كيف نُربي طفلًا ليؤسس أسرة ناجحة في المستقبل.. و يقودها بحكمة وحب؟


تُشارك المدرسة، والكنيسة الأم في تنشئة أطفالها، وتكوين بنائهم النفسي والسلوكي، أطفالنا كالتُربة الخصبة كلما ارتوت جيدًا، خرجت منها أفضل الثمار، وبالطبع تختلف تربية الفتيات عن الشباب منذ الصغر، وموضوعنا اليوم عن التربية، خاصة تربية الصبيان الذي يلزمه الكثير من الحكمة والعقل والحزم، حيث أن الصبي (الولد) يُعتبر الملاذ الآمن والسند لعائلته حين يكبر.

تكاثر في الآونة الأخيرة، حالات الفشل في الحياة الزوجية، ويكون ذلك بسبب الطرفين أو ربما إحداهما. شكاوى متلاحقة على مكاتب خدام المشورة، يلازمها غضب في البيوت.

ومن خلال هذه المشكلات تتناول “وطني” ملفين مهمين، وهما: تربية وإعداد الصبيان وتربية وإعداد البنات منذ الصغر حتى نفرز للمجتمع رجالاً وسيدات مسؤولين وعقلاء. واليوم نتناول كيفية تربية الولد ليصبح زوجًا مسؤولًا وسندًا لزوجته وأب صالح لأولاده مستقبلاً.

قصة بداية الخليقة

قالت الدكتورة جيهان فليمون باحث إرشاد أسري بجامعة هوب بكاليفورنيا: إننا حينما نبدأ في تعليم الأولاد كيفية اختيار شريك الحياة لا بد أن نبدأ بالحديث عن نموذج الزواج الذي سمح به الله من أجل الإنسان من قصة بداية الخليقة وقصة آدم وحواء، وأن الله خلق لآدم زوجة معين نظير له يكون إنسان مثله لكن مختلف في النوع، ومهم جدًا أن نؤكد كلمة مختلف، وذلك لقبول هذا الاختلاف واحترامه بطريقة تحارب انتشار الزواج المثلي بشكل غير مباشر، فنوضح كيف أن الله يحب الرجل والمرأة، إعمالًا بتعاليم الكتاب المقدس أن الله خلق الإنسان هكذا رجل وأنثى عند الزواج، كما نتحدث معهم عن أن هناك سن مناسب للزواج .

وأضافت، أنه لابد من تعليم الأطفال أن الاختيار يكون بناء على الإعجاب بالروح وليس بالشكل بطريقة روحية وليس شكلية ونكف عن بعض الكلمات، مثل :”أيه رأيك فى البنت الحلوة دي أمورة تتجوزها؟” حتى لا يتعلم الولد من صغره أن البنت الجميلة الشكل للزواج بغض النظر عن طبعها وسلوكها، وهذا لا يبني صح.

وأيضًا علمية التأكيد على هوية الطفل مهم جدًا، فلابد من صغره أن نعلمه الانتماء لهويته في بلاده وانتماءه لأسرته وكذلك انتماءه لنوعه كذكر أو أنثى واحترام ما خلقنا عليه وأن نحبه ونحترمه، وذلك لمحاربة المثلية الجنسية التي انتشرت في مجتمعاتنا، وأصبحت موضة عند البعض.

ولكي يكون الولد زوج صالح لا بد أن يكون مُعد نفسيًا ولا بد أن تُعد البنت لتكون زوجة صالحة. وفي ذلك لا بد من إعطاء كورسات عن كيفية اختيار شريك الحياة من سن صغير وليس فقط للمقبلين على الزواج، فالأهم ما قبل مرحلة الاختيار، ثم التأهيل في فترة الخطوبة .

وتابعت باحث الإرشاد الأسري، أن الأطفال لا بد وأن يروا أن الأب قائد ناجح بمعنى أن يحتوى العائلة أي “عارف لما يبص في عين حد يعرف ماله”، مع كونه قائد ورب الأسرة، ويضع خططًا لبيته وينجحها، وكذلك الأم تشبع أولادها محبة، فالطفل حينما يكبر في حب و حضن الأم تبدأ عنده الثقة بالنفس، وقادر على تقبل الحياة ومؤهل للمدرسة وهو سوي نفسيًا، وعنده تقبل أنواع الناس المختلفة عن بعضها البعض، وقادر على إعطاء الحب حينما يختار شريكة حياته .

