«جارينشا ومارادونا وكريستيانو».. ربع نهائي حافل بالإثارة


يمكن القول إن تجربة إنجلترا في ربع نهائي كأس العالم، انطوت على نجاح وفشل وفرحة وألم إنما يبخس فريق الأسود الثلاثة حقه، إذ كانت هناك نتائج سيئة وأخرى جيدة أبرزها نجاحات أعوام ١٩٦٦ و١٩٩٠ و٢٠١٨.

إلا أن الهزائم دائماً ما تظّل حاضرة في المخيلة وخصوصاً إن كان قد تسبب بها نجوم على طراز جارينشا وفرانز بيكنباور ودييغو مارادونا ورونالدينيو وكريستيانو رونالدو الذين كانوا أطرافاً في مواجهات تاريخية بكأس العالم ومؤلمة بالنسبة للمنتخب الإنجليزية.

نلقي نظرة على مواجهات ربع النهائي السابقة للفريق الإنجليزي تنقلها وطني تباعا وفقا للفيفا :

_ ١٩٥٤ هزيمة في بازل إنجلترا ٢-٤ أوروغواي:
العمالقة الألمان .. تأهل المنتخب الإنجليزي إلى الدور ربع النهائي للمرة الأولى في كأس العالم بفضل تعادل مع بلجيكا وفوز بنتيجة ٢-٠ على سويسرا المستضيفة.
وكما هو الحال في النسخة الحالية، وجدت كتيبة الأسود الثلاثة نفسها في مواجهة أصحاب اللقب، أبناء أوروغواي آنذلك، الذين كانوا قد أوقعوا الهزيمة بإنجلترا بنتيجة ٢-١ قبل ١٢ شهراً في لقاء ودي استضافته مونتيفيديو.

تلقّت الشباك الإنجليزية هدفاً مبكراً، ولكن نات لوفتهاوس عادَل النتيجة، إلا أن لاعبي أوروغواي هزّوا الشباك قبيل انتهاء الشوط الأول وبُعيد انطلاق الثاني.
حاولت كتيبة المدرب والتر وينتربوتوم الانتفاض، وتمكّن توم فيني من تقليص الفارق وارتدت كرة ستانلي ماثيوز من القائم، إلا أن هدف خافيير أمبروا في الدقيقة ٧٨ حسم النتيجة.
وكان ماثيوز قد ألقى باللوم في مذكراته على الحارس الإنجليزي جيل ميريك بأنه سمح بدخول الهدف الأول السهل.

_ ١٩٦٢ هزيمة في فينيا ديل مار إنجلترا ١-٣ البرازيل:
قد يبدو مقر إقامة المنتخب الإنجليزي في تشيلي لجماهير القرن الحادي والعشرين وكأنه يعود لمرحلة ما قبل التاريخ، إذ استقر الفريق في مخيم خاص بعمال المناجم في قمة تلة ليكونوا ضيوفاً على شركة نحاس أمريكية، بينما غاب عن تشكيلة الفريق عنصر أساسي هو لاعب قلب الدفاع بيتر سوان نتيجة إصابته بالزّحار.

حلّ المنتخب الإنجليزي في المركز الثاني في دور المجموعات وتعيّن عليه مواجهة البرازيل في ربع النهائي لتكون هذه آخر مباراة يخوضها الفريق تحت إمرة المدرب والتر وينتربوتوم.
وبعد أن افتتح النجم البرازيلي جارينشا سجل التهديف لصالح راقصي السامبا، تمكّن جيري هيتشينز من معادلة النتيجة قبل انتصاف اللقاء وذلك من كرة مرتدة من المرمى سددها زميله جيمي غريفز.
إلا أن المنتخب البرازيلي تمكن من اقتناص هدفين في مطلع الشوط الثاني تسببا بإقصاء إنجلترا، أتى الأول من خطأ ارتكبه الحارس الإنجليزي رون سبرينغيت الذي خدعه اتجاه الكرة الخفيفة ليتمكن فافا من التهديف عبر متابعة ضربة حرة نفذها جارينشا الذي اقتنص هدفاً آخر بعده.

_ ١٩٦٦ فوز في لندن إنجلترا ١-٠ الأرجنتين:
تجاوزت كتيبة المدرب ألف رامسي دور المجموعات دون أن يتجرّع مرماها أي هدف، وكان بانتظار الحارس المخضرم غوردون بانكس موقعة أخرى حافظ فيها على شباكه نظيفة في موقعة ربع نهائي نارية استضافها ملعب ويمبلي، إذ ارتفع مستوى التوتر عندما تم طرد كابتن المنتخب الأرجنتيني أنتونيو راتين قبل انتصاف عمر المباراة، وهو قرار رفض اللاعب قبوله في بداية الأمر وأمضى عدة دقائق داخل المستطيل الأخضر محتجاً.

