حينما يكون الألم طريقاً للمجد


قيل أن إمرأة ذهبت إلى فيلسوف تبكى حالها، و كأنها الوحيدة فى العالم التى تتجرع كأس الألم، فأراد أن يخفف عنها و يعلمها درساً فقال لها احضرى لى ملء كفك ملح من بيت ليس فيه ألم فجابت المدينة يميناً و يساراً و عادت إليه قائلةً وجدت الملح فى كل بيت و لكن لم أجد بيتاً خلا من الألم.
فكيف نحتمل الألم؟
بنظرنا ألى الأشياء التى لا ترى “لأن التى ترى وقتية و أما التى لا ترى فأبدية” (٢كو١٨:٤) و الأشياء التى لا ترى ليست فقط فى السماء بل هنا أيضاً على الأرض، فالتجارب تكشف لنا عن اعماق و اعماق فى حب المسيح، لأن الآلام التى بحسب مشيئة الله تصعد بنا سلم الروحانيات إذ نقترب أكثر فأكثر من الله فى اختبارت عشرة حية “من أراد أن يأتى ورائى فلينكر نفسه و يحمل صليبه و يتبعنى” (مر٣٤:٨). إنها التلمذة الحقيقية التى تنفتح فيها البصيرة يوماً بعد يوم بصورة أمجد و تتسع فيها الحواس الروحانية لتستوعب أكثر و أكثر إشراقات روحانية ما كان لنا أن نتمتع بها و نتذوق حلاوتها إلا من خلال صليب التلمذة. إعلم أن أوقات الألم التى يسمح بها الرب حينما تكون مرتمياً فى حضن المسيح لها مجد خاص جداً، القديس بولس حكى لنا مرة عن رؤيا -برغم أنه رأى رؤى كثيرة- لكن هذه كانت لها مذاقة خاصة و كل ما استطاع أن يعبر به عنها “أفى الجسد أم خارج الجسد لست أعلم أختطف إلى الفردوس و سمع كلمات لا ينطق بها و لا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها” (٢كو١٢). ما السر فى المجد الخاص لهذه الرؤيا؟ لأنه كان يجوز تجربة عنيفة فى ذلك الوقت فكانت له هذه الرؤيا الفريدة، إذ يقول بعض المفسرين أن هذه الرؤيا المجيدة رآها وقت أن رجم فى لسترة و جروه خارج المدينة ظانين أنه مات و لم يعلموا أنه بينما كان الخارج يفنى كان الداخل يتجدد مستعيداً كالنسر شبابه.
هذا ناهيك عما وعد به الله فى السماء “لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشىء لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدياً” (٢كو١٧:٤)، و إن يكن لعازر متكىء فى حضن إبراهيم فى مكان الإنتظار فاذكر أن هذا هو مجرد مكان انتظار ففى نهار الأبدية لعازر و كل طغمته المنتصرة سيكون اتكاؤهم فى حضن المسيح نفسه “من يغلب فسأعطيه أن يجلس معى فى عرشى” (رؤ٢١:٣).

تاريخ الخبر: 2022-12-16 09:21:50
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 52%

آخر الأخبار حول العالم

بوريطة يتباحث ببانجول مع نظيره المالي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:56
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

بركة : مونديال 2030.. وضع خارطة طريق في مجال البنيات التحتية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:53
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية