ألقت الأرجنتين منذ صباح أمس الثلاثاء بفلذات أكبادها من الجنسين إلى ما تضخم سريعا، حتى أصبح حشدا يزيد عن 4 ملايين أرجنتيني اكتظ بهم موقعان وسط العاصمة بوينس أيرس، احتفالا في اليوم الثالث والأخير بفوز منتخب "التانغو" بكأس العالم 2022 في قطر.
ولم تمر ساعة تقريبا على ولادة الحشد الذي تفرع الى حشد آخر، إلا وامتلأت مواقع التواصل بصور مذهلة ومرفقة بمقاطع فيديو، تبث "العربية.نت" اثنين منها أدناه، وفي الأول نعاين ما لا عين رأت قبل الآن احتفالا بالفوز في أي مونديال سابق، فقد استمر الحشد الى الليل وعجزت طائرات مسيّرة خصصتها السلطات، وأخرى تابعة لوسائل اعلام محلية وأجنبية، عن القيام بتصوير شامل لما تكتل في بعض العاصمة من تجمعات، ضم كل منها مئات الآلاف.
وورد في مواقع وسائل إعلام محلية، كانت تقوم بتغطيتها في بث فيديوي مباشر، أن تدفق ملايين الأشخاص إلى الشوارع والطرق السريعة والجسور بطريقة عشوائية، لإلقاء نظرة على المنتخب الوطني، أدى إلى إلغاء عرض احتفالي خاص بلاعبيه، خصوصا بعد أن اجتاح آلاف المحتشدين حافلة كانت تقلهم، وأثناءها ألقى اثنان منهم بنفسيهما من جسر إلى الحافلة لينضما فيها إليهم، فنجح الأول بمسعاه، فيما تعثر الثاني، وانقلب من حافتها إلى الشارع، ولولا أسرع إليه من ساهم بنقله إلى مستشفى قريب، لربما لفظ أنفاسه.
"انفجروا ببهجة غير معهودة"
هذه الحادثة بالذات، كانت سببا في مغادرة نجوم المنتخب الحافلة الى هليكوبتر أرسلتها السلطات على عجل، وبها "حلق أبطال العالم فوق الحشود بأكملها، بعد أن استحال مرورهم برا لأن الناس انفجروا ببهجة غير معهودة" وفقا لما ورد بتغريدة كتبتها بتويتر الصحافيةGabriela Cerruti المتحدثة باسم الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرناندس.
أما اللذان ألقيا بنفسيهما من الجسر الى الحافلة، فهما مراهقان، عمر الأول 17 سنة، فيما يكبره الثاني سنا بعام، ونراهما في فيديو تعرضه "العربية.نت" أدناه، ونجد فيه أن الأول بالسقوط إلى الحافلة، فاعتنى به نجوم المنتخب حتى أقبلت هليكوبتر نقلتهم من دونه، فيما ترنح الثاني وسقط إلى الشارع.
ومن موقع الحشد الرئيسي، بث مراسلو وكالات الأنباء ما ظهر أيضا في التغطية التلفزيونية المباشرة، وهو أن نجوم المنتخب لم يتمكنوا من الوصول إلى "مسلة بوينس أيرس" بوسط العاصمة كما هو مخطط "بسبب مخاوف أمنية نتيجة حجم الحشود التي قدرتها وسائل إعلام محلية بأربعة ملايين شخص" لذلك تم نقل اللاعبين من الحافلة إلى طائرة الهليكوبتر.
"أصبحنا كيانا واحدا اليوم"
ونقلت وكالة أنباء عن حداد أرجنتيني اسمه ماتياس غوميس، وعمره 25 عاما، قوله: "إنه لأمر يدعو للجنون. لا يصدق. إنه أفضل شيء يمكن أن يحدث لك على مدار حياتك (..) من دواعي سرورنا أن نرى كل هؤلاء الأشخاص السعداء يتجمعون، ممسكين بأيادي بعضهم ويعانقون بعضهم البعض ويقبلون بعضهم البعض. أصبحنا كيانا واحدا اليوم" وفق تعبيره.
وكان المنتخب وصل في الساعات الأولى من صباح أمس إلى مطار Ezeiza الدوي في بوينس أيرس، ووجد آلافا ينتظرونه، حاملين اللافتات والأعلام والألعاب النارية استعدادا للاحتفال باللقب الأول لكأس العالم منذ 36 عاما.
وما أن حل منتصف النهار، حتى تجمع الملايين بوسط العاصمة، مع إغلاق الطرق الرئيسية لاستقبال الموكب. ورفعت الجماهير لافتات عليها صورة ميسي وايقونة البلاد الراحل دييغو مارادونا، وعزفوا على آلات موسيقية، في وقت تسلق بعضهم أعمدة الإنارة ووقف آخرون فوق الحافلات وعلى الأشجار، آملين رؤية نجوم المنتخب، لكن النجوم أصبحوا بعيدا في طائرة الهليكوبتر.