واستطردت الدكتورة جيهان: إن الاهتمام والرعاية بنفس أهمية توفير الجانب المادي للأسرة فلا بد من إعطاء الوقت والاستماع للأطفال، وتعريفهم بالحقوق والواجبات والحدود بيننا وبين الآخرين

“مرحلة المراهقة مرحلة فاصلة”ولفتت “فليمون” إلى أن أخطر مراحل العمر هي مرحلة المراهقة وأن في هذا السن يكون النشاط العاطفي في المخ أكثر من النشاط المنطقي، ولذلك لابد أن أكون قريبًا من أبنائي في مرحلة المراهقة وهذا الحب وهذا الاهتمام وهذا الشبع العاطفي والنفسي ينعكس عليهم وأعلمهم أن الحب في هذه المرحلة يسمى إعجاب، وأن هناك اضضراب هرموني في هذه المرحلة “يعني شويه بتكون مشاعري جياشه جدًا وأني لازم أكون بعرف ولادي وأني أنا عبارة عن روح ونفس وجسد ونفس الإنسان فيها العاطفة وفيها الفكر وفيها الإرادة فلا أجعل عواطفي هى اللي تقود مجرى حياتي، لأن عواطفي بتكون عامله زى القطر فممكن توقعني في أي حتة وتنهي حياتي إنما من يقود القطر النفسي هوالمفروض العقل والتفكير هو الذي يقود ويقود في الآخر المشاعر وأنا في مرحلة المراهقة هل ينفع أتجوز فيها؟ بالطبع لا لأن الاختيارخاطئ ليه لأن أنا عندي اضطراب هرموني فلا أستطيع اتخاذ قرار صح فدور الأم والأب أن يحترموا مشاعرهم وميولهم بجانب تنشيط التفكير السليم والوعي عند الولد والبنت، وأن “أسنده” في مشاعره لكي يعبر عنها بطريقة صحيحة.

المؤثرات الخارجية في التربية

“على الأسرة أن تعد أطفال يحترمون أنفسهم والآخرين، ” قالت داليا عصمت أخصائية تعديل سلوك: إن تربية الأبناء مهمة وتحدِ كبير في ظل المؤاثرات الخارجية الكثيرة التي حولنا، لأنها تؤثر بشكل أو بآخر في نفسيه الطفل أو في شخصيته وأصبح من الصعب تحكم الأهل في كل هذه التغيرات.

وأصبح من أهم جوانب التربية في هذا الوقت هو إعداد أطفال ناجحين وسعداء و نافعين لنفسهم ولمجتمعهم وغرس فيهم صفات الشخصية القيادية المسؤولة لمواكبة المجتمع والحياة، يجب على كل أم وأب زرع هذه الصفات في أبنائهم لإعداد جيل يثق في نفسه ويتحدي الصعوبات والعقبات التي يتعرضو إليها، ومع زرع هذه الصفات فالأبناء قد نتمكن من وجود جيل يحافظ على ثباته أمام الصراعات ويحافظ على هويته ويمتلك مؤهلات ضرورية للسير في الطريق الصحيح وإلى طريق النجاح، ومعنى القيادة هنا إعداد أطفال يحترمون أنفسهم والآخرين، ويتحملون مسؤولية أمور حياتهم، والتأثير الإيجابي في النفس والمجتمع، وهنا على كل أب وأم أن يصبحوا قدوة في كل شئ حتى يصبحون مثلًا واضحًا يحتذى به للأطفال، وعلى الأهل دائمًا تشجيع الأطفال وإعطائهم الثقة في النفس ويجب أيضاً مساعدتهم علي فهم المعاني الصحيحة للقيادة والمسؤوولية لاستخدامها في حياتهم استخدام صحيح، وعلى الأهل أيضًا أن يشعروا أطفالهم بأهميتهم في المجتمع وفي الأسرة؛ ليصبحوا متقنين لدورهم فالحياة.

