كشف تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية أنه منذ بدء إغلاق كوفيد-19 ارتفع عدد الطلاب الفرنسيين الذين يبحثون عن أماكن أرخص وأوسع للإقامة في المزارع، رغم الحاجة إلى السيارات أو الدراجات أو وسائل النقل العام للوصول إلى المدن حيث توجد الجامعات.

ولفت التقرير إلى أن الطلاب الفرنسيين في الجامعات الحكومية لا يتحملون أعباء الرسوم الدراسية المرتفعة، ولكن يوجد نقص كبير في أماكن الإقامة المخصصة للطلبة مقابل الارتفاع الملحوظ في أعدادهم.

وفيما اضطر كثير من الطلبة إلى استئجار شقق وبيوت صغيرة وسط المدينة بأسعار مرتفعة، اختار البعض الآخر أسلوب حياة مختلفاً وتوجه إلى المزارع.

أما بالنسبة إلى المزارعين الذين يكافحون من أجل الدخل المنخفض والمعاشات التقاعدية، فإنهم يرون توافد الطلبة إلى المزارع بحثاً عن بيوت للإقامة تعد وسيلة للحفاظ على الزراعة على نطاق صغير في فرنسا، كما تعد وسيلة لإكمال معاشاتهم التقاعدية الصغيرة.

وتنقل الصحيفة عن أحد الفلاحين قوله إن "ذلك يجعلنا على اتصال بالشباب. حيث يرغب بعض الطلاب في استكشاف المزرعة ومشاهدة الحلب أو تجربة صناعة الجبن، بينما يركز البعض الآخر بشكل أكبر على دراساتهم، ويوجد شاي أو مشروبات في الحديقة".

وتشير "الغارديان" إلى أنه مع الأسعار التي تبلغ نحو 300 يورو (260 جنيهاً استرلينياً) شهرياً في مدينة ليل على سبيل المثال، فإن العيش في المزرعة أرخص بكثير مما هو عليه في وسط المدن الجامعية.

ويقول أحد الطلبة في حديثه إلى الصحيفة: " كانت لدي شقة صغيرة، لم أر أحداً قط، ولم أكن أعرف جيراني وكانت ضوضاءتأتي من الطابق السفلي.. أما في المزرعة، فالجو هادئ للغاية".

وشهدت منظمة "كمبوس فار Campus Vert " توسعاً كبيراً في جميع أنحاء فرنسا منذ انتشار الوباء وفرض إجراءات الغلق بمعدل 500 وحدة إقامة و100 وحدة أخرى قيد التجديد. وتعتبر الإيجارات فيها أقل من المدن بنسبة 20% أو 30%.

و"كمبوس فار" هي أول منظمة في فرنسا تجمع الطلاب بإقامة في المزرعة. وبدأت الفكرة مع ثلاثة مزارعين شمالي فرنسا، منتصف تسعينيات القرن الماضي، عندما كانت الجامعات الفرنسية لا مركزية في المدن متوسطة الحجم التي تفتقر إلى سكن طلابي.

وقال أوديل كولين مدير المنظمة في حديثه إلى الغارديان: "لقد شهدنا زيادة بنسبة 10% في الطلب على المساكن في المزارع بداية هذا العام الجامعي".

وتابع: "يأتي مزيد من الطلاب إلينا ليس فقط من أجل أسعار أرخص، ولكن لأجل الريف. حيث يبحث كثير من الشباب عن طريقة حياة مختلفة عن تلك الموجودة في الغرفة الصغيرة في المدينة. لكنهم غالباً ما يحتاجون إلى سيارة للانتقال من المزارع إلى الجامعة، لذلك تقاسمنا السيارات أو أقرضنا المزارعين الدراجات لخفض تكاليف النقل".

ومن جانبها قالت إيمان ولحاج رئيسة الاتحاد الوطني للطلاب UNEF إن "الحكومة بحاجة إلى رسم سياسة عامة حقيقية بشأن فقر الشباب والطلاب".

وأضافت ولحاج: "وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتوفير 60 ألف وحدة سكنية طلابية جديدة عندما جرى انتخابه لأول مرة عام 2017 ، لكن لم يجرِ تسليمها كلها إلى الآن".

TRT عربي - وكالات