الوالدين… الوالدين… لتهون كل الصعاب…


بقلم : يونس التايب

(وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) … الآية 23 من سورة الإسراء… صدق الله العظيم…
من دون شك أن ما قام به أبناء المنتخب المغربي، وهم يعانقون أمهاتهم وآباءهم ويقبلون أيديهم ورؤوسهم، بحب صادق وعفوية مطلقة، لا يقدر بثمن ولا يمكن وصف دلالاته، أو الإحاطة بأثره القيمي الكبير على شبابنا وعلى عائلاتنا ومجتمعنا، وأثره ونتائجه على سلوك الأفراد في الأسر المسلمة وغير المسلمة عبر العالم.

كيف لا و قد تم، بأيادي مغربية أصيلة، وأمام ملايير المشاهدين عبر العالم بتنوع ثقافاتهم ومعتقداتهم، بعث صور إنسانية حضارية رائعة تعيد تذكير الغافلين عن مسؤولياتهم، والغارقين في سفسطائية الجدل حول العلاقات الأسرية، وحول جدوى القيم في زمن الذكاء الاصطناعي وما بعد الحداثة، والمسرفين في جلد الذات وازدرائها كلما تم الخوض في نقاش التمايز بين قيمنا وقيم مجتمعات أخرى، برسالة بليغة مفادها ما يلي :
– أن الاختلاف الثقافي رحمة للناس، وأن الحكمة هي في الجمع بين الافتخار بالذات والهوية ثم السير بثقة وإقدام نحو “الآخر” و يدنا ممدودة بالخير والمودة والسلام ؛

– أن أساس كل بناء مجتمعي مستديم ومبارك هي الأسرة ؛

– أن من لا خير فيه لوالديه ولأسرته لا خير فيه للناس وللمجتمع؛

– أن رضا الوالدين ومودتهم تحمل بركة يستحيل مقاربتها بعقلانية التفكير المادي الصرف، ويقيننا أنها بركة تتزل معها بركات وبركات من الخالق الرحيم؛

– أن من يحب الخير لوالديه، عليه مسؤولية أن يحب الخير لكل الوالدين، وبالتالي لجميع الناس، ليصير بذلك الإنسان عنصر بناء مواطن وتنمية أخلاقية، وتكتمل دائرة الخير والتلاقح الحضاري والرقي الإنساني.

ألم أقل لكم أن المغرب كبير على العابثين ، وأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة، ويستوجب الصمود في وجه تعقيدات الواقع، والتشبث بالأمل في أن الخير آت حتى لو أقلقنا تأخر وصوله، وأن التطلع لغد أجمل ومدمج للجميع، واجب ومسؤولية؟؟

أفلا نجتهد، إذن، ليكون كل واحد منا، في نطاق المجال الذي يتحرك فيه، سواء في الحياة العامة أو الخاصة، جسرا متينا يمر منه الكلام الطيب والفعل الطيب؟

أفلا نتمسك بخطاب الثقة ونشر الشعور بالأمان أليست ثقافة العطاء بدون حساب هي الأكثر مردودية للفرد وللمجتمع ؟ أليست ديناميكة التفاؤل والروح الإيجابية هي وقود بناء واقع أفضل، لنا جميعا في وطننا الغالي، ولبني البشر حيثما كانوا عبر العالم …؟

نديروا النية و نزيدوا نخدموا بلادنا إذا كنا فعلا نعتبر المغرب فخر الانتماء.

تاريخ الخبر: 2022-12-12 12:25:56
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 64%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية