خبراء: القمة «العربية - الصينية» ترسيخ لسياسة «تعدد الحلفاء وتنويع العلاقات»

 

شدد عدد من أساتذة العلوم السياسية، على أهمية مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القمة العربية الصينية للتعاون والتنمية، التى عقدت فى مركز الملك عبدالعزيز الدولى للمؤتمرات بالعاصمة السعودية الرياض، أمس، بمشاركة عدد كبير من قادة الدول العربية، إلى جانب الرئيس الصينى شى جين بينج. وقال أساتذة علوم سياسية ومحللون وباحثون سياسيون واقصاديون تواصلت معهم «الدستور»، إن القمة ترسيخ واقتداء بالسياسة المصرية القائمة على تعدد الحلفاء وتنويع العلاقات، وتسهم فى حجز الدول العربية، وعلى رأسها مصر، موقعًا متميزًا فى النظام العالمى الجديد الذى يتشكل حاليًا. 

طارق فهمى:  تمنح مصر موقعًا متميزًا فى النظام العالمى الجديد

قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إن القمة العربية الصينية مهمة جدًا، لجملة من الاعتبارات متعلقة بالعلاقات العربية مع القوى الكبرى، المتمثلة حاليًا فى الصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف «فهمى»: «زيارة الرئيس الصينى إلى المملكة العربية السعودية تشهد ٣ قمم كبرى، سعودية صينية، وخليجية صينية، وعربية صينية، وتأتى جميعها فى إطار حرص القادة العرب على الالتقاء مع الصين على أرضية جديدة، خاصة موضوع تنفيذ المبادرات السابقة التى طرحتها بكين، فى إطار الرؤية الجديدة للحزب الشيوعى الصينى القائمة على الانفتاح على الأقاليم المختلفة، والتركيز على الدول العربية تحديدًا، باعتبارها أسواقًا كبيرة».

وواصل: «تركيز الصين فى القمة العربية الصينية انصب على مصر والإمارات والسعودية فى الأساس، ونجاح هذه القمة جاء بسبب حضور القادة العرب، وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى مَثلت مشاركته زخمًا كبيرًا».

وأكمل: «مصر تربطها علاقات جيدة بالصين، وهناك العديد من المشروعات الصينية فى العاصمة الإدارية الجديدة والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وبالتالى حضور الرئيس السيسى مهم جدًا لدعم مصر فى نطاقها العربى، والتركيز على التوجهات الجديدة للعلاقات العربية والدولية، سواء مع الولايات المتحدة الأمريكية أو الصين أو روسيا، وسط تبنى العرب ومصر مقاربات جديدة مهمة فى هذا الإطار».

هانى سليمان:  مرحلة جديدة من العلاقات والاستثمارات المشتركة

قال هانى سليمان، مدير المركز العربى للبحوث والدراسات، إن القمم الثلاث التى عقدها الرئيس الصينى شى جين بينج، خلال زيارته المملكة العربية السعودية، على مدار الأيام الثلاثة الماضية، واشتملت على قمة سعودية صينية وأخرى خليجية صينية وثالثة عربية صينية، تحقق زخمًا كبيرًا من شأنه تعزيز فرص التعاون فى كل المجالات وعلى مستويات متنوعة، بين الصين والدول العربية.

وأضاف الخبير فى العلاقات الدولية: «القمة العربية الصينية تشكل تدشينًا لمرحلة جديدة من العلاقات بين الجانبين، منذ إنشاء منتدى التعاون الصينى العربى فى عام ٢٠٠٤، الذى كان نواة جديدة لعلاقات أكثر تميزًا وتشابكًا بين العرب والجانب الصينى». وواصل: «العلاقات الصينية العربية بعد إنشاء المنتدى نمت كثيرًا على المستوى الاقتصادى، كما بدأ التعاون المشترك فى العديد من الملفات، والقمم الحالية تؤكد عمق العلاقات العربية الصينية، ومحورية العالم العربى فى استراتيجية مبادرة (الحزام والطريق) الصينية، التى تم تبنيها فى ٢٠١٣ كمرحلة جديدة من تطور العلاقات البينية». ونبه إلى أن الدول العربية تحتل مكانة فريدة ومحورية فى مبادرة «الحزام والطريق»، الهادفة لاستعادة طريق الحرير القديم، مع تعظيم العلاقات والمنافع الاقتصادية مع الدول العربية ضمن الاستراتيجية الصينية.

وأكمل: «القمم الحالية تعيد رسم العلاقات بشكل جديد بين الجانبين». وأوضح أن «هناك مقاربة صينية جديدة لتعظيم العلاقات والمنافع مع الدول العربية، والتعاون فى معالجة الأزمات وتحقيق التنمية، وتوظيف العلاقات التجارية والاقتصادية لمواجهة التحديات المشتركة».

وتابع: «الصين ستدعم أيضًا سعى الدول العربية لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، مع دعم مبادرة التنمية العالمية والأمن العالمى، وتوقيع عدد من بروتوكولات التعاون والاستثمارات المشتركة، فى مختلف المجالات، مع الإسهام فى تعزيز المكاسب المشتركة، بعيدًا عن التجاذبات المختلفة».

نرمين كامل: تعزز التعاون وتقر آلية «الاستغناء عن الدولار»

نبهت نرمين سعيد كامل، الباحثة فى المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إلى أن القمة العربية الصينية فى الرياض هى الأولى من نوعها التى تعقد بين الدول العربية والصين، وأهميتها تأتى ليس فقط لكونها القمة الأولى، بل لتوقيتها المهم للغاية. وقالت الباحثة إن توقيت القمة يأتى بعد بدء الولاية الثالثة للرئيس الصينى شى جين بينغ، ويؤكد شعبيته وسيطرته على الأمور فى بلاده، بعد مسألة الاحتياجات التى خرجت على سياسة «صفر كوفيد»، كما أن القمة تدل على أن سياساته مرحب بها، سواء على المستوى الداخلى فى الحزب أو البلد ككل، أو فى المنطقة العربية.

وأضافت: «من الناحية السياسية، الصين تتبع مبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، ولا تربط التنمية الاقتصادية والمساعدات، خاصة للدول الإفريقية، بما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان وغيرها، مثل الدول الغربية». وحول أهم النتائج المتوقع أن تخرج بها القمة الحالية، توقعت الباحثة أنه على الصعيد المتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، من المتوقع أن تقر القمة آلية جديدة للتعامل الاقتصادى العالمى بعيدًا عن عملة الدولار.

 

مختار غباشى:  مواجهة مهمة لـ«الوصاية الأمريكية»

 قال الدكتور مختار غباشى، نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن القمة العربية الصينية تاريخية ومهمة جدًا، فى ظل المنافسة القائمة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وكون المنطقة العربية جزءًا من حلبة هذه المنافسة. 

وأضاف «غباشى»: «الولايات المتحدة تعتبر المنطقة العربية جزءًا من أمنها القومى، بل تفرض فى بعض الأحيان وصايا غير مقبولة، لذا دخول الصين مهم للغاية، خاصة أنها تستورد ٥١٪ من احتياجاتها من النفط من المنطقة العربية».

تاريخ الخبر: 2022-12-10 00:21:16
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

بانجول.. المغرب والـ “إيسيسكو” يوقعان على ملحق تعديل اتفاق المقر

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-05 18:25:06
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية