويرصد معاناته ومشاكله، ويناقشه فى أبعاد كل مشكلة وتأثيرها على حياته والقرية ككل.

وأضاف «عبداللطيف»: «لأول مرة أناقش المسئولين فى الأزمات التى نعانى منها، ونبحث معهم سبل الحل، ونتأكد من دخولها ضمن خطة المبادرة الرئاسية حياة كريمة». وأشار إلى أن القرية كانت تعانى من إهمال كبير فى كل مرافقها، خاصة شبكات الصرف الصحى ومياه الشرب، التى لم تتم صيانتها منذ عقود، وكذلك شبكات الكهرباء التى لا تصل لكل منازل القرية، علاوة على تسببها فى العديد من الحوادث خلال فصل الشتاء، مبينًا أن «المطر لما كان بينزل على عواميد الكهرباء كان بيموت الأهالى، لأن العواميد وشبكة الكهرباء كلها محتاجة صيانة، ومحدش اهتم أنه يعملها».

وواصل: «المبادرة الرئاسية (حياة كريمة) كانت تدرك أغلب المشكلات التى تحدث عنها المواطنون، بل كانت ضمن خطة عملها فى القرية، التى بدأت بإحلال وتجديد شبكات الصرف الصحى ومياه الشرب، ومد خطوط الكهرباء والغاز الطبيعى، وتطوير شبكات الطرق الداخلية والرئيسية لمنع وقوع الحوادث».

فاروق كامل: مسئولو المبادرة يحملون «عصا سحرية»

قال فاروق كامل، ٦٥ عامًا، من أهالى قرية المنصورية التابعة لمحافظة أسوان، إن أهالى القرية فرحوا بالحوار المجتمعى، الذى عقدته المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، مؤكدًا أن المبادرة منحت الأمل لأبناء البلدة ووفرت لهم البنية التحتية والخدمات.

وأوضح «كامل»: «خلال الحوار تحدثنا عن مشكلاتنا بكل صراحة، ولأول مرة نجد من يستمع لنا، بل ويدون ملحوظات تؤكد حرص الدولة على إشراك المواطنين فى خطط التنمية»، مؤكدًا: «هذه أول مرة يتحدث أهالى المنصورية مع مسئول وجهًا لوجه.. نحكى له مشاكلنا ونبحث عن حلها معًا».

وتابع: «زار الأمل بيوتنا فى النهاية، بمجرد وصول المبادرة الرئاسية، فقد كان مشهد الوصول مبهجًا، شارك فيه جميع الأهالى بالزغاريد وتوزيع الطعام والشربات، لأنهم يدركون أن قدوم المبادرة الرئاسية يعنى وصول الفرج إلى بيوتهم».

وأضاف: «كنا نعرف أن المبادرة نجحت فى قرى كثيرة، لكننا لم نتخيل أن الإنجاز سيحدث بهذه السرعة، فقد حرصت المبادرة الرئاسية على تنفيذ المشروعات التى تحقق أكبر فائدة للمواطنين وتحل مشكلاتهم فى أسرع وقت ممكن.. وكأن معهم عصا سحرية».

كريمة عبدالعال: أنقذتنى من اليأس وساعدتنى على تربية أطفالى الأيتام

وقالت كريمة عبدالعال، ٣٤ عامًا، من أهالى قرية المنصورية، إنها سعدت بحضور الحوار المجتمعى الذى نظمته مؤسسة «حياة كريمة»، وتحدثت خلاله عن أزمتها بسبب وفاة زوجها منذ عامين وتركها مع الأطفال دون أى مصدر دخل يساعدهم على تحمل أعباء الحياة.

وأضافت «كريمة»: «كنت أعيش على فتات الخبز الذى يلقيه الأهالى، وكان أهل الخير يساعدوننى أحيانًا».

وتابعت: «فى أسوان كل الناس بتساعد بعض، لكننى أشعر بالحزن والحرج حينما أحصل على معونة من الجيران.. ماحدش بيحب يمد إيده، ولم أكن أستطيع توفير حياة آمنة للأطفال، فزوجى بلا معاش لأنه كان يعمل باليومية».

وأشارت إلى أنها بمجرد أن أنهت حديثها، وجدت مسئول مؤسسة «حياة كريمة» يطالب إحدى المتطوعات بالحصول على كل بياناتى وتدوينها، لضمى لقاعدة بيانات الأسر التى تدعمهم المبادرة الرئاسية «كنت هاطير من السعادة وكان عندى شعور أن حياتى كلها اتغيرت، وبقى ليا ضهر بعد ربنا».

وأوضحت أنها لم تكن الحالة الوحيدة التى تبنتها المبادرة الرئاسية خلال الحوار المجتمعى الذى نظم فى القرية، بل تبنت المبادرة أغلب المواطنين الذين كانوا يعانون من أزمات كعدم وجود دخل ثابت، أو وفاة العائل أو فقدانه، أو كون أحد أفراد الأسرة من ذوى الاحتياجات الخاصة، كما قدمت المبادرة يد العون فى المسألة العلاجية لكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة. توجهت كريمة عبدالعال بالشكر للقائمين على المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» على مجهوداتهم العظيمة فى القرى الفقيرة.