«رحالة الأطلس».. قصة أقدم مشجع مغربي يطوف الملاعب ويهتف للأسود «جيبوها يا الولاد» - تحقيقات وملفات
«رحالة الأطلس».. قصة أقدم مشجع مغربي يطوف الملاعب ويهتف للأسود «جيبوها يا الولاد» - تحقيقات وملفات
فى سبعينات القرن الماضى، تلقى مواطن مغربى دعوة لحضور مباراة كرة قدم داخل المدرجات، للمرة الأولى فى حياته، يشاهد نجومه المفضلين عن قُرب، يهتف بأسمائهم، يوجههم ويسمعونه جيداً، يسبق خطاهم داخل الملعب وكأنه يركض بجانبهم، ويسمع أصوات الآلاف إلى جانبه يشاركونه الاهتمام ذاته، لتكتب المدرجات المغربية شهادة ميلاد عاشق جديد لها يُدعى نور الدين فلاح «الظلمى».
«جيبوها يا الولاد».. هكذا يهتف «الظلمى» أقدم مشجع مغربى وأيقونة التشجيع العربى، الذى لا يمل من ترديد تلك الكلمات خلف «الأسود» فى جميع المحافل الدولية والعالمية، واضعاً ثقته الكاملة فى قدرة المغرب على تحقيق الحلم، وبعد 11 عاماً فى مدرجات المونديال خلف «الأسود»، اقترب أخيراً من بلوغ الحلم.
بدأت قصة «الظلمى» فى ملاعب كرة القدم بعد حضوره للمرة الأولى مباراة جمعت الجيش الملكى ونهضة سات، حينها اكتشف شغفه الكبير بكرة القدم، وقرر أن يصبح مشجعاً لفريق الجيش الملكى، ومنها انطلقت رحلته مع المغرب فى كأس العالم فى نهائيات مونديال المكسيك عام 1986، ليشهد على إنجاز المغرب التاريخى بالوصول إلى دور الـ16 للمرة الأولى فى تاريخه، مما زاد حبه الشديد وفخره بمنتخب المغرب.
وبسبب ظهوره الدائم فى مدرجات المغرب، ارتبط وجوده ببعض الخسائر، ووصفه البعض بـ«نذير شؤم» على الأسود، الأمر الذى أصابه فى فترة بحالة من الإحباط، لكن لم يتملك اليأس منه، وأعلن وجوده مع الأسود ما دام حياً، ليحضر جميع المحافل الدولية، ويثبت حضوره فى 10 مونديالات مختلفة.
40 عاماً ظل «الظلمى» يبحث خلالها عن الإنجاز المفقود فى دفاتر المغرب، يذهب ويؤازر ويعود خالى الوفاض، قبل أن يحقّق حلمه فى النهاية، ويشهد على اللحظة الأهم فى تاريخ الأسود والعالم العربى، بعدما أصبح المغرب أول منتخب عربى يصل إلى نصف نهائى كأس العالم فى التاريخ، ومنذ كأس العالم 1986 وحتى 2022، كان يبحث المشجع العربى الأشهر عن فرصة لإثبات عدم تسبّبه فى خسارة المغرب، وتحطيم أسطورة أنه «نذير شؤم» على الأسود.
