حث رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، جميع دول العالم على الاعتراف بالطب التقليدي الهندي المعروف باسم "الأيورفيدا"، وسط دعوات من قبل أطباء للتوقف عن الترويج للنظام الطبي المزعوم.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "ذي تايمز" البريطانية، أفاد مودي خلال كلمة له في "مؤتمر الأيورفيدا" المنعقد في ولاية غوا، بأنه راض عن اكتساب هذا الطب البديل شهرة في جميع أنحاء العالم، قائلاً: "أنا سعيد لاعتراف أكثر من 30 دولة بالأيورفيدا كنظام للطب البديل.. يجب أن نصل إلى المزيد من البلدان من خلال الجهود الموحدة".

ويفضل الكثير من الهنود نظام الأيورفيدا بدلاً من زيارة الطبيب لعدم تحملهم التكاليف الطبية.

ويعتمد الطب الهندي البديل على مقاربة "طبيعية" للصحة الجسدية والعقلية، وتتضمن منتجات مشتقة أساساً من النباتات وتركز على النظام الغذائي وممارسة الرياضة ونمط الحياة.

وتعتبر حكومة مودي القومية الهندوسية أن الأيورفيدا أحد "إنجازاتها الثقافية"، وعلاوة على ذلك، أنشأت الحكومة وزارة للترويج للأيورفيدا والطب البديل في عام 2014.

وخلال رحلة مودي إلى غوا، افتتح أيضاً معهداً جديداً لأبحاث الطب البديل، إضافة إلى هيئتين افتراضيتين في دلهي وغازي آباد.

ومنذ فوز حزب مودي، بهاراتيا جاناتا، بالانتخابات العامة في عام 2014، وقدّم بعض وزرائه وأنصاره ادعاءات غريبة عن الأيورفيدا، حيث يزعم أحد المؤيدين، وهو رجل الأعمال ومعلم اليوجا بابا رامديف، أنه يمكنه علاج السرطان وجميع أنواع الأمراض الأخرى.

إذ قال رامديف في أغسطس/آب الماضي: "لإنقاذ البشرية، يجب أن يعود العالم إلى اليوغا والأيورفيدا والطب البديل والثقافة الهندية".

وعلى الرغم من هذه التصريحات المثيرة للجدل، لم يؤكد مودي تصريحات رامديف بل يميل لأن يكون أكثر حذراً، إذ قال خلال وجوده في غوا "لقد جرب العالم العديد من طرق العلاج والآن يعود إلى طريقة الأيورفيدا القديمة".

ويُعد أحد أهم الأهداف الرئيسية لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم إحياء اعتزاز الهنود بثقافتهم وتراثهم، حيث يعتقد حزب مودي أن الكثير من "الحكمة القديمة" للهند قد دُمرت من قبل الحكم الاستعماري البريطاني، ثم فيما بعد بسبب إهمال النخبة "الغربية" التي حكمت البلاد بعد الاستقلال.

وعلى صعيد آخر، كررت الجمعية الطبية الهندية معارضتها لبعض الادعاءات التي صرح بها الوزراء، بما في ذلك أن الأيورفيدا يستطيع علاج المصابين بفيروس كورونا.

وتعليقاً على ادعاءات الوزراء، قال سوبهاش آريا، طبيب أطفال متقاعد، إنه بينما يجب على الجميع التعامل مع الأيورفيدا بعقل متفتح، فإن تنظيمه أمر حيوي.

وأردف: "مثل جميع الأدوية، يجب اختبار أدوية الأيورفيدا، بما في ذلك المقويات والمكملات الغذائية بدقة وإخضاعها لمراقبة الجودة (...) ويجب أن تتوقف المزاعم التي لا أساس لها في الإعلانات والتلفزيون".

وفي الآونة الأخيرة، أقر مودي بالحاجة إلى ممارسي هذا النهج لتقديم أدلة على نتائج علاجاتهم.

TRT عربي - وكالات