نسي الأرجنتينيون الأزمة التي يعانون منها جراء الوضع الاقتصادي الصعب، ونزلوا إلى الشوارع للاحتفال بإنجاز منتخب كرة القدم ونجمه ليونيل ميسي الذي قاد ألبيسيليستي إلى لقبه الأول في كأس العالم منذ 1986 بالفوز على فرنسا بركلات الترجيح بعد التعادل 3-3 في الوقتين الأصلي والإضافي الأحد بقطر.

واحتفل الأرجنتينيون بالألعاب النارية وأطلقوا العنان لأبواق سياراتهم ولفوا أنفسهم باللونين الأزرق والأبيض للعلم الوطني ورقصوا ولوحوا بالأعلام.

كانت مشاهدة نهائي كأس العالم والحلم بإحراز اللقب ضرورية معنوياً من أجل الهروب من الواقع بالنسبة إلى مواطني بلد عانى سنوات من الاضطرابات الاقتصادية بسبب التضخم المتصاعد.

ويعيش نحو 40% من السكان البالغ عددهم 45 مليون نسمة في فقر، وقد تسبب انخفاض قيمة العملة في حدوث فوضى بعدما فقد الناس قوتهم الشرائية.

وتخلت الأرجنتين عن تقدمها بهدفين عندما عادل كيليان مبابي في الدقيقتين 80 و81 وأخذ المواجهة إلى التمديد، ثم تقدمت بهدف ثانٍ لميسي في اللقاء (108)، إلا أن مبابي أكمل الـ"هاتريك" في الدقيقة 118 لتذهب المباراة إلى ركلات الترجيح.

ومنذ وقت مبكر من صباح الأحد وقبل بدء المباراة بدأت الساحة حول النصب العمودي الشهير في وسط بوينوس آيرس تمتلئ بالناس.

إنه الموقع التقليدي الذي يحتفل به الأرجنتينيون بالانتصارات الرياضية في العاصمة.

وبمجرد أن حُسِمَ فوز الأرجنتين نزل عشرات الآلاف باتجاه النصب بقدر ما يمكن للعين رؤيته وفي كل اتجاه مع غناء متواصل.

وكان الفرح ملموساً لكن كان أيضاً ارتياح واضح بعد انتظار دام 36 عاماً لإضافة لقب عالمي ثالث.

أما في روساريو مسقط رأس ميسي وأنخل دي ماريا صاحب الهدف الثاني في النهائي، دفن مشجعو الفريقين المنافسين نيويلز أولد بويز وروساريو سنترال خصومتهم التاريخية واحتفلوا معاً.

"أبطال العالم"

واحتفلت الصحف الأرجنتينية بدورها بـ"الانتصار الأبدي للأرجنتين وميسي".

وكأنها صرخة من القلب خرجت صحيفة "أوليه" الرياضية بعنوان "نحن أبطال العالم" على صفحتها الأولى، وسط إجماع وطني على عبقرية ليونيل ميسي الذي قاد المنتخب إلى لقبه الأول منذ 1986 والثالث في تاريخه.

وانتشرت بكل وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي صور ميسي مع الكأس وأخرى للفريق الأرجنتيني بأكمله وهم يصرخون فرحاً خلال احتفالات ما بعد المباراة التي وصفت بـ"نهائي ملحمي".

وتصدر عنوان "المجد الأبدي لميسي" عموداً لـ"أوليه" يعكس الشعور العام السائد في الأرجنتين التي تنتظر منذ قرابة عشرين عاماً أن ينجح نجمها برفع الكأس الوحيدة الغائبة عن خزائنه، والانضمام إلى الأسطورة الراحل دييغو مارادونا الذي منح البلاد لقبها الثاني عام 1986.

وكتب موقع شبكة "تي واي سي سبورت" الرياضية "الكأس غابت عن سجله: دموع مزدوجة للبطل".

أما صحيفة "ماركا" المدريدية فكتبت من جهتها: "حسناً ليو، حصلت على مونديالك. وأنت تستحقه"، فيما تغنت صحيفة "لا ناسيون" الأرجنتينية اليومية بأن المنتخب "يلامس السماء".

ومن "النهائي الذي لا يُنسى" إلى "الهذيان" و"النشوة" و"أفضل نهائي على مر العصور" احتفلت الصحافة الأرجنتينية بما حققه رجال المدرب ليونيل سكالوني في قطر.

و"سعادة بلد" التي ركزت عليها صحيفة "كلارين" تلخص شعور 47 مليون أرجنتيني.

حتى عند الخصمة الكروية التاريخية البرازيل احتُفل بانتصار "الإخوة" الأرجنتينيّين، وأشادت صحيفة "أو غلوبو" الإخبارية بتتويج الجيران وانضمت إلى مادحي ميسي "الأفضل" الذي "استحق كثيراً" أن يرفع الكأس.

TRT عربي - وكالات