ورغم أن المنتخب الإنجليزي واجه في بقية المباراة عشرة لاعبين بدلاً من ١١، إلا أنه لم يتمكن من كسر رتابة التعادل السلبي إلا في الدقيقة ٧٨ بفضل تفاهم مثالي بين ثنائي وست هام يونايتد مارتن بيترز وجيوف هورست، إذ قام الأول بإرسال كرة عرضية من اليسار ليستكملها هورست في الزاوية القريبة برأسه، وهو الذي كان يلعب بسبب تعرّض زميله جيمي غريفز لإصابة في قصبة الساق.

تصاعد التوتر أكثر مع صافرة النهاية، وقام رامسي بإيقاف جورج كوهن من عملية تبادل القميص مع أحد لاعبي الأرجنتين.

_ ١٩٧٠ هزيمة في ليون إنجلترا ٢-٣ ألمانيا الغربية:
تصدرت الكرة الإنجليزية قائمة الأغاني الأكثر شعبية بأغنية “عائد للديار”، إلا أن منتخب الأسود الثلاثة تعرّض لسقوط مؤلم على يد ألمانيا الغربية.
فبعد أن أتم المركز الثاني في مجموعته خلف البرازيل، كانت كتيبة المدرب رامسي على موعد مع الألمان في إعادة لموقعة نهائي نسخة ١٩٦٦.
وأتى غياب الحارس غوردون بانكس إثر تسمم غذائي ليشكل ضربة قاصمة للإنجليز.

بدا أن الأمور تسير بشكل صحيح بالنسبة للأسود الثلاثة، إذ تمكن ألان موليري ومارتن بيترز من هزّ الشباك الألمانية بفضل تمريرتين عرضيتين من كيث نيوتون، إلا أن المانشافت استعادوا الأمل عندما تمكن فرانز بيكنباور من هزّ شباك بيتر بونيتّي في الدقيقة ٦٨.
وعندما اختار مدرب إنجلترا إخراج بوبي شارلتون من الملعب، كانت تلك إشارة الانطلاق بالنسبة للمنتخب الألماني، ولا سيما بيكنباور الذي تحرر من مصدر القلق الذي يشكله النجم الإنجليزي، وبدأ يقتحم خطوط الخصم بجرأة أكبر.
وبفضل هدف أوفي سيلر من كرة رأسية، تم اللجوء للوقت الإضافي الذي اقتنص فيها جيرد مولر هدف الفوز من كرة مقنطرة.

_ ١٩٨٦ هزيمة في مكسيكو سيتي إنجلترا ١-٢ الأرجنتين:
استهلّ المنتخب الإنجليزي مشواره في المكسيك بأداء متواضع، إلا أنه أظهر علوّ كعبه في المباراة الثالثة من مرحلة المجموعات بثلاثية شخصية سجلها غاري لينكر في شباك بولندا، ثم اقتنص لينكر هدفين آخرين في موقعة ثُمن النهائي أمام باراغواي، لتصبح المهمة المقبلة هي مواجهة نارية مع الأرجنتين على ملعب أزتيكا.

ما حصل بعد ذلك أصبح إحدى أشهر مباريات الدور ربع النهائي في تاريخ كأس العالم على الإطلاق، إذ شهدت تسجيل هدف “يد الله” بتوقيع دييجو مارادونا، ومن ثم اقتنص الساحر هدفاً آخر بغاية الروعة اختاره الفيفا ليكون أجمل هدف في القرن العشرين.
أثمرت محاولات المنتخب الإنجليزي عن هدف سجله لينكر بفضل تمريرة من اللاعب البديل جون بارنس، دون أن يغير ذلك من النتيجة، ولكنه حمل الرقم ٦ وجعل لينكر يفوز بجائزة الحذاء الذهبي، حتى أنه كاد أن يعدّل النتيجة من تمريرة متقنة أخرى أرسلها بارنس، إلا أن خوليو أولرتيكوكييا تمكن من تحييد الخطر.

_ ١٩٩٠ فوز في نابولي .. إنجلترا ٣-٢ الكاميرون:
“مبتكرو كرة القدم يسرقون الفرحة من الكأس”، كان هذا عنوان إحدى أهم الصحف البرازيلية عقب فوز إنجلترا على أول منتخب أفريقي يبلغ الدور ربع النهائي.

اقتنص ديفيد بلات – نجم الفوز على بلجيكا في ثُمن النهائي – أول الأهداف الإنجليزية، إلا أن الكاميرون ضربت بقوة وتقدمت بالنتيجة بعد هدفين، أتى الأول من ضربة جزاء نفّذها إيمانويل كوندي والثاني من تسديدة متقنة أرسلها يوجين إيكيكيه.

كاد ممثلو القارة الأفريقية أن يقتنصوا الهدف الثالث من فرصة ذهبية لفرانسوا أومام بييك الذي سدد الكرة بكعب قدمه أمام الحارس بيتر شيلتون.

لكن كتيبة المدرب الإنجليزي بوبي روبسون نجحت بمعادلة النتيجة (٢-٢) قبل ثماني دقائق على نهاية عمر اللقاء عبر ضربة جزاء حوّلها غاري لينكر لهدف، تكرر نفس السيناريو في الوقت الإضافي، عندما انفرد لينكر بالكرة بفضل تمريرة من بول غاسكوين، وتعرّض لتدخل عنيف أكسبه ضربة جزاء ثانية حولها لفوز ثمين.

كان ديفيد بيكهام محطّ أنظار الجماهير اليابانية وعدسات المصورين، ورغم الشكوك المتعلقة بتعافيه من كسر في مشط القدم، إلا أنه كان بطل فوز مثير على الأرجنتين بهدف دون رد في مرحلة المجموعات.

وبعد الفوز بثلاثية نظيفة على الدنمارك في ثُمن النهائي، تعززت الآمال الإنجليزية في الدقيقة ٢٣ من اللقاء أمام البرازيل في مدينة شيزوكا عندما ارتكب المدافع لوسيو خطأ استغله مايكل أوين الذي سدد الكرة فوق الحارس ماركوس.

استمر التقدم الإنجليزي حتى قرب انتهاء الشوط الأول عندما تألق رونالدينيو في تجاوز وسط الملعب وأرسل تمريرة مثالية إلى ريفالدو الذي عادل النتيجة.

أما هدف الحسم فقد أتى بعد خمس دقائق على انطلاق الشوط الثاني عندما سدد رونالدينيو ضربة حرة باتجاه عرين الحارس ديفيد سيمان من مسافة حوالي ٤٠ متراً إلى يمين المرمى، ورغم أن سيمان حاول التراجع لصد الكرة، إلا أن ذلك لم يكن كافياً واستقرّت المستديرة الساحرة في الزاوية البعيدة.

وعن ذلك الهدف، قال ديفيد بيكهام: “كان هدفاً خرافياً… تمريرة انتهت في الشباك”، ولكن سواء كان إدخال الكرة في المرمى مقصوداً أم لا، إلا أن ذلك الهدف كان كافياً إذ دافعت الكتيبة البرازيلية بشراسة عن تقدمها خلال ما تبقى من المباراة رغم طرد صاحب الهدف المذهل.

كما كان عليه الحال بالنسبة إلى بيكهام قبل أربع سنوات، انصبّ الاهتمام على استعادة واين روني للياقته قبل النهائيات نتيجة كسر في إحدى عظام قدمه، بينما اهتم الإعلام كذلك بما إذا كان بيتر كرواتش سيقوم برقصة الرَّجُل الآلي التي اشتهر بها في التصفيات.

وعلى عكس كرواتش، لم يتمكن روني من هز الشباك في ألمانيا، إلا أن طرده في الدقيقة ٦٢ من مباراة ربع النهائي أمام البرتغال نتيجة تدخل عنيف على ريكاردو كارفاليو قصمت ظهر المنتخب.

وفي مباراة ربع نهائي كأس الأمم الوأأوروبية UEFA قبل سنتين وأمام نفس الخصم، خرج روني من الملعب نتيجة الإصابة ثم تعرّض الفريق للهزيمة بركلات الترجيح، وهو سيناريو تكرر في المونديال، بينما التقطت الكاميرات غمزة كريستيانو رونالدو للاعبي الاحتياط البرتغاليين عندما تعرّض زميله في صفوف مانشستر يونايتد آنذاك للطرد.

وكان رونالدو هو من اقتنص هدف الفوز في ركلات الترجيح بعد أن تمكن الحارس البرتغالي ريكاردو من التصدي لضربات فرانك لامبارد وستيفن جيرارد وجيمي كاراغر.

_ ٢٠١٨ فوز في سامارا .. إنجلترا ٢-٠ السويد:
وصل المنتخب الإنجليزي إلى سامارا، القاعدة السابقة لبرنامج الفضاء السوفيتي، بعد أن فازوا – أخيراً – بركلات الترجيح في كأس العالم، وكان ذلك على كولومبيا في مباراة ثُمن النهائي.

مستفيدين من زخم الفوز، بدا الإنجليز الطرف الأقوى أمام منتخب سويدي سبق وأوقع هزائم مؤلمة بفريق الأسود الثلاثة على مر السنين.

فمن أول ركنية لهم، سجّل هاري ماغواير في الدقيقة ٣٠ هدفاً من رأسية رائعة ليكون خامس أهداف إنجلترا من كرات ثابتة في هذه النهائيات، ومع مرور ساعة من عمر المباراة، نقر ديلي آلي تمريرة جيسي لينغارد ليسجل ثاني أهداف إنجلترا التي بلغت بذلك الدور نصف

تاريخ الخبر: 2022-12-09 00:21:39
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 58%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية