اعلنت هيئة شؤون الاسرى والمحررين الثلاثاء استشهاد الأسير ناصر أبو حميد (50 عاماَ) من مخيم الأمعري، في مستشفى "أساف هروفيه"، جرّاء سياسة الاهمال الطبي المتعمد "القتل الطبي"، التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى.

وكانت سلطات الاحتلال نقلت ظهر أمس الاثنين، الأسير أبو حميد بشكل عاجل من سجن "الرملة" إلى مستشفى أساف هروفيه، بعد تدهور خطير جداْ طرأ على حالته الصحية.

واتهمت الهيئة السلطات الإسرائيلية بقتل أبو حميد عبر سياسة القتل الطبي المتعمد التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى.

وأكد نادي الأسير (غير حكومي) نبأ استشهاد أبو حميد. وأشار النادي في بيان، إلى ارتفاع عدد الشهداء داخل السجون الإسرائيلية إلى 233 شهيداً منذ عام 1967، منهم 74 شهيداً ارتقوا نتيجة الإهمال الطبيّ (القتل البطيء).

تدهور صحي منذ 2001

يذكر أن الوضع الصحي للأسير أبو حميد بدأ التدهور بشكل واضح منذ شهر أغسطس/آب 2021، إذ بدأ يعاني من آلام في صدره إلى أن تبيّن أنه مصاب بورم في الرئة، وجرت إزالته وإزالة قرابة 10 سم من محيط الورم، ليعاد نقله إلى سجن "عسقلان"، ما أوصله لهذه المرحلة الخطيرة، ولاحقاً وبعد إقرار الأطباء بضرورة أخذ العلاج الكيميائي، تعرض مجدداً لمماطلة متعمدة في تقديم العلاج اللازم له، إلى أن بدأ مؤخراً تلقيه بعد انتشار المرض في جسده.

وكان الشهيد الأسير أبو حميد محكوماً بالسجن المؤبد سبع مرات و50 عاماً. وتعرض للاعتقال الأول قبل انتفاضة الحجارة عام 1987 وأمضى أربعة أشهر، وأعيد اعتقاله مجددا وحكم عليه بالسجن عامين ونصف، وأفرج عنه ليعاد اعتقاله للمرة الثالثة عام 1990، وحكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد، أمضى من حكمه أربع سنوات ثم أُفرج عنه مع الإفراجات التي جرت في إطار المفاوضات، إلا أن الاحتلال أعاد اعتقاله لاحقاً وحكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة.

وعلى مدار الشهور الماضية، فشلت جميع المحاولات القانونية، في سبيل تحقيق حريته، ورفض الاحتلال عبر عدة جلسات محاكمة عقدت طلب الإفراج المبكر عنه.

وكان الشهيد أبو حميد رفض مقترحاً تقدم به محاميه، لطلب "عفو" من رئيس حكومة الاحتلال، في سبيل الإفراج عنه، تأكيداً منه على الحقّ في الاستمرار بمقاومة الاحتلال، واحتراماً لمسيرة الشهداء، ورفاقه الأسرى.

من ناصر أبو حميد؟

اعتقل أبو حميد عندما كان في الثالثة عشرة، بعد أن أصيب إصابة بالغة، وحاول الاحتلال اغتياله أكثر من مرة بعد أن تحول إلى مطارَد، في الثاني والعشرين من نيسان 2002، اعتقل برفقة أخيه نصر في مخيم قلنديا ورافق اعتقاله الاعتداء عليه وإصابته إصابات بالغة، وتعرض لتحقيقٍ قاسٍ، وحكم عليه بالسجن سبعة مؤبدات وثلاثين عاماً.

عدا ذلك، فهو شقيق الشهيد عبد المنعم أبو حميد، وشقيق الأسير نصر المحكوم بخمسة مؤبدات، وشريف المحكوم بأربعة مؤبدات، ومحمد المحكوم بمؤبدَين وثلاثين عاماً، وإسلام المحكوم بمؤبد وثماني سنوات.

وهدم الاحتلال منزل عائلة أبو حميد خمس مرات، ومنع أمه زيارته لسنوات، وأُطلِقَ على والدته لقب "خنساء فلسطين" و"سنديانة فلسطين"، وتوفي والده وهو داخل السجن، ولم يتمكن من المشاركة في تشييع جنازته.

وتعتقل إسرائيل في سجونها 4700 فلسطيني، بينهم 150 طفلًا، و33 سيدة، وفق نادي الأسير الفلسطيني.


TRT عربي - وكالات