تدريب الطفل على المسؤوليات المالية

و أوضح الدكتور مينا وائل خادم المشورة الأسرية، أنه يجب أن يتحدث الوالدين مع أطفالهم عن المسائل المالية، و بأنه ينبغي للطفل في سن مبكرة أن يعرف مصدر الأموال، وفيما تُستخدم، وكيف يمكن للمرء أن يجنيها، على سبيل المثال، حاول لفت انتباهه إلى الأسعار عند اصطحابه للتسوق معك، واشرح له طبيعة عملك مع شريكك، ولماذا تذهبان إلى العمل كل يوم، وما معنى أن تتقاضى راتبًا شهريًا، وأشار إلى أنه يجب أن ترسل الأسرة الابن لقضاء بعض الحاجات و يمكنك مرافقته ومراقبة تحركاته.

و أشار إلى أنه يمكن للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سبع إلى تسع سنوات أداء هذه الأنواع من المهام بكفاءة؛ لذلك، ما عليك سوى التأكد من أن طفلك يمتلك قائمة المشتريات والمال، ويعرف الوجهة التي سيقصدها، و هذا تدريبًا ممتازًا على كيفية جعل الأطفال يعتمدون على أنفسهم. وأيضًا ممارسة الألعاب المرتبطة بالاقتصاد تعدّ من الألعاب اللوحية الرائعة، وذلك لأن المشاركين فيها يمكنهم التعلّم بسرعة المسائل المتعلقة بالاستثمارات والموجودات والالتزامات والضرائب.

نظرية الحصالات الثلاث

وأضاف “مينا”، أن نظرية الحصالات الثلاث، هي الخطوة الأولى لإنشاء الميزانية و سيحتاج طفلك إلى ثلاث أو أربع حصالات، ليستخدم كل منهالتوفير المال لغرض مختلف. تبعًا لذلك، سيتعلّم الأطفال توفير مبالغ وفيرة من المال بشكل تدريجي لتحقيق أحلامهم، بالإضافة إلى ذلك، ستساعد هذه الحصالة الصغيرة الطفل على فهم مدى أهمية الأموال التي يجمعها بمرور الوقت..

تربية رجل مسؤول منذ الصغر

وقال سعيد عادل أستاذ الطب النفسي للمراهقين: إن الحقيقة أنه لا يوجد رجل يكبر ويكون مسؤولًا دون أن يكون تربى على المسؤولية، فلا يوجد رجل بمعنى الكلمة أصبح كذلك بمفرده ولكي يصبح رجلًا مسؤولًا عن أسرته أن تعطيه دائمًا اختيارات، لا تفرض عليه شيئًا، ويكون لديه مساحة اختيار ليتعود أن يختار بمفرده، و أن ما يختاره لا يغيره كل فترة، وإذا أراد أن يرجع في اختياره يجب أن يعرف أن يعطي نفسه المرة القادمة فرصة أكبر للتفكير.

وأوضح “عادل” أنه يجب أن يعطي الأهل فرصة لابنهم ليشارك في مسؤوليات البيت كالتنظيف، ومن حين لاخر اعطيه فرصة لمساعدة أخته في أي شيء تحتاجه ليتعلم كيف يساعد أخته، ويجب أن يتعلم كيف يعبر عن مشاعره، لأنه لو كتم مشاعره سيصل لمرحلة الغضب الكثير أويكون عُرضة للاكتئاب، و إذا أراد أن يبكي، يجب أن ياخذ فرصته ليبكي ويعبر عن مشاعره فهذا حقه، ولا يقلل من رجولته .

تاريخ الخبر: 2022-12-18 09:21:37
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 60%

آخر الأخبار حول العالم

الجلاجل: إجراءات استباقية لمواجهة تحديات المستقبل - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 03:24:34
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 58%

السعودية تنشئ مركزاً عالمياً متخصصاً في الفضاء - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 03:24:33
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 58%

75.3 مليار ريال نموا بإيرادات السعودية للكهرباء السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-30 03:24:42
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 51%

هضبة تكنوبول قسنطينة: نحو استحداث ركن خاص بتمويل المؤسسات الناشئة

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 03:24:34
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 52%

400 فرصة لتطوير القطاع اللوجستي بالشرقية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-30 03:24:44
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 65%

أزيلال.. فاعلون إسبان وإيطاليون يكتشفون الإمكانيات السياحية للجهة

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 03:25:30
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

بتهم ارتكــاب جرائم إبادة جماعية

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 03:24:40
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية